الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

صعبة!



Lamp Flight by ~ ArcaneBrain




لم تعد الأفكار تزدحم وتحتشد في رأسي مؤخراً، الأمر الذي يبدو لي كهجرة جماعية لأفكاري التي لطالما نعتها بالسوداء، لكنها هجرة ليست معلومة الوجهة بالضرورة..
ماذا لو كان ذلك النزوح العكسي نوعاً من (الهجران) وليس (هجرة)؟! أيا كان، المهم أن رأسي أصبح خاوياً معظم الوقت وهو ليس بالأمر المريح كما قد يتخيل البعض أو قد يستشعر..
بالنسبة لي، هذا الخواء يوازي تسطح الإنسان بداخلي، واضمحلال كينونة تلك الأنثى، (الصعبة) كما تحب ماما أن تصفني حين لا أعجبها.. هذا الخواء يجعلني حمامة أخرى في سرب الحمام الذي لا ترى منه سوى شكله المتكامل.. صورة كاملة تغيب عنك تفاصيلها.
لكني أشتاق لتلك "الصعبة" في كثير من الأحيان وأسلي النفس بزياراتها النادرة جداً..
خلاصة الموضوع هو أن أفكاري هجرتني، ثم أن صعبةٌ تساهلت معي مؤخراً، ناهيك عن أن جل ماحولي لا يشعرني بالرضى أبداً، فهل يجعل مني كل ذلك (إحباطة) تمشي على رجلين!


في الجامعة، أمشي كرجل آلي أحياناً، وأحيانا مثل طفلة تائهة يلوك قدميها التعب وتقاوم إغراء الإستلقاء على كل شارع تعرج عليه..
أحياناً أستمتع بمكاشفة الأعين المحدقة، وأحيانا أتجاهلها، وفي أحيان أخرى كثيرة أكون حمامة أخرى فقط.
اتهالك أحيانا على كرسي يتهالك بدوره على رصيف لازال يقاوم، وأود لو أنني أستطيع الاختفاء فقط، أو أن أستلقي في منتصف الشارع الواقع بين المبنى الخامس و الثالث عشر.. هكذا فاردة جانحيّ دون أدنى نية في الطيران.
لكني لا أفعل.. فقط أتسلى بعدّ الأقراط على وجوه العابرات في تقليعة جديدة إلى حد ما (هنا).. أخطئ في عدها فأتحول إلى فرز (الأولاد) الحقيقيين من المزيفيين العابرين أمامي..
تتابعني إحداهن بنظراتها قبل أن أتنبه لمرورها.. أو ربما (يتابعني أحدهم)، لم أعد متأكدة
المهم أن الأمر لا يعني لي شيئا محدداً، كما تمر بي نسمات الهواء الباردة نسبيا دون أن أعني لها شيئا بالضرورة ..
أعود أدراجي مروراً بالخامس -الشهير سابقاً والذي فقد بريقه اليوم- أهرول بجانبه مسرعة الخطى دون أن ألتفت صوبه أبداً خوف أن تصيبني لعنة ما!


ذلك المكان حيث كنت أتلقى أغلب محاضراتي يوم كنت طالبة، وهو ذات المكان الذي كانت تستعرض فيه الطالبات كل جديد، هنا حيث كنا نتبسط الأرض -صديقات دراسة لم يعد يجمع بيننا أي شيء- نستذكر حيناً وحيناً آخر نتبادل التعليقات على ماحولنا من مناظر عجيبة!
هذا المكان اليوم شبه مقفر..


لم يعد يعني أي شيء، كما لم يعد كورنيش الجامعة، أو الشانزلزيه كمان كان يسميه البعض! هنا فقط محاضرات، فتيات في عجلة لحضور محاضرة، ومشرفة لا شغل لها سوا الترصد لي كلما مررت مروراً، أول مرة حين لاحقتني منادية بصوتها الصلف: "بطاقتك ياطالبة، تنورتك قصيرة!"..
وباقي المرات حين تأكلني بنظراتها الفارغة وكأنها لاتستطيع التصديق بأنني لم أعد طالبة تقع داخل نطاق سيطرتها!





ليست هناك تعليقات: