الخميس، 26 فبراير 2009

الرسم بالرمل

الرسم بالرمل مألوف بالنسبة لي لكن لم يسبق لي مشاهدة أنيميشن عن طريق الرسم بالرمل. بالفعل فن راقي ورائع جداً.. ويحتاج لمهارة عالية وموهبة بالطبع :)

الأربعاء، 25 فبراير 2009

المرأة الحجازية..

هذا مقال مثير للاهتمام أحببت أن أضيفه في مدونتي لثراءه ولكونه يطرح اشكاليات كثيرة حول الطبيعة الاجتماعية للحجاز ومدى صحة ماينسب إلى الحجاز من انفتاح منذ القدم. زينب حفني هي فقط إحدى الأصوات التي تنادي بتحرير المرأة من عباءة الوهابية بناء على روايات موثقة أو غير موثقة للحالة الإجتماعية للحجاز في فترة حكم الأشراف وقبل الدولة السعودية. وربما كانت أبرز وأقوى هذه الحملات المنادية بتحرير الحجاز إجتماعيا وثقافياً من الهيمنة (الدخيلة) هي محاولة مي يماني في كتابها "مهد الإسلام" Cradle of Islam
التي من خلالها أبرزت "الخصوصية الحجازية" وماتعرضت له من (قمع) إبان الحكم السعودي وسيادة الفكر السلفي..
إليكم المقال..
المرأة الحجازية وتحديات اليوم

16-2-2009
بقلم
أحمد عبد العزيز القايدي
"...إن المرأة الحجازية تعيش أمام تحدي كبير يتجاوز مسألة تغييرها وحدها بل يسعى إلى أن يجعلها تقود التغيير في شتى مناطق المملكة لذا فالواجب عليها أكبر من غيرها فهي حقل التجربة لأولئك الأشخاص..."
ألقت المدام زينب أحمد حفني في قاعة نادي الخريجين بالبحرين السبت 14 فبراير 2009م محاضرة بعنوان (المرأة الحجازية ما بين الأمس واليوم)وهذه مناقشة لبعض الأفكار الواردة في المحاضرة يكتبها شخص عمر عائلته في الحجاز أكثر من ألف عام بعيداً عن محاضرتها المليئة بالعنصرية والتقسيم الاستعلائي للمجتمع الحجازي نفسه فضلاً عن غيره ، وبعد كل ما في المحاضرة من عصبية عنصرية عادت في أخره وسطحت عقل الحضور وقالت إنها لا تدعوا لتفكك أو عنصرية ، قد أتفهم اهتمامها بالتراث الحجازي ولكن أن تعرض هذا التراث في مقابل تنافسية وتحزب مناطقي وديني هذا ما لا يمكن فهمه أو قبوله.
راهنت المدام زينب على المرأة الحجازية في التغيير لأنها نشئت في بيئة منفتحة على الشعوب والثقافات الإسلامية القادمة للحج و أنا لا أدري هل هذه الشعوب كانت تأتي نسائها إليه حاسرة عن شعر رأسها ، مختلطة بالرجال ، تقود السفن المتجهة لميناء جدة ، وتقود حنطور الحمالين ، تلقي الشعر والنثر في محاضر الرجال ، تعمل سكرتيره لدى تجار الحجاج ، تعمل دلالة في سوق السمك ، تشارك في سباق الهجن والخيول ، تعرض فنها التشكيلي وتصاميم الأزياء على المارة في شوارع جدة ، تزور الشريف في قصره وتحصل على صوره معه وتحثه على تنوير المرأة الحجازية و إفساح المجال أمامها ، هل كانت هذه هي صورة المرأة التي تأتي من بلاد المسلمين للحج ؟؟ ومن ثم تأثرت المرأة الحجازية بهم ؟؟ إلا إن كانت تقصد المدام الشعوب التي كانت تأتي للعمل في السفارات الأجنبية فهذا ممكن ولكن لم يكن المجتمع الحجازي منفتح عليها بل جاء في التاريخ أنه تم الاعتداء على بعض تلك الوفود من قبل سادات الحجاز .... كما في واقعة إحدى السفن التجارية بجدة التي رفضت رفع العلم العثماني ورفعت العلم البريطاني التي راح ضحيتها السفيران البريطاني والهولندي وزوجة الهولندي وقصفت جدة على إثرها أياماً من قبل البوارج البريطانية وبغض النظر عن شريعة هكذا عمل فإنه وقع من قبل شخصيات حجازية ومن الواضح أنها لم تكن منفتحة على نماذج غربية سعت في تغيير علم فكيف بنماذج حالية تضغط بقوة لتغيير ثقافة وهوية الحجاز هل يعقل أن يكون الحجازيين منفتحين على ذلك ؟؟.
كثيراً ما تسدل المدام و غيرها من المدامات والآنسات الحجازيات على انفتاح الحجاز وتنوره بمدينتين حجازيتين فقط لا ثالثة لهما مدينتي جدة ومكة فلا تجد في خطابهم مثلاً حديثاً عن ينبع الميناء الأقدم من ميناء جدة أو حتى عن المدينة النبوية أخر محطة للحجاج وغالباً ما يكون مقامهم فيها طويلاً بمعنى أنها مكان تكون فيه الخلطة أكثر من غيره و لا يتحدثون عن رابغ أو أملج أو القنفذة وغيرها من المدن الساحلية أو الداخلية التي كانت تستقبل الحجاج أو يعبر ويقيم الحجاج فيها أثناء تنقلهم بين الحرمين ، فلعلهم يرون أن هذه المدن لا تنتمي جغرافيا للحجاز.
وترى المدام أن الثقافة الوهابية هي أكبر تحدي يواجه المرأة الحجازية وفي الحقيقة المشكلة ليست مع التشريع الوهابي - على فرض وجود هذا الوهم الكبير – و إنما مشكلة المدامات و الآنسات مع الخطاب الإسلامي عموماً سواء كان قادم من نجد أو من لاس فيغاس فالفصل بين الجنسين وغطاء الوجه واليدين وغيرهما من الحقائق الشرعية التي ترفضها المدام ليست خاصة بالنجديين ففي قلب أمريكية القاهرة هناك منقبات وفي حمراء بيروت وحدائق تونس و ميامي الإسكندرية كذلك بل في أوربا وأمريكا أيضا.
عرضت على جدتي ذات70 عاما الناشئة في جدة صورة إحدى المثقفات الحجازيات وهي مدام كثيراً ما تفخر بأن حجابها التي ترتديه هو حجاب المرأة الجداوية في السابق سألت جدتي هل كنت تشاهدين نساء في جدة يرتدين هذا الزي ؟؟ أنكرت ذلك واستعاذت بالله ، الدكتور الفاضل سعود مختار الهاشمي ذكر في إحدى المناسبات أن والدته أخبرته أن المرأة الحجازية كانت ترتدي أكثر من غطاء على وجهها هذه الثقافة والهوية هي هوية المرأة الحجازية الحقيقية.
إن الشخصيات التي تدَّعي أن ثقافة الانفتاح والتنوير التي تحملها هي ثقافة الحجاز هي تغالط نفسها فهي ليست إلا شخصيات ثرية استطاعت أن تنشئ علاقات تجارية أو سياسية خارج حدود الحجاز فتأثرت بتلك العلاقات تأثراً بالغاً انعكس على سلوكها وهويتها ثم جاء أبناؤها من بعدها وتجاوزوها في تلك العلاقات فنشئوا وتعلموا هناك حتى أصبحوا جزءاً من ثقافة خارجية لا تنتمي للحجاز ولا للعرب ولا للإسلام ، هذه الطبقة من النادر أن تجد من بينها أسرة لم تعرف الخارج ودخلها متوسط أو أسرة نشئت في أحد أحياء جدة ومكة الشعبية ، والكليات الأهلية بجدة مرتفعة الاشتراك والتي يلتحق بها أبناء هذه الطبقة الغنية هي سفير البلد في الخارج و المبتعثين الغربيين السياسيين و الأكاديميين كثيراً ما يزورونها ويأخذون فكرة عن المجتمع السعودي من خلالها ، وطلابها أمل المستقبل والحاضر لمشاريع التغريب التي تقوم في المملكة ، ثم هناك الطلاب المبتعثين إلى الخارج الذين قبل أن ينهوا دراستهم هناك أصبحوا يمطروا البلد عبر وسائل إعلامية سعودية بأفكار وقيم غربية لم يعرفها الحجاز لا بالأمس ولااليوم .
وهناك مدامات وآنسات من نجد والجنوب والشمال لم يعرفن الانفتاح والاختلاط بالشعوب الذي تراه المدام سبباً للتغيير تجاوزن الحجازيات في ثقافة الاندماج والانفتاح والتغيير كل ذلك بسبب المال وبلاد بره.
إن المرأة الحجازية تعيش أمام تحدي كبير يتجاوز مسألة تغييرها وحدها بل يسعى إلى أن يجعلها تقود التغيير في شتى مناطق المملكة لذا فالواجب عليها أكبر من غيرها فهي حقل التجربة لأولئك الأشخاص أيما مشروع نجح عليها مرر من خلالها إلى شتى مناطق المملكة و أيما مشروع فشل يتم ترحيله إلى زمن يعود فيه المبتعثين أو يتقبله أشخاص أخرين أكثر تأثراً بالمشروع الغربي.
عجيب أمر مدامنا المثقفة حكايات وروايات النساء على الروشان والغناء باللهجة الحجازية والكتابة عن الآثار والشواهد وكشف الوجه هي قيم ثقافية حجازية لابد من حمايتها حتى يقدمها الحجازيين للعالم إنه اختزال فظيع و إهانة لمجتمع استطاع أن يحمل رسالة السماء إلى كل الدنيا ومات الأجداد ودفنوا خارج بلدانهم وضحوا بكل شيء من أجل نشر الوحيين الكتاب والسنة في الشام والعراق ومصر ثم نهمش دورهم هذا كله ، ونركض خلف بعض التفاهات التي لا ترقى حتى لمزاحمة الشعوب المجاورة فضلاً عن كل العالم إن الحجاز بحق بحاجة لحماية تراثه من العبث والتطاول عليه وتحريفه وخطفه باتجاه رؤى عاش الحجاز ونشء على رفضها ومحاربتها.
تمنيت الحجاز أعيش فيه**** فأعطى الله قلبي ما تنمى
سقى الله الحجاز وساكنيه**** وأمطر كل ساقية ومغنى
أخي إن زرت بيت الله تبغي**** رضا أو تشتكي هما وحزنا
ففي تلك الرحاب عظيم أنس**** لناء إن دعاه الشوق حنا
بلادي كل أرض ضج فيها**** نداء الحق صداحا مغنى
ودوى ثم بالسبع المثاني**** شباب كان للإسلام حصنا
لطيبة يأرز الإيمان حبا**** ويشتاق لها القلب المعنى
بلاد زانها رب البرايا**** وباركها وفضلها وأغنى
المصدر: شبكة القلم الفكرية

الاثنين، 23 فبراير 2009

موسم الهجرة إلى الشمال



قرأتها مرة واحدة وتنقلت بجنون مابين الرواية الأصلية باللغة العربية والترجمة الإنجليزية لها والتي أظن بأن المترجم (دينس جونسون ديفيز) قد نجح إلى حد كبير في الحفاظ على هوية الكاتب الأصلية واللغة الأدبية للنص بها..

عشت أحداث الرواية إلى حد كبير وكانت حقاً تجربة مختلفة تماما عن أي نص آخر قرأته حتى الان.. هي مجنونة وعجيبة ومضحكة أحيانا ولست أذكر إذا كنت قد بكيت كما أفعل عادة إذا تمكن مني نصٌ ^_^ ولكن أستطيع القول بأنني لم أتعاطف تماما مع شخصية (مصطفى سعيد) ذلك الشهواني المجنون الذي ربما لفرط جنونه لكأنما هو محض اسطورة، أي شيء إلا ان يكون حقيقة أولم يتساءل ما إذا كان مصطفى سعيد حقيقة أو مجرد وهم أو سراب؟ رواية مختلقة؟ أو أكذوبه أوثلّو آخر؟

غريب هذا التوحد بين الراوي والبطل، تتداخل القصتان معاً وتتشابه وتصل بك إلى حد الذعر؟ هل سينتهي الأمر بالراوي لأن يصبح مصطفى سعيد آخر او ينال نفس النهاية؟
أو هل مصطفى سعيد هو النسخة المشوهة من شخصية الراوي المتوازنة إلى حد كبير..

مصطفى سعيد ذلك الشهواني المجنون الخارق الذكاء الفائق الدهاء، تغلبه امرأة؟!! يسقط في نفس اللعبة التي يجيدها؟ وينسج حبائلها؟ ويسقط مغشياً عليه أخيراً .. أولا يشبه مصطفى سعيد زوربا إلى حد كبير؟ ذلك المهووس بالحياة والنساء.. لكن زوربا كان يحفل بأدق التفاصيل في الحياة بينما مصطفى سعيد لم يكن يسعده شيء سوى انتصاراته وفتوحاته الخاص.. أهو ماصنعه الاستعمار بالعقول العربية؟ أهذه طريقة الطيب صالح في إسقاط ورقة التوت الوحيدة المتبقية على جسد الاستعمار السافر؟ نتاج مشوه تماما برغم الذكاء الذي يحمله ذلك الرأس الافريقي الحائر بين ملامح عربية وشعر يموج بطفولة شريرة؟
الافريقي .. الافريقي؟ هل يأتي الجنون المتطرف من الارض البدائية المجبولة على حب الطين والماء
أولا أرى أمامي خالد بن طوبال؟ بطل أحلام مستغانمي في ثلاثيتها، ذلك الرسام العجيب الذي يرسم بذراع واحده ويعشق النساء أيضا بذراع واحدة ويمارس الحب بذراع واحدة؟ يعيش باسماء وهمية ويموت باسم وهمي ويعشق امرأة اماتته فرط ما أحيته وفرط ما أحبها واشتهاها؟


الى أي مدى نجح الطيب صالح في نقل صورة الريف السوداني البسيط؟ وماقصة الشرب والعربدة و بنت مجذوب وتعليقاتها الجريئة وكل هذا الهوس بالجنس تصريحا لا مواربة،
أكان الطيب صالح هو الاخر سعيد مصطفى، حول في المهجر كل حنينه إلى وطنه الى كلمات مبدعة حقاً ولكن الى أي مدى ينبغي لنا الاعتماد على الرواية في نقل الحقيقة
ربما كان هناك من يجادل بأن الطيب في اخر الامر قدم لنا رواية رائعة إلا انها روايه انجليزية مسودنة أو سودانية انجليكية؟ أولا تعكس مكتبة مصطفى سعيد في غرفته السرية مكتبة الطيب صالح ربما؟

عندما فرغت من قراءة الرواية وكنت أقلب الأمور في رأسي تنبهت فجأة إلى أن المتحدث في الرواية أو الراوي هو مجهول الاسم! هل كان حقاً مجهول الاسم في الرواية؟ أم شخصية مصطفى سعيد طغت على شخصية الراوي حتى أصبحا واحداً لا يتجزأ؟ أو حتى أصبح الراوي هو مجرد صدى لصوت مصطفى سعيد؟
هنا فقط أحسست بأن الراوي هو ليس إلا الطيب صالح ذاته!

على العموم، وإن كانت "موسم الهجرة إلى الشمال" قد فتحت باب التابوو في أدب الرواية العربية، فإنني لازلت أرى بأن رواية الطيب صالح بكل تفاصيلها هي جزء لا يتجزأ وهي حتماً قد خدمت النص وأضفت عليه ضرباً من الفكاهة.. لكن لا أرى ذلك مخولاً لأجيال من الرواية العربية التي تبني حبكتها على الجنس أو التابوو كوسيلة لحصد الشهرة الأدبية في مجتمع لازالت تسود به القيم العربية والإسلامية المحافظة..

وهذه الروايات العربية المشهورة التي تتناول الجنس بجرأة لا نظير لها تحصد إما النجاح أو الشهرة أو كلاهما معاً، ولا أنكر هنا كون بعض هذه الرويات جديرة بالقراءة إلا أن بعضها قد يكون اقل مايقال عنها هو انها ركيكة بناء وحبكة ولغةً وإذ أنها إن لم تحصد النجاح التام فإنها على الأقل تمنح كاتبها شهرة لا نظير لها في مجتمعه وعالمياً أيضاً كون الغرب لازال يجد متعة في الإشارة والإشادة بمثل هذه الأعمال التي تتحدى مجتمعات يسود بها التطرف الإسلامي المعادي لهم كما يرون.
أظن بأن الكاتب العربي وصل إلى درجة من الوعي بهذه الحقيقة تجعله يجازف باسمه في سبيل الشهرة،
فمثلا لاأستطيع أن أتذكرأي عمل أدبي ناجح او مشهور في الثلاثين عاما الماضية ليس بهذه الصورة .. فهل النجاح العالمي مرهون بالجرأة في تناول الجنس والفسوق و إبراز صورة البطل الشهواني القوي المتحدي المراهن المقامر العربيد وما إلى ذلك من الصفات التي تصنف هذا البطل في مصاف الملحدين ؟ وكيف أصبحت هذه الشخصية (استريوتايب) جديد في الرواية العربية، ومثال ذلك رواية الطيب صالح، ثلاثية أحلام مستغانمي، ووليمة حيدر حيدر ، والعديد من روايات عبده خال وغيرهم وغيرهم؟

الجمعة، 20 فبراير 2009

الطيب صالح



عندما قرأت رائعة الطيب صالح، "موسم الهجرة إلى الشمال" منذ سنوات،أسرتني هذه الرواية بأجواءها وشخوصها، وتحديدا شخصية مصطفى سعيد المثيرة للجدل. إلا أن أجمل وأعمق مافي الرواية هي تناولها لمسألة الصراع العرقي وسيكولوجية المُستَعمر والعلاقة مابين الشمال والجنوب بصورة عميقة وذكية،
وسيبقى الطيب صالح حاضراً دائما في سيرته الطيبه وتحفته الأدبية التي رفعت من شأن الأدب العربي الحديث ولازالت تدرس في جامعات العالم وتتعدى في طرحها حقبة الاستعمار ومابعد الاستعمار الى المشاكل التي لازالت تواجهنا في الوقت الراهن.
رحم الله ذلك الطيب وجعل فيما ترك خيراً له.
ولي وقفات أخرى عند "موسم الهجرة الى الشمال" في تدوينات لاحقة ان شاء المولى.

الاثنين، 2 فبراير 2009

الدم العربي المتغرب



هذا مقال جميل جاءني عن طريق الايميل فأحببته أن أدرجه هنا، مع عدم اتفاقي مع الكاتب فيما وضعته بين القوسين في اول المقال..




إن من أصعب ما يمر على الحر- خاصة وإن كان عربيا-ً أن يعجز قلمه عن مديح بني قومه فيلجأ مرغماً ليمدح قوماً (من المفترض أنه أرفع منهم ديناً ونسباً )
وهذا المدح ليس طمعاً في نوالهم ولكن لأن بني قومه لا يوجد فيهم من يستحق معشار المدح بل لا يستحقونه البتة
قد يستغرب البعض من الهوان الذي وصل إليه قادة العرب والصمت الرهيب الذي جعلهم مهزوزي الهيبة أمام شعوبهم التي طالما ضحكت عليها المناهج الدراسية

والتاريخ المزور في تطريز سجل الإنجازات الحافلة لحكام المنطقة الذين فعلوا وفعلوا وفعلوا ثم يفاجأ الشعب أن هذه الديباجة حبر على ورق

إلا أن الأغرب أن تنبعث الحمية العربية وتتوقد الغيرة الشرقية ولكن ليس في قلوب حماة الحمى العرب! بل في قلوب غربيين من أمريكان أو أوروبيين! من قلوب أناس لم يدّعوا حكم الشريعة ولم يطالبوا بالأخلاق الإسلامية والعربية ولم يدرسوا المناهج "الهزيلة" التي ندرسها ولم يرطنوا باللغة الفصحى ولم يذوقوا العزة والأنفة التي ورثناها من أباءنا الأُوَل..
إن بطولة شافيز حسب ما يمليه ضميره على الأقل قد سجلها التاريخ متزامنة مع الوقت الذي سجل به ذلة العروبة والمنتسبين إلى الإسلام عندما استظلوا بظل أمريكا وإخواننا في غزة تظلهم القاذفات..
وفي الوقت الذي يخرج أردوغان من الاجتماع وإثر مشادة مع بيريز نرى أمين جامعة الدول العربية ممثلاً العرب يجلس بحبور مستمرءاً المنظر وربما راق له
.. وباسم العرب لم يتحرك أحد بعد ذلك ليعود أردوغان إلى تركيا يستقبله الشعب استقبال الأبطال بالأهازيج والحفاوة

ولعلنا نتساءل

لم يضع شافيز نفسه هو وأوردغان بمثل هذه المواقف الصعبة؟
وقبل الإجابة علينا أن لا ننسى أن النتيجة الأولى

هي حب الشعب وازدياد الولاء لهم فهما بعرف ذلك الشعب أبطال بل نحن كعرب أصبحنا نعجب غاية الإعجاب بما فعلوا

فمعذرة أبناء العروبة وأبنائي بشكل خاص إن طلبتم مني سرد تاريخنا المجيد فوجدتموه مفعماً بأسماء أجنبية فالغرب هو مستعمرنا والغرب هو ناصرنا
في الصناعة لا حضور لنا، في التجارة لا حضور، في التقني، في الطب، في السياسة، حتى في الكرة
ثم ينصرنا الغرب كذلك وكأن جهات الأرض كلها للغرب فإن لاح لنا بارق من أبنائنا إما نقتله، أو نعتقله
ولا تدخل الجنة إلا نفس مؤمنة
كتبه مروانيز زحيفان < محاولة لانتهاج نهج شافيز وأردوغان