الأحد، 14 سبتمبر 2008

على مائدة الوجع


تقاسمنا الأرغفة والأدوار..
وقررنا أن لم يعد لسوانا أي دور!
نملك كل أمرنا سوى الموت.
وحده الموت يتملكنا..
هل لنا من الأمر شيء؟
قتلنا مئة مرة ولم نمت
تشابِهُنا القطط الخاوية في الطرقات
نُشابِه خواء الأنفس المفرغة من الضحك..
وترتسم على هشاشتنا لصاقات الابتسامات المتصلبة
تتوهج في العتمة كأضواء النيون..
هل لنا من الأمر من شيء؟
قتلنا، ومن قال متنا كذب..
تقاسمنا المرارة ذات دور لعبناه..
وقررنا أخيراً أن لم يعد لنا أي دور!
نتقاسم الحزن على سرير الوداع ذات ليلة
تماماً كما تقاسمنا الحب كقطعة كعكٍ محلاّه
تماما كما أشركنا النوايا في سوء تعاطينا ذات وهج
تماما كما غزلتَ خيوط الإشراق فتيلاً يقدح شرراً
في سمائي..
(نجمة كنتُ.. وكنتُ قطةً..
أرقب الليل وأنشد بالمواء
يا إلهي كم حزنت وكم غضبت
وكم من الشكوى سئمتُ
وكم.. وكم..
وأنت؟..
مارد كنتَ.. وكنتَ رجلاً..
وما الذي ننتظر من "قهر الرجال"؟!)
أيها المقتسم أدوار البطولةِ، كاذبة..
كاذبٌ أنت..
وأغراك الغرور
كاذب زمن الخديعة والمرور
(يشبه الوهم الذي عاشوه يوما
حين أشرق في المدى حلم العبور..)
وتقاسمت اليوم حزني مع نفسي،
لم أعد أقتسم وجعي
لم أعد أرسم وجهي..
في أروقة المدن
أراك مرة أخرى
طيفاً أسوداً ويشرق قوس قزح
ثم يكسو الغيم أروقة المكان
لم أرَ الغيم قريبا مثل هذا اليوم يا قوس قزح!
مطرك، قوسك، وسهامك
كلها ..
تغتال في قلبي الفرح..

ليست هناك تعليقات: