الجمعة، 12 أكتوبر 2012

شاي جدتي






تخبرني شيطانةٌ صغيرة أن الشاي في هذا الوقت المتأخر من المساء -أعني مابعد منتصف الليل- قد يصلح عطب هذا اليوم. 
أفكر وأنا أحاول أن أحتسي الشاي بطريقةٍ متحضرة، فيما لو كان ذلك ممكناً! 
غير أنني سرعان ما أتذكرُ بمرارةٍ لذة مذاق شاي الحبقِ في كؤوس جبن الكرافت التي كانت جدتي تستعملها لتقديم الشاي. 
ياللمرارة! كل هذا الجهد، هذا العناء، هذه الطقوس المصطنعة، شمعةٌ تتراقص، وليلٌ يرافقُ أغنيةً فرنسية، جلسةٌ متأنقة، وكل هذا الكريستال الفاخر، هذه الوجوه المصبوغة بأضواء المدينة، وتلك القهقهات التي تحز السكون في حنجرة الليل برعونة، 
كل هذا لأتذكرَ كم كان شاي جدتي الملّقمِ لذيذاً، وكم كان كأسُ الشايِ المتواضعِ فاخراً، وكم كان فستاني الملطخ بالوحل جميلاً، وكم أنا اليوم غريبةٌ جداً ياجدتي،
غريبة، تماماً كما قد تبدوا كؤوسك المبتكرة تلك في حفل الكريستال الباذخ هذا.


ليست هناك تعليقات: