الأحد، 6 مارس 2011

صباح كهذا


الصباح الذي يستيقظ على أخبار القتلى
ودماء الشهداء،
ورائحة المكيدة،
و البرودكاستات التحذيريه،
يرسم درباً بحبات الحزن على هذا الطريق المنحني
القاطع وجهه المرهق.
الصوت الغائب الذي لم نعد ننتظر..
نستعيض عن غيابه بشمس لا تألو جهداً لتكون أكثر إشراقاً
وأسطع نوراً.
ورغم ذلك تتمدد غابات العتمة بداخلنا وتكبر تكبر تكبر.
الصباح الذي يستيقظ على طقطقة المفاصل المتعبة،
والوجه الذي يلملم وجعه من تحت الوسائد وحافة الكومودينو،
يرفض أن يلقي التحية إكراماً لك ولحزنك الذي تحاول تجاهله..
هذا الصباح يشبه البكاء الذي لم يولد بعد،
لم يعرف اسماً بعد.
لم يتكون تماماً بعد..
يتخلق بداخلك قطعة قطعة،
وعضواً عضواً
كيما تكون شاهداً على كينونته..
ذلك الذي سيكون ابنك الذي من صلبك،
أو جنينك الذي أودعته كلك،
يجيئك مشوهاً فلا تعترض،
يغسلك من أدرانك ويشفع لك، فتحبه..
صباح كهذا يتكور بعناد أمام صفحة وجهك،
يقارع ناصيتك..
لا تهشه ولا تراه تماماً،
لكنه هنا تشعر به وتمضي يومك معه،
حتى إذا جاء مساؤك،
استحال مساءً يشبه صبحك.

هناك 6 تعليقات:

أرواح يقول...

إنه الذبول
قام يعاود مذبحته في النور
ويلد أوطاناً مقتولة من طرف جناحيها

إنه القهر .. إنه ألم حقاً
أشعر بما كتبتي

Gardi يقول...

أرواح يا صديقتي،
صباحات ذابلة كهذه كفيلة بقتل بذرة فرح في قلبك تنتظر قطرة المعجزة التي ستجعلها تتبرعم أي لحظة

هو الذبول حين يعاود صباحات نألف طعمها ورغم ذلك نستوحشها كلما جاءت

ممتنة أنا لأن هناك من يفهم ويشعر ويكتب كلاماً أود قوله..

لروحك يا أرواح السلام

خالد يقول...

هنا أحرف تختزل " حياة " مجملة ، نجمعها ثم نعيد ترتيبها وفق الحوادث والنوازل وربما شيء من فرح وبسمة

لطالما أدمنت القراءة في كل الأزمنة
لا مزيد .

Gardi يقول...

خالد،
أسعد الله صباحك.

وفق الحوادث والنوازل أيضاً تكون أحرفي في تذبذب مزعج. تزدحم الحروف في رأسي مشكلة سحابة من الأفكار والنصوص المتداخلة. يصعب أحيانا بلورتها في نصٍ مكتمل.

و أنا لطالما أدمنتُ الصحو يغلف كل الفصول، لم يكن ذلك بالشي الجيد، أبداً. الكدر يترافق مع كل شيء واكتشفت متأخراً أن ذلك ليس بالشيء السيء إلى ذلك الحد. على الأقل نحن أكثر قدرة عن كتابة كدرنا أكثر من صحونا :)


أشكرك كثيراً

العراف يقول...

أتساءل كثيرا عن تلك الصباحات التي نمسي فيها وتتمطى بدورها لتتمدد على طول المسافة بين الهم والهم حيث تبدو البسمة كائنا غريبا يشوه رغبتنا في التماهي مع المحيط بكل ما يحمل من وجع .
أتساءل أيضا عن كل الصباحات التي أحببناها ، عن الألق والبهجة والعينين الدامعتين لفرط الابتسام إمعانا في الفرح وتمردا على كل سحب الحزن التي تنذر بالهطول في غفلة من ذواتنا .

لحروفك وقع يشبه عودة السياب إلى بويب ذات فجر إلا أنها توقظ فينا الرغبة في الألم ، فلم يحن بعد وقت الفرح .


قرأتك كثيرا .

Gardi يقول...

العراف،

كل شيء يوقظ فينا الرغبة في الألم، يحرك مؤشر الانزعاج لدينا ليصل إلى أعلى قيمة ممكنة..
مثلن الأشخاص الذين نتصافح معهم أحياناً
مذيعي نشرة الأخبار الذي يعجز التبلد أن يصيبهم مع كل ما يمر بهم ويمرون به
عمال البناء في الأرض المجاورة الذي لم يجد صاحبها وقتاً أفضل ليبدأ العمل بأرضه من هذه الفترة العصيبة لمن يعاني من اضطرابات في النوم
البعوض الذي يتكاثر بصورة مزعجه
هل أزيد؟
لكننا قد نجد وقتاً لشيء من فرح بين كل هذا وذاك

شكراً كبيرة