الأحد، 27 مارس 2011

هي جدتي..


Photo by : Sajad Pishdady


هي جدتي
في ارتجافةِ الصوت
في السؤال الملحْ
في كيف أنتِ حبيبتي
أوحشني هذا الصوتْ
في الآهة المفاجئة
في أغنيات الراديو،
في سيرة الموتْ

في أيهم تأتين لي،

صورة بيضاءَ رغم سواد أيامي بدونك:
في..
التقاطي ليديك
أم في بكى الطفل الحفيد مدللاً
يقحم رأسا في ردائك
جدتي..
في أي صورٍ قد أراك ولا أراك
في فلورسنت المصلى
في الأذان وفي الفطور
أم في خيوط القطن
في قوارير المربى
أم في وضوء كلما قبلتكِ..
بللتِني
ويممت وجهي صوب روح الله عاشقة هنا
وبكيت نفسي

في أي رائحة أجدك ولا أجدك
في الـ ميس ديور عتيقة تقتحم رأسي
في تبغها القاتم
في صبح تشرين وقد حكْتِ فيه ياقة بيضاء ألبسها
تحاكي عطر كفيكِ
و دفأهما..

أغمضني
فإذ بي هناك قبال نافذة عتيقة
ساقي قصيرة ويدي منمنمةٌ صغيرة
وجدتي مثلما كانت
كالشمس يشرق وجهها
وتطل نافذة عليِ بكعكها..
وحليبها الـ بالزنجبيل
ثوبها المزموم عند الخصر
ضفيرتاها،
أو عقصة كالقمر تبدو
وحقل زهرٍ في قماش القطن يشبهها

هي جدتي
في المطبخ الحجري ذاته
في رقصة المذياع
يطربنا بـ
"صوتك يناديني"
في أواني الطبخ يرقصها الهواء
في فخار اللبن تصنعه يداها
والمذياع القديم يصدح عالياً
"قلبي عليك التاع"

هي جدتي
(في كأسها المعدن
والفل والريحان
في عبقها الأجمل
وهج يضوع الآن)
هي في هدايا العيد
و في الكلام العتيق
في الدعاء الملح..
و في تجاعيد اليدينِ.. أحبها

وهي جدتي
تعاودني
بـ كيف أنتِ حبيبتي
أوحشتني..
أوحشششـتـــ...
ينادونني فأصحو
زجاجة العطر لم تزل في يدي
أشمها
.
.
أشمها
.
.
وتضوع جدتي
في الـ ميس ديور




هناك تعليقان (2):

أرواح يقول...

هناك شخص لا يستطيع أن يتنفس بين هذا النص
ويتحشرج فيه الحنين
ذاك الشخص هو أنا ..


جملكِ النص .. وحفظ لكِ تذكرة بيضاء إلى الأجر .. وخلد جزءا من ذاكرتك بجدتكِ على ورق


يالله أحببته من عمود جميل

Gardi يقول...

صفاء

دائماً يسعدني حضورك الجميل :)
وأن يترك نصي أثراً هناك فهذا يجعلني أكثر سعادة

ممتنة ^_^
كوني بود