الثلاثاء، 6 يوليو 2010

گاف و فروست وأشياء أخرى



هذه تدوينة للثرثرة فقط. (وكأن تدويناتي السابقة كانت لغير ذلك!) وهي تدوينة مرتجلة كذلك، ولهذا قد تكون عشوائية ومتخبطة وغير محددة، (وهي ثلاث مرادفات لمعنى واحد) فعذراً مقدماً.
المهم، و باختصار، أنا لا أستطيع الكتابة مؤخراً. حقاً، أجد صعوبة في كتابة أي شيء. تعبر الفكرة رأسي فأحاول اللحاق بها دون جدوى. أمسك ذيل ثوبها مرات، وأعجز في كل مرة أن أخلق منه ثوبا يليق بأن يكون معروضاً (للفرجة).
على ذكر العرض والسلعة المعروضة للفرجة، هل خطر على بالي أن مدونتي سلعة ما؟ أعني أنني شعرت في لحظة بأن لدي بضاعة أحاول الترويج لها. لأكن صريحة، "نعم".
انا عندما أكتب شيئاً وينتابني الشعور بأن ذلك الشيء لن يكون ذو قيمة لأحد، فإنني أتوانى في تقديمه هنا. أعلم ذلك، لأني لا أكتب هنا ماكنت أكتبه في دفتر مذكراتي منذ خمس سنوات مضت مثلا. الأشياء التي تحزنني لم أعد أكتب عنها، والتي تفرحني كذلك. فقط أكتب عندما أكتب، ولا أعلم تحديداً متى أكتب! (أظن أن على القارئ تجاوز السطر الأخير ربما )
كنت أظن أيضاً، أن مدونتي غير مقروءة. أعني أن أحداً لا يعرج على هذا المكان، والأسباب كثيرة بالطبع. لكني منذ بضعة أيام،،

وقعت على إحدى تدويناتي في أحد المنتديات جاء في أسفلها رابط للموضوع في المدونة. ثم بضع نقراتٍ أخرى وأكتشف أجزاء من نفس التدوينة في منتديات أخرى، فعجبتُ أكثر!  لكن النقل هذه المرة كان دون الإشارة إلى المصدر لا من قريب أو بعيد. هنا وتوقفت عن البحث بسبب إحباط قررت ألا أسمح له بالتفاقم.
الحق أني شعرت ببعض الغبطة. فمدونتي التي كنت أظنها ذرة في هذا الفضاء المعلوماتي الكبير، يُنقل منها شيء ما!
المسألة معقدة بعض الشيء. النص الذي اكتشفت نقله كان ترجمة لقصيدة روبرت فروست "Mending wall" أو "ترميم الجدار" حسب ترجمتي لعنوان القصيدة. تواً كنت سأكتب العنوان بالحروف العربية، هكذا: "مندينـ.. وول" ثم ورطت في الكيفية التي سأكتب بها حرف الـG. وفوراً تذكرت المدون الصديق خالد الصامطي وكتابته غير الشائعة لـ "شيكاكو" و "يوكا" لماهو متعارف على كتابته عادة بـ "شيكاغو", و "يوغا" أو "يوجا"، ثم التوصية التي جاءتني بقراءة مقالة الكاتب و المدون أشرف إحسان فقيه التي يطالب فيها بإدخال الحرف الفارسي " گ " والذي ينطق كما الحرف الانجليزي (G - جي) في كلمة Gap مثلا، ولا يوجد له رديف في الأبجدية العربية المكتوبة بينما يتواجد بكثرة في اللهجات المحلية. اتفق مع أشرف في بعض ماجاء به، وربما سأستخدم هذا الحرف عند الضرورة، إلا أنني أجد صعوبة في تقبل هذا الحرف الشبيه بحرف (الكاف) مع وجود خط كبير زائد في أعلاه. ثم إن كلمة mending أصلا يكون نطق الجي في آخرها غير ظاهر تماما. فهنا تكون الاستعاضة عن حرف الجي بـ الـ (گ) استعاضة مكتوبة فقط، بينما هناك صوت آخر غير صوت الـ/g/ الموجود في google . الصوت الآخر في كلمة Mending مخرجه قريب على الصوت الاول الا أنه مغنون بعض الشيء أي أنه حرف أنفي (nasal) ويتقدم مخرجه عن الأول على سقف الحلق اوالـ palate وفي علم الصوتيات يستدل عليه بالرمز /ŋ/. فهل نجد حرف آخر غير القاف هذا كي نكتب فيه الجي كما تنطق في الكلمات المنتهية ب ing فلا يخلط القارئ العربي في نطقها مايجعل إنجليزيته حادة وذات لكنة غير أصيلة! أما على افتراض أننا نريد إزالة اللبس فقط عن الكلمات التي باتت جزء من حياتنا اليومية دون أن يكون هناك قاعدة متفق عليها فنجدها مكتوبة خبط عشواء، مرة بالجيم ومرة بالقاف ومرة بـ الغين، فهذا الأمر مؤكد أنه مؤذي للعين وللفكر أيضاً. مثال ذلك هو كتابة: جوجل- قوقل- غوغل- كوكل نظيراً عربياً لكلمة واحدة هيه Google! وهناك مثال آخر هو أدعى أن يورد في هذا المقال وهو كلمة BLOGGER حيث نجدها مكتوبة تارةً "بلوجر" وتارة "بلوقر" أو حتى "بلوغر", وكلما واجهتني مشكلة تقنية في المدونة اتجهت الى "google" وبحثت باستخدام الاملاءات المختلفة للكلمة Blogger! لكن هل حقاً يكون الحل بهذه الـ (گ)؟ ثم ماذا لو طلعت علينا أصوات أخرى جديدة.. أعني حالياً لدينا الفاء الثلاثية و الجيم الثلاثية والباء الثلاثية، والآن هذه ال(گ) الظريفة والأنيقة شكلاً. أظن ضروري أفكر جدياً في الأمر، ولا أدري لماذا تتقافز في رأسي الآن حروف الإنجليزية المعربة وأرقامها وكأن بعضها يخرج لسانه لي والبعض الآخر يتقلب أرضاً من شدة الضحك!
( شششـ سأزيد گ فقط لا غير، وهو شبيه للحروف العربية فاصمتي.)

عودة إلى موضوعي, وهو قصيدة روبرت فروست. كنت قد ترجمت القصيدة في مرحلة سابقة رغبة مني في ذلك، إلا أن طبيعة تلك المرحلة الدراسية كانت تفرض علي بعض الضغوطات النفسية التي تصيبني ببعض التناحة. كان النص جزء من تكليف في الجامعة تضمن مايزيد عن المائة قصيدة جمعاً وتحليلاً. ولست أدري لماذا اخترت يومها Mending wall تحديداً لأقدمها بالعربية للبروفيسور. أظن بأنني أحببت القصيدة لبساطتها ولرمزيتها. كانت محاولة متعجلة ربما. وعودة إلى النص منذ أسبوع تقريباً، أصابتني بما يشبه الصدمة. حسناً، أعترف. تم نقل النص الى عدة منتديات (بما أنها الترجمة الوحيدة المتوفرة للقصيدة على شبكة الانترنت كما أظن) لكن النص المترجم نقل بأخطائه، وهذه مشكلة كبيرة بالنسبة لي. فأنا حين وضعت الترجمة كتدوينة، لم أكن منتبهة للأخطاء الموجودة فيها. الترجمة كانت جيدة في نظري ولكن هي للأمانة لا تخلو من رداءة ترجع لسوء فهم بعض المقاطع القليلة في القصيدة. ثم إن كنت سأترجم نصاً لم يسبق ترجمته ثم على افتراض أن سيتم تناقله، فهناك أيضاً مشكلة الكتابة بالاسم غير الصريح، ما لايحفظ للكاتب أو المترجم حقوقه بصورة كاملة :(

خلاصة الثرثرة: المدونة فعلا سلعة. وهي سلعة معروضة للفرجة وللنقل وللسرقة أيضاً مهما كانت كاسدة. الفرق أن من يأخذ منك شيئاً فهو لن يخفيه كما هو الحال في الواقع، إنما سيستعرض عملك في مكان آخر، لكن دون أن يضعك في الصورة. وهذا مايعرف بـ السرقة الأدبية أو (Plagiarism)، حتى وإن ظن البعض انتفاء الصفة أو التهمة كلياً
بكتابة: "منقووووول".
مستقبلا، أظن بأني سأتوخى الدقة مراراً وتكراراً في أي نص أترجمه. ربما أدرجت ترجمتي المعدلة لـMending Wall هنا قريباً، رغم أنها قد تنقل مرة أخرى دون إشارة، لكني على الأقل أدين لفروست وغيره بترجمة أنيقة ولائقة قدر المستطاع.

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

بالعكس تماما. ليست ما قرأته ثرثرة على الإطلاق. بدليل إنني استفدت منه كثيرا.
الكاف الفارسية فكرة مثيرة للاهتمام. قد نتهيّب من استخدامها في البداية كما أنها لا تدعم البحث في محركات الانترنت، لكنها برأيي تؤدّي غرضا مفيدا.

لا تنسي أن الكثير من الصيغ اللغوية المكتوبة كانت غريبة في بداياتها لكنها مع الاستخدام المتواتر انتشرت وأصبحت شيئا مألوفا.
شكرا لك أيضا على الترجمة المبدعة. استمتعت بها هي الأخرى.
تحياتي ومودّتي.
بروميثيوس

Gardi يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
Gardi يقول...

مرحباً بك بروميثيوس،

سعدتُ بحضورك كثيراً

بالنسبة للكاف الفارسية، فأنا لازلت امم.. لن اقول اني اتهيب منها ولكني ربما لا أحبذها بسبب الشبه الكبير بينها وبين الكاف العربية. هذه في نظري من نواقص هذا الحرف الذي قد يحل بعض المشاكل الحاصلة في الترجمة مثلا. هذا الشبه يجعلني برغم وعيي من الفرق استحضر الكاف العربية ويشكل لبسا مزعجاً بعض الشيء .

بالنسبة للترجمة :) أسعدني أن أعجبتك. وبالمناسبة، انا لم أنشر الترجمة المعدلة بعد، لأنها لازالت قيد التعديل رغم اكتمالها غير مرة.

اتمنى ان تقرأها قريبا حال نشرها وأسعد دائما بآراءك البناءة..


مودتي الدائمة،