الاثنين، 5 أكتوبر 2009

وللذاكرة وجه أيضاً!

Behind Closed Doors by~ *Pixellabor


بلا حدود
تحتشد الوجوه القديمة
وجع ينتشر كالوباء،
لم يعد يهم من أين أتى
المهم أنه هنا
هنا ..
ينتشر ويتمدد
ويسبح نحوي كفقاعة وقحة


وأخشاها كثيراً
تلك الوجوه القديمة أقصد،
تلك الملامح التي كدت أنسى..
تلك التحايا المنافقة,,
ورقم سنتبادله على قارعة مكتب بارد
(تحية يتحتم عليك إلقاءها كل يوم بعد الآن)
(قبل باردة رغم سخونة الجو)
(وتلويحة ثقيلة كثقل كتفيك)
وكل ماتفعله رغما عنك،
تحتسي الشاي الذي لم يقدم لك أبداً
تضع إمضاءك على الورقة التي لم ترَ تماماً
تتلقى الاطراء كما تتلقى طعنة في ظهرك
وتضحك من شر مايُضحك
ثم تخرج الى دخولٍ آخر ..
فهل من مفر؟


تلك الوجوه القديمة أقصد
تلك الـ تلاحقك بعد سنوات طوال
تقتص من ذاكرتك
وتطرح أمامك إشكالية الأزمنة
وتضاريس وقت بائد
ووجه مصمت لآخرَ يتناسل أمامك
ومكعب زمني تمسكه بيديك دون حل!
ثم تدخل في ذهولٍ آخر
ولا مفر..

تختزل ملامحك وذاكرتك في قطعة إلكترونية تعلقها حول عنقك
وتحاول الهرب!
ياللسخرية!
كيف لا تحملها نقشاً في عينيك
حين تحاصرها الوجوه القديمة
تلك التي استدارت امتلاءاً
والأخرى التي يسكنها رضى من نوع آخر..
الأخرى التي أصبح لها رائحة شخصٍ آخر
بينما أنت لازلت تحمل ذاكرتك
ورائحتك (فقط)!


رائحتك..
التي مافتئتَ تخبئ عنهم،
تسحب كرسياً من على طاولة صباحية
وتحتسي الرطوبة المضمخة بهم دون أن تعلم
فتأتي الرائحة الغريبة لتجلس جانبك
وتشاركك كتاباً أردته لذاكرتك فقط!
فتغص بحروفٍ تحملها أسماءهم
و ت ص م ت..
شششــ..

وحين ينسلون منك طفلا كنتَه
تراودك الكوابيس عن نفسك
وتستبقا منافذ عدة..
ترتطم بكهولة سبقتك نحو الباب
وتتعثر بقلبك قد قُدّ من كل الجهات!
أي باب ترى يوصلك

كل الأبواب تؤدي إلى حيث لا تحب
كل النوافذ موصدة
كل الوجوهِ،
جديدها وقديمها،
كلها ..
.
.
كلها..
.
مغلقة!


هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

الله يا جاردي , نص موجع و حقيقي
كثيرا ًأتيت إلى هنا سرا ً
متابعة لك يا صديقتي
(f) محبة

و . س . ن

Gardi يقول...

يسعدني تواجدك دائما

بضجيج أو على أطراف الأصابع :) المهم أنك حاضرة هنا

وحضورك مصدر فرح لي


فائق محبتي ياغالية