الأربعاء، 8 أكتوبر 2008

بكائية الحياة ..


بكائية الصمت:

ماذا يفعل من اعتداد اللاكينونة كي يرضي الآخرين وكي يكون مثلهم؟ يتحول الى ظل يتحرك بخيوطهم تحيك ذراته تجاويف الفراغ الممتدة في فضاءهم الفارغ.
............
على قيد الصمت..

يصعب عليها العودة إلى ماكانت عليه ذات جنون .. صعب عليها الإقرار بأنها كانت أذكى
و أقوى وأشرس حين كانت طفلة بالمعنى البيولوجي للكلمة ..
مالذي تفعله إذن حين تستيقظ فجأة لتجد عالمها قد سبقها إلى النصف الآخر من الجنون اللاأرضي
هناك حيث يلزمها عمراً بأكمله كي تصل
هناك حيث لا يكفيها تنشق مابقي لها من أنفاس كي تختصر الشهقات بين أبجدية وأخرى
لم تعد تحفل ذاكرتها بالكثير لترويه..لم يعد قلبها مخزناً لأي (داتا) .. هو فقط صندوق آخر من صناديقهاعبء آخر من أعباءها.. وتذكار لها بين حين وآخر بأنها لازالت على قيد الوجود..


..........يتبع.........




محراب الصمت..يموت
صبراً!
علمتها الأيام أن للصبر قيمة قليلة توازي قيمة الوقت المجترح في الغياب॥تحاكي المساحات اللامحدودة للأفكار المهدرة، والعد التنازلي للكينونة والصيرورة واللاوجود!
علمتها أن انتظار نضوج الخبز لا يعني بالضرورة أنه سيكون على مائدة الطعام، وأن بيع الحليب لا يعني بالضرورة شربه!

لم يكن بوسعها...
لم يكن بوسعها إذن الإمتلاء بمزيد من هواء الحياة الملوث، وبدخان الأنفس المملوءة بشيء ما لم تستطع إدراكه حتى حين
هكذا تذوقت مرارة الأشياء بطرف لسانها بدءاً من صرختها الأولى ذات يومٍ أسموه الميلاد، وأسمته هي "طعم المرارة"
ألهذا الحد يصعب العيش في هذا العالم الغريب؟ تساءلت هي وتساءلت معها مِراراً، فلابد للمرء أن يدرك أسباب تعاسته ويحاول لها بديلاً لا يشبه التجهم على الأقل!
"من أين تأتينا كل هذه الزخم الشجي وكل هذا الحزن القابع دهراً في زاوية غير قصية من تلك القلوب الرهيفة؟" لم أملك جواباً فأنا الأخرى سيدة الأحزان المستحدثة وملكة السلبية بلا منازع =) تقول لي: "شر البلية ما يُضحِك، أو ليس كذا؟"
"بلى"، أجيبها بثقة، فلم تكن تلك الابتسامات المرتسمة على جانب وجهي دوماً إلا من من وحي ذلك الذي يضحكنا من شرّه
تتقافر خراف النوم أمامي أخيراً
فلتــ ــحـ ــيا عهود الصمت على مذابح الكلام..

.... يتبع (ربما)..

ليست هناك تعليقات: