الخميس، 23 ديسمبر 2010

نملةٌ عاشقة

- كم كم كنت غبيةً وحمقاء ومكابرة حين قررت أن أطعن الغياب، فقتلتني الذاكرة.

ولأنني كنت كل ذلك، هاهي ذي الأصوات، الروائح، الثياب، الجدران، والمسافات، كلها، تقتلني في يوم كهذا..

هاهي الوسائد تصرخ بي، تقرص وجهي، يحرقها دم يتدفق من عيني. هانحن جميعا نعلن حداداً مجنونا على هذا الفراش اللعين، نحترق فيه، يحترق بنا، ننتفض، ننسكب كبركان، نتسرب من فتحة الباب، ننسكب على الناصية، نعبر الطرقات، نسقط الجسر، نحرق المدينة..

المدينة.. المدينة!

لم تعد هنا! لم يعد سوى ظلماتٍ وعينيكَ وفحيحٌ سرمديٌ، وأناااااا

وذاك الألم الذي يتلوى في بطني، أعلمُ أنه أنت وأنا وأشياء أخرى كثيرة.. أعلم يقيناً أن الطبيب لن يفعل شيئاً ، لأنه لا يستطيع أن يخرجنا. نحن- الأفعى الرابضة هنا.

ولم يعد ذلك قلبي، انما هو جوفي، مستودع الذكريات، ومصنع الآلام..

فلنذخر فيه معاً قوت شتاءنا القادم إذن!

نحن النملتان التائهتان في لاوطنٍ شاسع، نبحث عن رمقٍ نقتات به لصقيع أيامنا القادمة ،

الأيام التي سأكون فيها نملةً وحيدة،

وتكون فيها أنت (نمّول) عاشق


هناك تعليقان (2):

. يقول...

هل تعلمين أن أحب النمل من بين كل الكائنات التي تدب على الأرض

تحياتي لك ومتابعة لك

Gardi يقول...

أهلا بك RAYAR،

^.^ سعيدة بمتابعتك