علبة نكاشات!

-1-

النكاشة التي تستعملها لتريحك، تدمي فمك.

ينزّ الدم فـ تتجرع طعمه الصدئ رغماً عنك، رغم محاولتك تفاديه..

أنت أردتها عوناً لك، فاستبدت بك، فيك، و عليك..

تلك النكاشة الحقيرة ..

تخونك!

-2-

أنت لا تقطع الإصبع الذي يؤلمك كما تخلع ضرساً مؤذٍ..

أنت لست ذلك الجمل الذي يعض قائمه العليل كي يتخلص من الألم

لست بطل فيلم رعب أيضا، إما أن تجزع أنفك إرضاء لمعذبك، أو أن تبتر ساقك

لست أيا من ذلك إلا أن تزدري نفسك وذات المذاق الصدئ لا يبرح فمك

تكاد أن تجن بداخلك، تضرب رأسك بكل الجدران والحواجز التي كبرت معك

تقتلع شعرك من جذوره وتزرع مكان كل شعرة نخلة تعلمك الرضى ماتبقى لك من الصبر

تعلمك كيف تنسى طعم (ا ل د م)

-3-

أنت تـعبر حياتك وموت آخرين كطيف أزرق بارد ، لا تلوي على شيء

لا تقتلع إصبعك، لا تقتل عدوك، لا تفعل أي شيء،

عدا أنك تخرج من باب ضيق لتعبر نحو آخر أكثر ضيقاً وعتمة ورطوبة

الفرق أنك تخرج من أحدهما جاهل تماما، وتمضي نحو الآخر

بيقين يوازي إحساسك بـ الإظفر المؤذي الذي ينغرس في طرف إصبعك،

مذكراً إياك أن لازلت تحمل يدك!

ذلك ما يتناساه البعض ويقتاته آخرون

لكنه يقينك أنت،

يقينك الذي يتجلى يوما بعد يوم حتى يصبح واقعك الأكثر نصوعا

-4-

واحد

اثنان

ثلاثة

سكاكر بنكهة الحديد والصدأ

نكاشة تدمي فمك

وجعٌ طعمه صدئ

خيبة تسكن فمك.

خيبةٌ تتسرب إلى كلِك..

ذاك هو الدمُ سيدي،

ذاك هو الدم