الثلاثاء، 27 أبريل 2010

أخبرتها أن طيور الكابوس قادمة،

لكنها لم تكترث!
.
.

.
.
(1)
هكذا وجدتني فجأة ذات مخاض أصرخ بتعاسة من تتذوق مساماته لسعة البرد لأول مرة.. تعاليت على وجعي تماما كما الآخرين وتعلمت الابتسام نوماً بعذوبة من يرى الملائكة الطيبين (أو هكذا كنتُ أسمعهم يقولون كلما تبسمتُ نائمة)، في الوقت الذي كنتُ أرى فيه تموهات بيضاء مبهجة على خلفية شاسعة لم أستطع إدراك لونها حينها وعلمت بعدها أنها تشبه السماء إلا أنها مضيئة كما لم أرى السماء يوماً مذ أبصرت عيناي!
أما تلك التموهات الجميلة التي كنت أراها في منامي، فقد بدأت تخفف من زياراتها حتى اختفت تماما!


كبرت وكبر السؤال بداخلي، "لماذا لم أعد أراهم؟"، تساءلت، و لم يكن بوسعي إلا أن أخفي تساؤلاتي الصغيرة إذ لم تسعفني لغتي التي كانت لازالت تشق طريقها بعصى متلعثمة على أبجدية وعرة.
أما النوم، فلم يعد متعة سرية أرتكبها ببراءة من يتذوق حلواه بعد حسن صنيع..هاقد أصبح النوم بعد كل هذه السنين (عقابي) الأكبر ربما!

أتقرفص في زاوية من الحجرة الواسعة كل مساء، أضم جسدي بذراعيَ النحيلتين وعيناي تدرسان ذلك الجحيم الذي يسمونه (سريراً) وكل تفكيري منصب في هاجس واحد، كيف سأتغلب على نفسي هذه الليلة وأخلد إلى الغيبوبة!
متى أصبحت أخشى النوم هكذا؟ متى أصبحت متعتي تلك نيراناً تتلقفني كل ليلة! أكان ذلك ليلة استحالت الأجسام المضيئة إلى أجرام شيطانية تلاحقني طيلة نومي، أم ليلة أدركتُ أني بنومي أواجه موتتي الصغرى؟!

ها قد تعلم اليأسَ قلبي بل حفظه تماماً حتى باتت تراتيله الليلية لا تطاق بالنسبة لي;
"الكابوس قادم، النوم كابوس، النوم خروج عن دائرة الحياة، الحياة خانقة، الوحوش هناك، الليل وحش، السماء سوداء، السواد قاتل، البياض كاذب، الحلم وهم، الوهم مرض، المرض قـ...." ويستمر الأزيز القاتل شيطانٌ يتلوه عند أذني حتى أصرخ ملئ رأسي ثم أدخل في الغيبوبة دون أن أدرك أي شيء.. أيّ شيء!



(2)
"طيراً كوابيس.. طيراً كوابيس!
تتعالى الصرخات.. ثم يسقط فوق رأسي شيئاً كما لو متُّ بعده ثم أبعث كمن مُسخت ذاكرته!
أوَ ران عليّ التعب أخيراً بالأمس، حين زارني الكابوس مجدداً، حين أفقتُ مبلولة بفزعٍ بليد، لا يشبه الشهقة ولا يمتطي طريقاً يفضي إلى صرخةٍ ربما أفقتُ بعدها كما أريد!
وإذ كنت حينها أزرع حلماً في صحراء ليلي، كانت تحلق فوق رأسي الكوابيس، يأكل الجشع منها، تأكل هي مني، تلتهم الحلم الذي كان يبزغ كطائر خجول في جمجمتي..
لم تبقِ مني شيئا، وكنت إذ كنتُ أنوي أن أزرع حلماً، وجدتني أحصدني، حتى سال الدم من جذوري وتضلع الصبار وارتوت أحلامي الدموية وطيور الكابوس وهذه الأرض الجاحدة..

هي الليلة فاقتلها، هي الشر فاعرض عنها.. لا حلم ينبت هنا، لا شيء سوى تلك القرون، أترونها؟!
أنسلُّ من الأرض والليل والصبار والصخرة التي لم تزل تتضرع دونما يأس، أنسلّ منهم جميعاً،

واستشفع بخوفي كالمرض أستعيذ منه ويحبني الله لأجله ربما، لأنه دائي.. دائي الذي يغشاني كلما أفقت..

ثم آوي إلى يقظةٍ لا تعصم من شيء..





مخرج..
.
.

وحدهم الساهدون الآرقون بيقظتهم حين ينام الجميع يدركون أن لليل فك وحشٍ وأذرع فزاعة..
.
.



((مدخل..))
.
.

كنتَ واهماً إذ ظننت أنك تخرج من الكابوس..

عد.. فلا مخرج هنا!


هناك تعليقان (2):

نوران يقول...

مساء الخير يا صديقتي الحلوة

تذكرت و انااقرأ بيت لنازك الملائكة :

ليتني لم أزل كما كنت قلباً ليس فيه إلا السنا و النقاء
كل يوم أبني حياتي أحلاماً و أنسى إذا اتاني المساء

يمكن يكون النوم مهرب , راحة سابقاً , لكن في حالات الأرق يكون جنون و صراع لكن خلاّق أيضاً ..


وردة يا قميل (f)

AlExAnDeRrRrR يقول...

مدونة الربح
مدونة الربح من جوجل ادسنس
profit blog
مدونة الشلة
شات الشلة
مدونة شات الشلة
دردشة شات الشلة
مدونة بنات كول