الأربعاء، 24 مارس 2010

لم أكبر بعد..

Things unkept by ~aimeelikestotakepics




كعنصر غريب في لوحة مألوفة، بقعة صفراء على ثوب أزرق..
لا بل كـ.. كـ.. كذلك الشيء الذي لا يمتزج تماما في محيطه فيبدو كنوتة أخطأت طريقها في معزوفة ، أتوسط المسارات المتقاطعة لفتيات الصباح وأرقب كل شيء..
الساعة لم تتجاوز الثامنة وأنتَ تتصارع مع أصباغ الزينة الصارخة وروائح العطور المسائية!
مضى زمنٌ ولم أبرح ذات المكان، أنا التي خطوت أولى خطواتي المتوجسة من ذات البوابة المتجددة عتقاً لم يحتفظ بنكهته أبداً، أتشبث بطفولتي كما تتعلق صغيرة بحقيبة ظهر مهترئة تجمع فيها كل ما كان لها.. هنا تماماً..
ولا زلت أذكر الصوت المخنوق حدة، "بطاقتك يا طالبة!" كي أخرج نصف مافي..
حقيبتي مذعورة قبل أن أخرج البطاقة، وأكرر الرقم في رأسي مراراً، عله يشفع لسنواتي القادمة في هذا المكان "الجديد"، فيما أتفيأ ظهيرةً تتزود مني مايكفيها من نزقٍ لأربع سنوات قادمة ولصيفياتٍ أخرى كثيرة مثل هذه..

بوابة أخرى، صوت حانق آخر، وظهيرة أخرى متأخرة وأجواء تستأذن الربيع أن تشبهه قليلا..
كان إختبار علم النفس سيئاً جداً، وكنت أتفكر في الواقع الماساة بينما أتلمس الطريق إلى حيث لم تغلق الأبواب بعد.. "اللي مالو حظ.. " أردد في نفسي..
ممتع جدا التعلق بدرفتي باب تحاكي السلحفاة وتتلذذ بتعذيبك..
تلتمس إحداهن في صوتها المخنوق ثغرة للكلام، فقط تطلب حق العبور فيأتيها ذات الصوت، أجش حانق هذه المرة إنما بنفس الحدة، "لا.. الساعة تلاتة، خلاص قفلنا الغربية، روحي شوفيلك بوابة ثانية!"،
ليتعالى الصوت الأول ثائراً: "ليه ماتخلينا نطلع؟ حرام عليكي سياراتنا برا!!" ثم يستطرد بعد برهة بصوت مجترح ضوضاء من ضجيج صدره: " عليكِ لعنة الله..والملائكة.. والنااااس أجمعين"!!
فاجأتني ردة الفعل، لكنني وجدتني أبتسم وأنا أردد في نفسي،

شتيمة معتقة ولاشك!
أذكر أنني كنتُ صغيرة..

وأنني فقط مشيت نحو بوابة ما..
رأسي لم يزل ملتفتاً صوب الشتيمة.. لكني أمشي،
تماما كما لازلت أفعل الآن..
أحمل حقيبتي المدرسية فوق ظهري، وجديلتين ليستا لي!

ذات المكان،
ذات البوابة العتيقة،

فقط تختلف الوجوه

وتختلف أصباغ الزينة..

هناك 4 تعليقات:

عين الصقر يقول...

ما أجمل تلك الملاذات :
حقيبة قديمة ، وضفائر لم تعد لكِ !

المهم أن هناك دائماً (بوابة) للخروج من هذه الأعباء.
دمتِ كاتبة جميلة ومختلفة .

Gardi يقول...

عين الصقر،

الحياة كلها بوابات ومخارج، لا تقودنا بالضرورة إلى حيث نريد، ولكنها في كل الأحوال تقود إلى مكان ما، وقد لا يكون مكاناً (آخر)!

أليس هذا مايسمونه "الدوران في حلقة مفرغة"، هو وإن كان تعبيراً مستهلكا، لكنه يفي الواقع قدر، أحيانا..


شكراً بحجم لطفك، لمرورك الجميل وكلماتك المشجعة ^_^

غير معرف يقول...

مساء الخير غاردي

تسجيل حضور , أحتاج للقهوة ثم العودة للقراءة

يومك جميل


و . س . ن

Gardi يقول...

مساء الخير صديقتي،

حضورك معطر دائما ^_^


جمعة مباركة