الجمعة، 18 سبتمبر 2009

يوم في الأندلسية (2)





كان من المفترض أن يصل المخترع الشاب مهند أبو دية إلى أندلسية عقب صلاة المغرب كي يبدأ محاضرة كان الجميع متلهف بشدة لسماعها . إلا أن التعابير على وجوه المسؤولات لم تكن تنبئ بخير.. بعد بعض الوقت تقدمت احداهن بالاعتذار عن التأخير لاسباب سيشرحها مهند بنفسه حال حضوره، راجية من جميع الحاضرات أن يؤجلن وقت انصرافهن كي لا تفوتهن الفائدة..
لم يخطر ببالي أن لا أنتظر مع ان التأخير كان سيستغرق اكثر من ساعة ونصف. فقد كان من المفترض أن يبدأ الساعة الثامنة وكان أن حضر في الساعة التاسعة والنصف ولكن لا بأس فقد كنت أشعر بأن هناك مايستحق البقاء لأجله، وأنا أعرف مسبقا عن هذا الشخص ما لا يترك لي مجالا للشك أنه لن يؤخره الى سبب قاهر.

مهند أبو دية لمن لا يعرفه هو مخترع شاب يعيش على التحديات ويتقوى بها. حكايته يطول شرحها وموجزها أنه استيقظ ذات فاجعة ليجد نفسه كفيفاً ودون رجله اليمنى بعد حادث أليم لم يعد يذكر منه الا القليل، وكان له اما ان يستسلم لقدره ويعيش مصنفا في قائمة المعاقين أو أن يتحدى واقعه كما اعتاد أن يتحدى كل معوق في طريقه. كان مهند يتحدى طبيبه الذي يصر على انه اصبح معاقا فيقوم على قدم واحده ليسقط على وجهه فيقوم مرة أخرى ويسقط ويصر على أنه سيمشي رغم كل شيء.. لم يستغرقه الامر كثيراً حتى كان يمشي على رجل صناعية ويمارس قدره الاجمل (الاختراع)..
نعود لموضوعنا وهو تأخر مهند عن حضور الاجتماع..

انتظر الجميع وكان أن حضر مهند حوالي الساعة التاسعة والنصف مبادراً بشكر الحضور بحرارة كون انتظارهم أعطاه دفعة أمل و خفف عنه حجم المرارة والاحباط الذي احسها منذ ساعات..

أما عن سبب التأخير،فشكراً للخطوط الجوية السعودية على خدماتها "الممتاااازة" كما قال! فقد أرسلت معه من يرافقه الى الطائرة كونه كفيف ولكن الشخص المخول بهذه المهمة ترك مهند في عربته جانبا وذهب الى مكان ما حيث انشغل بالثرثرة مع بعض الاصدقاء حتى بعد اقلاع الطائرة!


أما مهند فقد خنقته العبرة وهو يسمع النداء الأخير للرحلة ويجول بكرسيه دون هدى عله يصطدم بقدر يوصله إلى حيث ينبغي أن يكون!


عزيزتي الخطوط الجوية السعودية،


ليس الأمر جديداً عليكِ ولست ضمن جملة خيارات واسعة كي ننتقي..

لذا، سأكتفي بهذا القدر وأصمت احتراماً لضيق الحيلة وقهر الرجال!




هناك تعليقان (2):

B a s H e e R يقول...

لا جديد على الخطوط السعودية كما ذكرتِ
شكرا على التدوينة الجميلة

Gardi يقول...

مرحبا بك بشير..