الجمعة، 18 سبتمبر 2009

يوم في الأندلسية (1)




كان يوم الأحد الموافق الرابع والعشرين من رمضان يوما مختلفا بالنسبة لي فقد كنت مدعوة الى حفل افطار للشابات نظمته الندوة العالمية لرعاية الشباب في مقهى أندلسية وبالتعاون مع ركاز. ترددت بدءاً بالذهاب لكني تغلبت على كسلي واصطحبت معي رفقة طيبة ولحسن حظي انني فعلت، فقد كان يوماً ماتعاً ومليئا بالفائدة.

كان الشيخ إبراهيم أيوب صاحب الصوت الشجي متواجدا قبيل المغرب وقام بإلقاء كلمة مؤثرة وجميلة ابتعد فيها عن أسلوب الوعظ المباشر والتخويف فالشيخ معروف بالرقة واللين وبولعه بأسماء الله الحسنى وتفاسيرها

وأجمل ما أورده في مقاله كانت قصة لطفل صغير كان يداوم على الصلاة خلفه في احدى السنوات في شهر رمضان وحدث أن تأثر الشيخ في إحدى الليالي خلال الصلاة فما كان من الطفل أن سأله بعدها عن سبب بكاءه وعندما لم يقنعه الجواب رد الطفل "انتا بتخاف من ربنا ليه؟ دا ربنا مابيخوفش.. اللي بيخوف هوه مقام ربنا!" وتلا الطفل الآية (فأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى..)


توقفت هنا كثيراً، فكثيراً مايسقطنا الخوف الأعمى في ضلالات بعيدة فلا نهتدي الى الله كما ينبغي! فإن كان حب الرسول صلى الله عليه وسلم واجباً فكيف بحب الله تعالى وأي مطلق هذا الذي ينبغي ان نصل إليه في حب الله؟
أولا يكون خوفنا حينها خوف أن نغضب من نحبه اعلى درجات الحب؟ ربما نحتاج فعلا لأن نفهم أسماء الله الحسنى فهما بعيدا عن التخويف والوعيد، فهما يليق برحمة الله، عندها فقط قد نستعشر الخوف من الله بمعناه الايجابي، الخوف الذي لا يتأتى الا عن حب عظيم واجلال وإكبار للرب جل وعلا، الخوف الذي يعني اننا نحب الرب ولذا نخشى غضبه وعقابه..
وكيف يكون الله الرحمن الرحيم الرؤوف الودود ويكون في الوقت ذاته العظيم الجبار المتكبر المهيمن! وكيف يخبرنا تعالى عن نفسه فيقول (الرحمن على العرش استوى) وكأن رحمة الله تعالى هي أعظم صفاته وبها يكون الملك وبها يكون استواءه على العرش! أيضا من أجمل وأرق ماسمعت من أحدهم عن تفسير اسم الله (الجبار) انه غير صفة الجبروت فهو أيضا الذي يجبر قلوب عباده ويجبر كسرهم..





هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

تمنيت لو ذهبت معك إلى مقهى أندلسية
شكرا ً على مشاركتنا انطباعاتك ..
فعلا ً استفدت من هذه القصة ..
كان غائبا ً عني التفكر باسماء الله ..
شكرا ً غاردي

و . س . ن

Gardi يقول...

لست أدري لم َ ولكن طالما ظننت أنك في مدينة لا تشبه مدينتي :)

بالفعل كان يوماً مميزا بالنسبة لي خصوصا اذا ما اخذنا بعين الاعتبار اني انسانة كسولة وخاملة الى حد كبير..

نذهب معاً إذن في المرة القادمة ^_^

غير معرف يقول...

احساسك صادق يا غاردي
انا في الجهة الأخرى : عند الساحل الشرقي (f)