الأربعاء، 7 مارس 2012

فوبيا


..
نتملق السماء  حين نمتطي الريح
شهوة الأرض تعترينا 
كلُ  هذا القطنِ، هذا السديم
هذه اللانهاية،
العنجهية الساكنة في قلب الشيء الذي لا نرى
في جسد الأفق
 المسجى كسراب

سحائب الغيب،  قطن الغيث..
وعنجهية الأرض
 حين تتبدل خنوعاً 
يتحرر منها التراب
ونحنُ،
والرفقة الممتطون صهوة الأحلام)
وجاذبيةٌ
نتملق السماء 
حينما راغمين أو راغبين نلعن الأرض ونهرب
قطعاً نستكين للغيم 
وللصمت المطبق في تواتره،
في ضوضائه،
وفي السكون الجاثمِ علينا كـ.سرمد

في صمم الآذان إذعان يقتل
في الطنين اللامنتهي..
في نظرة ملاحي الطائرة نبحث عن ابتسامةٍ مطمئنة
أو رعونةٍ لا تخرج عن السياق
أيبحث أحدهم عن سلامة (قلبه) في قالبٍ يرتدي بزّة منمقة 
ويعرفُ جيداً تضاريس المطبات الهوائية؟
في وجع يحافظ على ابتسامة غامضة ترافقها تقطيبة مُفتعلة!

في ترنح الراكب المارق عند مطب هوائي يسقط القلب مسافة ٣٠٠ألف  فزع 
قبل أن يصل الراكب لمقعده لاهثاً 
لاعناً الفيلم الذي كان يتابعه
متملقاً الرب:
أخيراً عرفتكَ،
منها خلقناكم
وفيها نعيدكم
ومنها نخرجكم تارة أخرى!

لا،  ليس في السماء ولا منها ولا إليها..
أيتها الجاذبية،
أقبلّ الأرض التي تحتويك
أدوسُ الغبارَ الذي يزدريكِ
كلّ ترابٍ أبي 
كل أرضٍ أمي
من الطين أنا، قدماي ماهي إلا بعض وحله
أنا التراب الطاهرُ
أنا الطميُ
وأنا الحصى،
وأنا الوحلُ (اللامحمود) (والعاقبة المُوحِلة)

أقبّل أي أرضٍ
وكل أرضْ..
وللسماء أنظر بتوجسٍ حيث أنني أكونُ بشراً،
وحين أتقمص هيئة الطير أحنّ إليها
وأبكي جناحيّ الذي قصصتُ  يوم أحببتُ البَشر وتركتُ ملكوت السماوات
أو كلما فردتُ جناحي لأطير أنزلني الربُّ بلطف منه 
 فإذ بي أستكينُ كطيرٍ سلّم جناحيه لله والقدر
هكذا أتقوقع.. هكذا أستكن
هذا الطينُ أبي.. كلَ أرضٍ   أمي 
جناحايَ  وديعةُ الله
وهذه السماء حلمٌ مهيب 
كقدرٍ 
أو ربما كـ فاجعة

ليست هناك تعليقات: