مساءٌ آخر

هل تعلم أن بي قدرة على مواجهة الحزن لكني اليوم لم أعد أحتمل؟

هل تعلم أيضاً بأني كاذبة!

نعم، كاذبة..

أنا لا طاقة بي لا على الحزن، ولا حتى الفرح.. كلاهما لم يعد يصلح لي..

فكلاهما مخيف، وكلاهما مر.

فقط بي طاقة أن أحلم بدفء مطلق، بأمانٍ لا يضاهى، وبابتسامة ذهبت مع الجدة (حمده)،

وبكبرياء جدي، ذاك الذي امتزج لونه بطين الأرض فلم تعد تيقن إن كان رجلاً أو جبلاً!

بي نهم للبكاء،

وجشع لذهب الابتسامات الأصيلة..

تلك التي..
تشبه مذنبنا العتيق ذاك..
ذاك الذي لم أره يوماً، وكذلك لم يرني!

بي وجع من النوع الذي يسخر منك على غير طريقتك، ليقول لي مثلاً.. "وش تحسين فيه؟!" أو "Get over it!" ، فلا أقوى له رداً سوى أن أقول، "سيدي.. أنا لم أعد أراك لأنك دائما تحوم حولـ(ـنا)، وأنا أيضاً أتمنى ان تعذرني، فأنا لا أستطيع تجاوزه أو تجاوزك!

حتميٌ أنت، فهل تنكر ذلك!؟..
نحن حتى عندما نضحك، تكون حاضراً معنا متمثلا في صورة وخزة في الصدر، أو طعنة في الخصر، أو حتى شفة متشققة، فكيف إذن تطلب مني أن أتخطاك وأمشي؟"
نعم، لا طاقة بي على مواجهتك.. أنا فقط أمشي بمحاذاتك تماماً، حاضراً دائما معي، تتجاهلني أحيانا ورغم كل شيء لا أستطيع تجاهلك.


وكما كل ليلة،
أنت تأتيني بكوب من القلق الساخن مردداً بهسيس مسموع..

" Bon appétit!"

فقط تتأكد بأنني تجرعت عذابي الليلي قبل أن تقول لي بلغة غريبة مايبدو لي وكأنه (عمتِ مساءً)،
أو (تصبحين على خير)..

لكنك لا ترحل،

لا تغلق الباب خلفك،

ولا يأت الصباح أبداً..