أَعتِقُني من طين الأرضِ
وضَوعِ الماءِ
وهميِ الغيمِ إذا أمطر
أتحررُ من ظلي، لوني، رائحتي
من غصنِ الليمون بشعري
وحمائم فجر النافذةِ
ونقرِ عصى جدي الراحل
ونداءه من بُعدٍ يعلو: مَنْ.. مَنْ؟
يعرُفنا من ركض الأرجلْ،
وحفيف القدم الحافيةِ على السطحِ
ويسأل: مَنْ!
إني أتحرر،
من صوتِ الجارة،
من مبخرةِ الجمعة،
ومن غدرِ الفجأة إذ تأتي
وأنا أُنشدُ أغنيةً صفرا في عصرٍ أصفر..
أتحررُ من سيرة جدي العظمى،
ومن جدٍ آخر كالساحل،
وامرأةٍ من موجِ البحرِ
حملتني فوق حنايا القلبِ العاقرْ،
لم يُنجِبْ إلايَ
وكل صغار العائلة الكبرى
وصغار الحيِّ من الأصغرِ للأكبرْ
أتحرر من خوفي
من صوتِ الرعد
ومن ذاكرتي المزدحمةِ، من فوضايَ وأحذيتي،
من عين طبيبي النفسيِّ
وأدويةٍ لم تُصرَف يوماً..
لم تُصرَف.
أتحرر من غضبي
منك وأشرعتي
من ليلٍ هادئ يمتحنُ الصبرَ
ونجمٍ أرعن يرقبني
لا يُحدِثُ همساً أو يضجر..
أتحرر من خُطَبِ المنبر،
ومن كذبِ العشاقِ
بشهرِ العسلِ المرّ الأحمق
وفتات الخبزِ على مائدة الجوعِ الكافر
ومن شيخ التلفاز الباكي
ومن الغاضبِ
ومن الملحد
ومن الأجدب
أتحرر
هناك 8 تعليقات:
نص جميل، جميل وحسب.
رائعة دائمًا
كلمات غاية في الروعة
افتقدت قصائدك الجميلة يا ريَّا
لبنى الجميلة، اسمكِ هنا يجلب الفرح! ما عدتُ قادرة على كتابة الشعر لبنى. بقيتُ مدة هكذا، دون حالة مخاض وإن كانت كاذبة حتى. شعرتُ بدءاً بالعقم ثم اجتززتُ شعور الأمومة تماماً، وكأني انفصلتُ عن قصائدي حقا، وعن هذا الكائن الاسطوري المسمى "شعراً". في الحقيقة لست قادرةً على كتابة أي شيء ولا أدري إن كانت تلك الحبة المشؤومة التي وصفها لي طبيبي هي السبب، أم أنني قررت أن أوقف سيل المشاعر الجارفة، وذاك النزيف المتواصل، أم أنه كلا الأمرين معاً؟ لستُ أدري حقاً. كل ما أدريه الآن أنني سعدت جداً بسؤالك، وأشعر أنني كتبت شيئاً في المقابل لسؤالك عني، وهذا يشعرني بالمزيد من السعادة!
شكراً لبنى.. شكراً جميلة ورائعة ولطيفة كقلبك **
كلمات في غاية الروعة
موضوع مميز وشكرا لكم
إرسال تعليق