الاثنين، 27 ديسمبر 2010

Mending Wall

وأخيراً الترجمة المعدلة لرائعة فروست "Mending Wall". وكنت قد أحدثت بعض التعديلات على الترجمة الأولى الحافلة بالكثير من الأخطاء. ولأني لازلت أطمح في الأفضل، لصالح القصيدة أولا وأخيراً، طرحت القصيدة في الجسد وكان لي الشرف ببعض الاقتراحات التي تصب في صالح الترجمة. كل الشكر لـ علي المجنوني وجَين آير على ملاحظاتهم ..

هنا سأضع الترجمة الحالية والتغييرات التي قد تطرأ عليها في الأيام القادمة ستكون بهيئة تعديل على الترجمة المعروضه هنا. وأتمنى أن أوفق في وضع ترجمة لائقة ومرضية هذه المرة.


ترميم الجدار

شيءٌ هنالك لا يحب الـجدار
يبعث الهزةَ المتجمدة من تحته،
لـيسكب الصخور التي تكدست أعلاهُ 
تحت الشمس،
ويصنع فيه فجوات
يمرُّ من خلالها حتى اثنانِ يمشيان جنباً إلى جنب.

أما فِعلُ الصيادينَ، فتلك قصة أخرى:
جئت من بعدهم ورممت وراءهم،
هنالك حيث لم يتركوا حجراً على حجر،
لكن بوسعهم أن يخرجوا الأرنب من جحره
ليرضوا الكلاب النابحة.
تلك الفجوات أقصد،
التي لم يرهم أو يسمعهم أحد وهم يصنعون،
لكننا في وقت الترميم ربيعاً نَجِدُها هناك،
فأطلع جاري على ما وراء التل،
وفي يوم آخر نلتقي لنمشي على خط الجدار،
ونقيمه بيننا مرة أخرى.
نبقي الجدار بيننا فيما نمضي،
ولكلٍ منا الصخرات الساقطة في ناحيته.
كالأرغفةِ بعضها، وبعضها الآخر كالكرة تقريبا
كان يتلزم علينا أن نتمتم  بتعويذةٍ لنبقيها متزنة :
"ابقي مكانك حتى ندير ظهورنا!"

اخشوشنت أصابعنا فرط تناولها.
اوه! هي مجرد لعبة أخرى نلعبها خارج المنزل.
واحد في كل جانب وقليلٌ من شيء آخر،
هناك حيث يكون، لا نحتاج الجدار.
هو لديه أشجار الصنوبر، أما أنا فبستان التفاح.
لن تقطع أشجار التفاح خاصتي الطريق إلى أرضه أبداً
لتأكل الأكواز الساقطة تحت صنوبراته!
أخبره بذلك،
لكنه فقط يقول:  
"الأسوار الجيدة تصنع جيرانا جيدين"!

الربيع يثير الشقاوة بداخلي -
وأتساءل إن كان بإمكاني زرع فكرة ما داخل رأسه:
"لماذا تصنع جيراناً جيدين؟
أليست فقط حيث ترعى البقر؟ لكن لا يوجد أي بقرٍ هنا!"
وقبل أن أبني حائطاً كان يتعين عليّ أن أسأل،
مالذي أحوّطه بالداخل أو أحيطه خارجاً،
ولمن كنت سأتسبب بالأذى ؟


شيء هنالك لا يحب الجدار
شيءٌ يوَدُ تحطيمه.
بإمكاني إخباره أنهم "الجان"،
لكن ذلك الشيء ليس بالجنّ تماماً،
وكنت أفضّل لو أنه عرَفَهُ بنفسه.


أراه هناك قادماً، وفي كلتي يديه يحمل حجرا ً
يمسكه بشدةٍ من أعلاه
كمسلح متوحش من العصر الحجري

 تلوح حركته في عتمةٍ
كما يبدو لي ليست بفعلِ الغابة وحدها وظلال الأشجار.
فـجاري لن يذهب بعيدا عن مقولة أبيه،
وهو كما لو فكر فيها ملياً،
يقولها مرة أخرى:
"الأسوار الجيدة تصنع جيراناً جيدين"


-روبرت فروست-




الخميس، 23 ديسمبر 2010

نملةٌ عاشقة

- كم كم كنت غبيةً وحمقاء ومكابرة حين قررت أن أطعن الغياب، فقتلتني الذاكرة.

ولأنني كنت كل ذلك، هاهي ذي الأصوات، الروائح، الثياب، الجدران، والمسافات، كلها، تقتلني في يوم كهذا..

هاهي الوسائد تصرخ بي، تقرص وجهي، يحرقها دم يتدفق من عيني. هانحن جميعا نعلن حداداً مجنونا على هذا الفراش اللعين، نحترق فيه، يحترق بنا، ننتفض، ننسكب كبركان، نتسرب من فتحة الباب، ننسكب على الناصية، نعبر الطرقات، نسقط الجسر، نحرق المدينة..

المدينة.. المدينة!

لم تعد هنا! لم يعد سوى ظلماتٍ وعينيكَ وفحيحٌ سرمديٌ، وأناااااا

وذاك الألم الذي يتلوى في بطني، أعلمُ أنه أنت وأنا وأشياء أخرى كثيرة.. أعلم يقيناً أن الطبيب لن يفعل شيئاً ، لأنه لا يستطيع أن يخرجنا. نحن- الأفعى الرابضة هنا.

ولم يعد ذلك قلبي، انما هو جوفي، مستودع الذكريات، ومصنع الآلام..

فلنذخر فيه معاً قوت شتاءنا القادم إذن!

نحن النملتان التائهتان في لاوطنٍ شاسع، نبحث عن رمقٍ نقتات به لصقيع أيامنا القادمة ،

الأيام التي سأكون فيها نملةً وحيدة،

وتكون فيها أنت (نمّول) عاشق


السبت، 11 ديسمبر 2010

علبة نكاشات!



-1-

النكاشة التي تستعملها لتريحك، تدمي فمك.
ينزّ الدم فـ تتجرع طعمه الصدئ رغماً عنك، رغم محاولتك تفاديه..
أنت أردتها عوناً لك، فاستبدت بك، فيك، و عليك..
تلك النكاشة الحقيرة ..
تخونك!
-2-
أنت لا تقطع الإصبع الذي يؤلمك كما تخلع ضرساً مؤذٍ..

الاثنين، 15 نوفمبر 2010

يارب


للواقفين عند بابك ربي دعوات مستجابات،
للواقفين بعرفة اليوم أكثر،
ولنا، الواقفون بابك أيضاً، المتمنون رضاك، الآملون بوقوف مشابه،
دعوات نعلم أنك تسمعها، وأنك ستلبيها متى شئت
هي أمنياتنا الصغيرة، نخبئها في أقاصي نفوسنا،
نخجل أحيانا من أن نبوح بها إليك، لأنها صغيرة وتافهة ومضحكة ربما،
وأنتَ عــــظــــــيــــم.
لكنك تعلمها حتماً، وتعلم كم تعني لنا، وكم وكم
لذا نخرجها من قواقعها في يومك هذا، ونرسلها إليك بلا خجل أو مواربة
ونحن نعلم أنك ستلبيها لنا متى حان أوانها.
يارب،
أمنياتنا الصغيرة، والكبيرة أيضاً
وتلك التي تسكن قلبي منذ العشرين
وبعضُ

الأربعاء، 15 سبتمبر 2010

هُم العيد




سأكتب اليوم لأني حزينة، ولأنني راغبة في أن أتحدث عنهم، عن مشاكساتنا اللذيذة، عن الأيام القليلة من رمضان التي قضيناها بينهم، عن تحلقنا حول المائدة، عن الصلوات، عن عيدي كم كان عيداً بهم، وعن كل التفاصيل الصغيرة التي يختلف طعمها تماماً بدونهم.
كنت أخطو نحو بوابة المطار تحت شمس الثانية عشر الساخنة..

الخميس، 12 أغسطس 2010

الجمعة، 23 يوليو 2010

Mirror..Mirror

Mirror by Gardi
Acrylics on canvas



(1)
I am silver and exact. I have no preconceptions

لا أذكر متى كانت أول مرة نظرت فيها في المرآة.
لكنني أذكر مرايا متكررة:


مرآة آية الكرسي على ظهر دبوس علقوه بالكوفل، وأخرى يحتضنها إطار من أحجار الماس تتشبث بسلسلة من الذهب الأبيض و تباهي بفاتحة نقشت عليها، مرايا الألعاب السحرية، صورتي المنعكسة على قرنيتي أمي، و المرآة التي تخون وجهي بعد سنوات.

في مدينة الألعاب، كنت الوحيدة التي تخرج من غرفة المرايا السحرية فزعة. لم يكن يروق لي النظر إلى أناس لايشبهونني ويفترض الجميع أنهم (أنا)! لم يكن لدي أي شك بأن المرايا مسكونة بأشباح تتقمص أشكالا تشبهني قليلاً وتفزعني الأكثر! لم يكن ذلك بالأمر المضحك،


أبداً..

(2)..

الثلاثاء، 6 يوليو 2010

گاف و فروست وأشياء أخرى



هذه تدوينة للثرثرة فقط. (وكأن تدويناتي السابقة كانت لغير ذلك!) وهي تدوينة مرتجلة كذلك، ولهذا قد تكون عشوائية ومتخبطة وغير محددة، (وهي ثلاث مرادفات لمعنى واحد) فعذراً مقدماً.
المهم، و باختصار، أنا لا أستطيع الكتابة مؤخراً. حقاً، أجد صعوبة في كتابة أي شيء. تعبر الفكرة رأسي فأحاول اللحاق بها دون جدوى. أمسك ذيل ثوبها مرات، وأعجز في كل مرة أن أخلق منه ثوبا يليق بأن يكون معروضاً (للفرجة).
على ذكر العرض والسلعة المعروضة للفرجة، هل خطر على بالي أن مدونتي سلعة ما؟ أعني أنني شعرت في لحظة بأن لدي بضاعة أحاول الترويج لها. لأكن صريحة، "نعم".
انا عندما أكتب شيئاً وينتابني الشعور بأن ذلك الشيء لن يكون ذو قيمة لأحد، فإنني أتوانى في تقديمه هنا. أعلم ذلك، لأني لا أكتب هنا ماكنت أكتبه في دفتر مذكراتي منذ خمس سنوات مضت مثلا. الأشياء التي تحزنني لم أعد أكتب عنها، والتي تفرحني كذلك. فقط أكتب عندما أكتب، ولا أعلم تحديداً متى أكتب! (أظن أن على القارئ تجاوز السطر الأخير ربما )
كنت أظن أيضاً، أن مدونتي غير مقروءة. أعني أن أحداً لا يعرج على هذا المكان، والأسباب كثيرة بالطبع. لكني منذ بضعة أيام،،

وقعت على إحدى تدويناتي في أحد المنتديات جاء في أسفلها رابط للموضوع في المدونة. ثم بضع نقراتٍ أخرى وأكتشف أجزاء من نفس التدوينة في منتديات أخرى، فعجبتُ أكثر!  لكن النقل هذه المرة كان دون الإشارة إلى المصدر لا من قريب أو بعيد. هنا وتوقفت عن البحث بسبب إحباط قررت ألا أسمح له بالتفاقم.
الحق أني شعرت ببعض الغبطة. فمدونتي التي كنت أظنها ذرة في هذا الفضاء المعلوماتي الكبير، يُنقل منها شيء ما!
المسألة معقدة بعض الشيء. النص الذي اكتشفت نقله كان ترجمة لقصيدة روبرت فروست "Mending wall" أو "ترميم الجدار" حسب ترجمتي لعنوان القصيدة. تواً كنت سأكتب العنوان بالحروف العربية، هكذا: "مندينـ.. وول" ثم ورطت في الكيفية التي سأكتب بها حرف الـG. وفوراً تذكرت المدون الصديق خالد الصامطي وكتابته غير الشائعة لـ "شيكاكو" و "يوكا" لماهو متعارف على كتابته عادة بـ "شيكاغو", و "يوغا" أو "يوجا"، ثم التوصية التي جاءتني بقراءة مقالة الكاتب و المدون أشرف إحسان فقيه التي يطالب فيها بإدخال الحرف الفارسي " گ " والذي ينطق كما الحرف الانجليزي (G - جي) في كلمة Gap مثلا، ولا يوجد له رديف في الأبجدية العربية المكتوبة بينما يتواجد بكثرة في اللهجات المحلية. اتفق مع أشرف في بعض ماجاء به، وربما سأستخدم هذا الحرف عند الضرورة، إلا أنني أجد صعوبة في تقبل هذا الحرف الشبيه بحرف (الكاف) مع وجود خط كبير زائد في أعلاه. ثم إن كلمة mending أصلا يكون نطق الجي في آخرها غير ظاهر تماما. فهنا تكون الاستعاضة عن حرف الجي بـ الـ (گ) استعاضة مكتوبة فقط، بينما هناك صوت آخر غير صوت الـ/g/ الموجود في google . الصوت الآخر في كلمة Mending مخرجه قريب على الصوت الاول الا أنه مغنون بعض الشيء أي أنه حرف أنفي (nasal) ويتقدم مخرجه عن الأول على سقف الحلق اوالـ palate وفي علم الصوتيات يستدل عليه بالرمز /ŋ/. فهل نجد حرف آخر غير القاف هذا كي نكتب فيه الجي كما تنطق في الكلمات المنتهية ب ing فلا يخلط القارئ العربي في نطقها مايجعل إنجليزيته حادة وذات لكنة غير أصيلة! أما على افتراض أننا نريد إزالة اللبس فقط عن الكلمات التي باتت جزء من حياتنا اليومية دون أن يكون هناك قاعدة متفق عليها فنجدها مكتوبة خبط عشواء، مرة بالجيم ومرة بالقاف ومرة بـ الغين، فهذا الأمر مؤكد أنه مؤذي للعين وللفكر أيضاً. مثال ذلك هو كتابة: جوجل- قوقل- غوغل- كوكل نظيراً عربياً لكلمة واحدة هيه Google! وهناك مثال آخر هو أدعى أن يورد في هذا المقال وهو كلمة BLOGGER حيث نجدها مكتوبة تارةً "بلوجر" وتارة "بلوقر" أو حتى "بلوغر", وكلما واجهتني مشكلة تقنية في المدونة اتجهت الى "google" وبحثت باستخدام الاملاءات المختلفة للكلمة Blogger! لكن هل حقاً يكون الحل بهذه الـ (گ)؟ ثم ماذا لو طلعت علينا أصوات أخرى جديدة.. أعني حالياً لدينا الفاء الثلاثية و الجيم الثلاثية والباء الثلاثية، والآن هذه ال(گ) الظريفة والأنيقة شكلاً. أظن ضروري أفكر جدياً في الأمر، ولا أدري لماذا تتقافز في رأسي الآن حروف الإنجليزية المعربة وأرقامها وكأن بعضها يخرج لسانه لي والبعض الآخر يتقلب أرضاً من شدة الضحك!
( شششـ سأزيد گ فقط لا غير، وهو شبيه للحروف العربية فاصمتي.)

عودة إلى موضوعي, وهو قصيدة روبرت فروست. كنت قد ترجمت القصيدة في مرحلة سابقة رغبة مني في ذلك، إلا أن طبيعة تلك المرحلة الدراسية كانت تفرض علي بعض الضغوطات النفسية التي تصيبني ببعض التناحة. كان النص جزء من تكليف في الجامعة تضمن مايزيد عن المائة قصيدة جمعاً وتحليلاً. ولست أدري لماذا اخترت يومها Mending wall تحديداً لأقدمها بالعربية للبروفيسور. أظن بأنني أحببت القصيدة لبساطتها ولرمزيتها. كانت محاولة متعجلة ربما. وعودة إلى النص منذ أسبوع تقريباً، أصابتني بما يشبه الصدمة. حسناً، أعترف. تم نقل النص الى عدة منتديات (بما أنها الترجمة الوحيدة المتوفرة للقصيدة على شبكة الانترنت كما أظن) لكن النص المترجم نقل بأخطائه، وهذه مشكلة كبيرة بالنسبة لي. فأنا حين وضعت الترجمة كتدوينة، لم أكن منتبهة للأخطاء الموجودة فيها. الترجمة كانت جيدة في نظري ولكن هي للأمانة لا تخلو من رداءة ترجع لسوء فهم بعض المقاطع القليلة في القصيدة. ثم إن كنت سأترجم نصاً لم يسبق ترجمته ثم على افتراض أن سيتم تناقله، فهناك أيضاً مشكلة الكتابة بالاسم غير الصريح، ما لايحفظ للكاتب أو المترجم حقوقه بصورة كاملة :(

خلاصة الثرثرة: المدونة فعلا سلعة. وهي سلعة معروضة للفرجة وللنقل وللسرقة أيضاً مهما كانت كاسدة. الفرق أن من يأخذ منك شيئاً فهو لن يخفيه كما هو الحال في الواقع، إنما سيستعرض عملك في مكان آخر، لكن دون أن يضعك في الصورة. وهذا مايعرف بـ السرقة الأدبية أو (Plagiarism)، حتى وإن ظن البعض انتفاء الصفة أو التهمة كلياً
بكتابة: "منقووووول".
مستقبلا، أظن بأني سأتوخى الدقة مراراً وتكراراً في أي نص أترجمه. ربما أدرجت ترجمتي المعدلة لـMending Wall هنا قريباً، رغم أنها قد تنقل مرة أخرى دون إشارة، لكني على الأقل أدين لفروست وغيره بترجمة أنيقة ولائقة قدر المستطاع.

الأربعاء، 19 مايو 2010

هو طريقٌ فقط، لا أكثر..



على كفّي طريق لايزهر، ورصيف "لايجيب"،
فانظر أيها تختار.

طريقان بلا تتمة
أفق مبتورة تماماً
أخاديد سُكْرٍ ملحها حلو وماؤها زلال
غير أن الأفق مبتورة تماماً،
فهل أجازف بالمضي إلى حيث لا أعلم؟

على كفي الأخرى طريقٌ مزهر تماماً،
لكن زهره أفيون
"أوبيوم"، هل هكذا وقعه أجمل؟..

الخميس، 6 مايو 2010

The LightHouse


الثلاثاء، 4 مايو 2010

عصفور طل من الشباك



أستيقظ بتعب يتمدد في كل خليةٍ مني، أتوسد كفي غير عابئة برنين المنبه، ثم أتناسى الألم وأحلم بأشياء ماعادت ملكي، بصوت جذل يشرع النوافذ معه، بأنامل تخبئ في انفراجتها فراشات وعصافير وأشياء أخرى جميلة.. جميلة جداً.

لكن هذه الشمس التي تخترق الستائر غير مشجعة.. هذه الحرارة التي تتحدى أجهزة التكييف،هذا النوم الشحيح، وهذا الماء الـ يبلل شعري، مقدسٌ هو.. مقدسٌ كل وجع كهذا..
هل يفهمني أحد؟
ثم هل يهم إلى أي حدٍ تتكسر لغتي الآن إن كانت الدمعة تسكن الكتابة في لحظة كهذه؟ هل يهم إن تعاليتُ على هذا الوجع العصي على التفسير، ومشيتُ مترنحة إلى دورة المياه، ثم ألقيتُ نظرة خاطفة على ذلك الوجه، الشعر المنفوش، وبعض براءة نسيتها الوسادة على جفني؟
هل يهم؟..

الثلاثاء، 27 أبريل 2010

أخبرتها أن طيور الكابوس قادمة،

لكنها لم تكترث!
.
.

.
.
(1)
هكذا وجدتني فجأة ذات مخاض أصرخ بتعاسة من تتذوق مساماته لسعة البرد لأول مرة.. تعاليت على وجعي تماما كما الآخرين وتعلمت الابتسام نوماً بعذوبة من يرى الملائكة الطيبين (أو هكذا كنتُ أسمعهم يقولون كلما تبسمتُ نائمة)، في الوقت الذي كنتُ أرى فيه تموهات بيضاء مبهجة على خلفية شاسعة لم أستطع إدراك لونها حينها وعلمت بعدها أنها تشبه السماء إلا أنها مضيئة كما لم أرى السماء يوماً مذ أبصرت عيناي!
أما تلك التموهات الجميلة التي كنت أراها في منامي، فقد بدأت تخفف من زياراتها حتى اختفت تماما!

الجمعة، 9 أبريل 2010

Nostalgic Dreams


هذه إحدى رسوماتي، وأهديها إلى صديقتي و.س.ن، ^_*

تم الرسم على أحد برامج الـ"group boards" أو اللوحات التفاعلية على الانترنت..

والتأثيرات المستخدمة هي الوميض فقط.

*المنظر مستوحى من صورة فوتوغرافية أعجبتني :)

مساءكم رضى وسعادة..



الثلاثاء، 6 أبريل 2010

مدام هيلين



كعادة الكثير من النساء حين يحببن فرض سيطرتهن على ماحولهن (وتعبتني نون النسوه بالمناسبة)، تظن مدام هيلين –خاطئة- أنها تملك مكاناً عاماً بشهادة الجميع!
مدام هيلين (الأرمنية السبعينية-على الأرجح) التي تدير كافتيريا استراحة أعضاء هيئة التدريس في إحدى كليات الجامعة وتتكلم بلكنة مصرية مكسورة قليلا تعبتني لدرجة أني قررت الكتابة عنها!
هل يتخيل أحدكم أن يتناول إفطاره فيما يحوم حوله أحدهم متتبعا مسار طعامه؟!
هيلين تفعل ذلك وأكثر،

الأربعاء، 24 مارس 2010

لم أكبر بعد..

Things unkept by ~aimeelikestotakepics




كعنصر غريب في لوحة مألوفة، بقعة صفراء على ثوب أزرق..
لا بل كـ.. كـ.. كذلك الشيء الذي لا يمتزج تماما في محيطه فيبدو كنوتة أخطأت طريقها في معزوفة ، أتوسط المسارات المتقاطعة لفتيات الصباح وأرقب كل شيء..
الساعة لم تتجاوز الثامنة وأنتَ تتصارع مع أصباغ الزينة الصارخة وروائح العطور المسائية!
مضى زمنٌ ولم أبرح ذات المكان، أنا التي خطوت أولى خطواتي المتوجسة من ذات البوابة المتجددة عتقاً لم يحتفظ بنكهته أبداً، أتشبث بطفولتي كما تتعلق صغيرة بحقيبة ظهر مهترئة تجمع فيها كل ما كان لها.. هنا تماماً..
ولا زلت أذكر الصوت المخنوق حدة، "بطاقتك يا طالبة!" كي أخرج نصف مافي..

الثلاثاء، 2 مارس 2010


You show your face,

They eat your face.

You show your eyes,

They poke your eyes out!

You show yourself,

They try to kill it.

Hell!

Where do I hide myself?!


الاثنين، 15 فبراير 2010

مساءٌ آخر




هل تعلم أن بي قدرة على مواجهة الحزن لكني اليوم لم أعد أحتمل؟

هل تعلم أيضاً بأني كاذبة!

نعم، كاذبة..

أنا لا طاقة بي لا على الحزن، ولا حتى الفرح.. كلاهما لم يعد يصلح لي..

فكلاهما مخيف، وكلاهما مر.

فقط بي طاقة أن أحلم بدفء مطلق، بأمانٍ لا يضاهى، وبابتسامة ذهبت مع الجدة (حمده)،

وبكبرياء جدي، ذاك الذي امتزج لونه بطين الأرض فلم تعد تيقن إن كان رجلاً أو جبلاً!

بي نهم للبكاء،

وجشع لذهب الابتسامات الأصيلة..

تلك التي..

الاثنين، 4 يناير 2010

عوداً حميداً



"عوداً حميداً "!
وددت أن أقولها لأحدهم -الذي لا أعرف تماماً- لكني وجدتني أجاهد نفسي كي لا أبدأ الحديث عن نفسي مجدداً.. نعم أتحدث عن نفسي.. فأنا في كل فكرة سوداوية أراني.
هو كان يكتب عن الألم، عن الفقد، وعن أشياء غير جميلة جداً..
هو كان يخبر عن ثلاث سنوات من الغياب، وفقدان الصوت، وضياع الحس والوجهة..
وأنا كنت متأخرة عن موعد نومي بثلاث ساعات، وعن السعادة بثلاثة أعمار ربما..
كنت أيضاً أقرأه بمرارة، وبدموع تتكتل في الحلق كقطعة فولاذ، وبنية أن أكتب إليه: "عوداً حميداً، مني.. أنا القارئ الذي لم يقرأك تماماً لكنه عول على رجعتك، هل تعيد إليّ الزمن الجميل الذي لم أشهد؟ كنتُ مشتاقة إليك، ولمطر الكلمات، وكنت أساءل أصابعي كلما صفعني السكون، لماذا تأخرت نقراتك عمراً بأكمله، ولماذا توّهتني نقراتي عن هذا المكان؟!"

لكنه عاد وفي جعتبه الكثير الكثير من الحزن و "الكربون".
ربما لم يكن بوسعه سوى العودة هكذا.. فهذا في نهاية المطاف زمن الكربون وعوادم السيارات والإبتسامات البلاستيكية، هو زمن المراهم البترولية والهباب الذي يخنق مستوى التنفس والرؤية، وهو أيضاً زمن مياه الصرف الطافحة، ومداخن المصانع التي لا تبالي بقبحها أو سعال النمل في مدينتنا..
هو زمن الموت بالجملة وزمن الجُمل الميتة!


أقول، "عوداً حميداً" وأود لو أقول له أيضاً:
"أقرأك بمرارة متقدمة.. متأخرة بحوالي ثلاث ساعاتٍ ونصف عن موعد نومي المفترض.. أغص بمرارة خلفها Sweet November في جوفي وبألم يلكز خاصرتي..
هل تشبهني اليوم؟ أنا السوداوية التي يسكنها الحزن وتتطير به! ينقل إلي فيلم عابث فيروساً اسمه (الـ..) لا لن أسميه.. لكن نعم –إن كنتَ تتساءل- هو نفسه ذاك الذي ينسج بيته في زاوية من قلبك ويصبح الملك الذي دخل قريتك فأفسدها.


فقط لا تشبهني رجاءً، فأنا مدعاة للشفقة! حقاً، أنا مزرية والألم الذي يلكز خاصرتي، يلكز خاصرتي منذ نهاية "نوفمبر الجميل" فهل كان ذلك مصادفة أيضاً؟ ألا يوخزني شيء آخر في كل مرةٍ مع نهاية كل فيلم حزين؟!"


وأود لو قلت له "عوداً حميداً" فقط..

لكنني فقط لم أعد أستطيع..

أظلُ أصعد




قد تكتب عني في التاريخ
بمرارتك وأكذايبك الملتوية،
قد تسحقني جيداً في التراب،
ولكن، كما الغبار،
 سأظل أنهضُ
 وأصعد

هل تزعجكَ وقاحتي؟
ولماذا تبدو هكذا مغموماً بالكآبة؟
هل لأنني أمشي وكأن عندي آبار نفطٍ
تضخ في غرفة معيشتي؟

تماماً كالشموسِ والأقمار،
وبيقين المدِ والجزر،
تماماً
كما تثِبُ الآمالُ عالياً،
أظل أصعدْ

هل أردتَ أن تراني مكسورةً،
رأسي مطأطئٌ وعيناي كسِيفتان،
وكتفايَ مثقلانِ ببكاء روحي،
 كدمعتينِ تسقطان.


ثم هل تزعجكَ عجرفتي؟
لاتأخذ الأمر بهذه الجديّة،
لأنني أضحكُ
 كما لو أن لديّ مناجم ذهبٍ
تُحفر
في حديقتي الخلفية.

بإمكانك أن تُرْدِيني بكلماتك
بإمكانك أن تمزقني بعينيك،
وقد تكون قتلتني ببغضك،
ولكني، تماماً كما الهواء،
سأظل أصعد


ثم هل يغيضك هذا الاستعراض الجنسيّ؟
هل يبدو لك مفاجئِاً
أنني أرقص كما لو أن الألماس
 مرصعٌ في التقاءِ فخذيّ؟


من داخل أكواخ عارِ التاريخِ
أصعد،
من الماضي المتجذرِ في الألم
أصعد
أنا محيطٌ أسود، يقفز ويتسع
يتورم وينفجر
أحتمل في المد
وأترك خلفي ليالٍ من الرعبِ والخوف

نحو انبلاجة يومٍ رائع الصفاء
أصعد
محمّلة بكلِ ما أهداه اجدادي
أصعد
أنا الحلم والأمل كل العبيد
أصعدُ
أصعدُ
أصعدْ


مايا آنجلو-