الاثنين، 6 يوليو 2009

بروفروك


برفروك أيها التعيس،
قلم أظافر الغياب هيا، واستنشق الإيثر القاتل من بين كلمات القصيدة
فرائحتها مدوية، ووجعك ساحر!
برفروك أيها المتعوس، سر نحو الضوء برهة واستحضر تفاصيل العتمة على وهج السواعد الداكنة،
وظل الوبر على جدران ينقشع عنها اللون إلا قليلاً.. قليلا..

كنتَ تطفو عملاقا فوق سطح البحر في منظر الغروب ذاك، وكانت رائحة الإيثر تزكم أنوف النوارسِ بينما كنتَ غارقا في الغيبوبةِ..
وكانت عيناك تحدقان نحو الأعلى،
تقرأ أسفار الحياة في صفحات السماء السابعة..
على غير وعي.

بروفروك،
مالذي فعلته بي قبل أن ترحل في قلب القصيدة!
مالذي فعلتَه بك فأصبحتَ "الأرض الخرابَ.. البوار" !

آه أيها المتعوس،
أمازلت تقيس أيامك بملاعق السكر وتغسل ماعلق على معطفك من وحل الأيام القادمة بموجة عابرة؟
أخبرني، كيف تشعر تماما حين تصبح موضوعا تافهاً في قصيدة عظيمة، وكيف تطفئ السواعد العارية في قلبك ألف فتيل لرجل لم تكنه أبدا؟
بروفروك أيها التعيس تعاسةً لا تضاهيها سوى تعاستي أحيانا،
لمَ يشبه الرجال بعضهم أخبرني؟ ولمَ تشبههم أنت أيضاً، تماما كما يشبههم إليوت.. وتماماً كما يشبههم الموتُ أحياناِ!
ولماذا عندما أقرر أخيراً أن أنظر إليك، تشيح بنظرتك الباهتة عني إلى حيث تسكن العتمة.. في حين لم تعد القصائد تطفىء توهجي الجامح ذاك.

بروفروك، ها أنا الآن، أمر عليك كل يوم مرة وأرمي في صندوق رزقك بضع كلمات وأرحل..
أهذا هو المصير الذي كنت تتمنى؟!


لست أدري،

فقط ..
Let us go then,You and I,
When the evening is spread out against the sky
Like a patient etherised upon a table;
T. S. Eliot