الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

صعبة!



Lamp Flight by ~ ArcaneBrain




لم تعد الأفكار تزدحم وتحتشد في رأسي مؤخراً، الأمر الذي يبدو لي كهجرة جماعية لأفكاري التي لطالما نعتها بالسوداء، لكنها هجرة ليست معلومة الوجهة بالضرورة..
ماذا لو كان ذلك النزوح العكسي نوعاً من (الهجران) وليس (هجرة)؟! أيا كان، المهم أن رأسي أصبح خاوياً معظم الوقت وهو ليس بالأمر المريح كما قد يتخيل البعض أو قد يستشعر..
بالنسبة لي، هذا الخواء يوازي تسطح الإنسان بداخلي، واضمحلال كينونة تلك الأنثى، (الصعبة) كما تحب ماما أن تصفني حين لا أعجبها.. هذا الخواء يجعلني حمامة أخرى في سرب الحمام الذي لا ترى منه سوى شكله المتكامل.. صورة كاملة تغيب عنك تفاصيلها.
لكني أشتاق لتلك "الصعبة" في كثير من الأحيان وأسلي النفس بزياراتها النادرة جداً..
خلاصة الموضوع هو أن أفكاري هجرتني، ثم أن صعبةٌ تساهلت معي مؤخراً، ناهيك عن أن جل ماحولي لا يشعرني بالرضى أبداً، فهل يجعل مني كل ذلك (إحباطة) تمشي على رجلين!


في الجامعة، أمشي كرجل آلي أحياناً، وأحيانا مثل طفلة تائهة يلوك قدميها التعب وتقاوم إغراء الإستلقاء على كل شارع تعرج عليه..
أحياناً أستمتع بمكاشفة الأعين المحدقة، وأحيانا أتجاهلها، وفي أحيان أخرى كثيرة أكون حمامة أخرى فقط.
اتهالك أحيانا على كرسي يتهالك بدوره على رصيف لازال يقاوم، وأود لو أنني أستطيع الاختفاء فقط، أو أن أستلقي في منتصف الشارع الواقع بين المبنى الخامس و الثالث عشر.. هكذا فاردة جانحيّ دون أدنى نية في الطيران.
لكني لا أفعل.. فقط أتسلى بعدّ الأقراط على وجوه العابرات في تقليعة جديدة إلى حد ما (هنا).. أخطئ في عدها فأتحول إلى فرز (الأولاد) الحقيقيين من المزيفيين العابرين أمامي..
تتابعني إحداهن بنظراتها قبل أن أتنبه لمرورها.. أو ربما (يتابعني أحدهم)، لم أعد متأكدة
المهم أن الأمر لا يعني لي شيئا محدداً، كما تمر بي نسمات الهواء الباردة نسبيا دون أن أعني لها شيئا بالضرورة ..
أعود أدراجي مروراً بالخامس -الشهير سابقاً والذي فقد بريقه اليوم- أهرول بجانبه مسرعة الخطى دون أن ألتفت صوبه أبداً خوف أن تصيبني لعنة ما!


ذلك المكان حيث كنت أتلقى أغلب محاضراتي يوم كنت طالبة، وهو ذات المكان الذي كانت تستعرض فيه الطالبات كل جديد، هنا حيث كنا نتبسط الأرض -صديقات دراسة لم يعد يجمع بيننا أي شيء- نستذكر حيناً وحيناً آخر نتبادل التعليقات على ماحولنا من مناظر عجيبة!
هذا المكان اليوم شبه مقفر..


لم يعد يعني أي شيء، كما لم يعد كورنيش الجامعة، أو الشانزلزيه كمان كان يسميه البعض! هنا فقط محاضرات، فتيات في عجلة لحضور محاضرة، ومشرفة لا شغل لها سوا الترصد لي كلما مررت مروراً، أول مرة حين لاحقتني منادية بصوتها الصلف: "بطاقتك ياطالبة، تنورتك قصيرة!"..
وباقي المرات حين تأكلني بنظراتها الفارغة وكأنها لاتستطيع التصديق بأنني لم أعد طالبة تقع داخل نطاق سيطرتها!





الاثنين، 7 ديسمبر 2009

UNETHICAL

flood, hope, flood by ~Hyperstrudel

The unbelievable: Jeddah was flooded. My hometown was flooded almost 13 days back when trong streams of water coming down from the mountains, located to the west of the city, roared and struck right into our homes.

"Was that a bit unethical"?, I wondered!


Not that I rave against God's will (god forbid) but what has happened was by no means a natural disaster; it was rather unnatural at all!

To see our town collapsing under a single morning-to-afternoon downpour was definitely Unethical

To watch "us" on Youtube, our cars, our miseries, our floods, our nakedness, all exposed as we've never fancied,



NOW isn't that UNETHICAL!

I utterly feel that that everything we've lived so far was a big lie. As if we've gone even more than a hundred years back; a time of which all our memories could still grasp (genetically perhaps) is a yellowish image of narrow streets sinking under the heaviness of the past with all its awkwardness; a photo which would at best chances belong in my great grandfather's album.

Tonight, as I'm sitting on my bed and writing this, (something I might not enjoy for long), I could only think that Jeddah is now nothing more than a bubble which has been hoarded inside a few other bubbles, now bursting one after the other. Only a couple is left before a little "POP" is heard and everything fades into eternal darkness.


All that is left is utter and complete darkness where the only thing to be seen is a fragment of a (once was) pavement lit by a dying lonely street lamp around which our souls would flutter desperately to gasp the last specks of light! And all of this, only a few steps away from a (black) sea which was once called "Red"!


God! was this a nightmare or shall I say that these were only some devilish "unethical dreams".




الثلاثاء، 1 ديسمبر 2009

العروس تغرق



يشبه عنوان هذه التدوينة الكليشيهات الصحفية التي طالما اعتدنا عليها ولم تعد تعني لنا الكثير حين نقرأ صحفنا اليومية..



لكن هذه المرة اختلف الحال كثيراً، فليس العنوان تحذيراً من أمر يتوقع حدوثه أحد الكتاب، أو تحذير من كارثة بيئية على وشك الوقوع.. العبارة هنا تعني ما تمثله تماماً وبلا نقصان..





شاء الله أن أكون خارج مدينتي حين وقعت الكارثة، أو فلأقل حين وقع "المطر" .. هو هكذا حقاً بكل بساطة "مجرد مطر"، لكن الذي حدث من تبعات "شوية المطر" هذه، كان كارثة بكل ماتعنية الكلمة..


جاءني صوت أخي على الهاتف صباح ذلك اليوم يخبرني بأن الدنيا تمطر عندنا من الصباح كي آكل في نفسي من القهر: (يعني سبحان الله ايش معنى مانزلت المطرة الا لمن سافرت أنا L) كي أعود واستغفرالله.. لكن ما أن تتابعت الأخبار المخيفة والكارثية حتى حمدت الله أنني لم أكن هناك وإلا لمت خوفاً.. فأنا أهلع من صوت الرعد ووميض البرق وحتى نقرات المطر عندما تشتد، وأتخيل إذا ماكنت هناك وأسمع وأرى كل ما حدث !


عدت اليوم الى جدة،


مدينتي الساحرة، تلك التي يعشقها الأغلب برغم كل عيوبها فهي تبقى العروس مدينة البحر ومدينة الأشياء الأخرى كذلك.. المهم..



الوقت ظهراً، أشعر بالغبار المعلق في الهواء.. صفرة كئيبة تجتاح الظهيرة، والشوارع..


الشوارع يكسوها الغبار أيضاً، عفواً لم يعد غباراً بل هو ترااااب وحصى وبقايا أرصفة وحاجز (كان) هناك، باب سيارة مخلوع، نفايات، ونفايات ونفايات ومدينة لم تعد تكسوها حتى ورقة التوت الوحيدة!




مامن كلام يقال في هذا المقام.. فعبثي أن أقول الآن مايقوله الجميع، حتى رجل الشارع البسيط اليوم بات يتكلم ويشير بأصبع الإتهام إلى من كان يأكل من جودة أرصفتنا وإسفلت شوارعنا وبدل من أن ينشئ شبكة تصريف فعالة، كان يصرّف أموال الشعب (ولن أقول أموال الحكومة) إلى حساباته وبطنه (حار نار) .. المهم المهم



مامن كلام يقال فقد قلنا وقال الجميع والعود أحمد وخلينا في اليوم بس إن عادوا عدنا.. سأمكث في غرفتي اليوم وسأحتضن كل شيء بها فربما كان ذلك آخر عهدي بغرفة لا تطفو الأشياء على سطحها ولا أتنقل فيها سباحة! فالله وحده يعلم ماتخبئه لنا اللحظات القادمة، فليس أكثر رعباً من بيت مصنف على خط الخطر ومهدد بالغرق من بحيرة (معفنة) يسمونها بحيرة المسك وليست في فناء منزلنا الخلفي!


ربما لهذا السبب لازالت الشوارع مغمورة بالتربة والطمي؟ ماجدوى تنظيف الشوارع إذا كان ماء البحيرة سيتولى المهمة صحيح !


طيب معليش يعني.. بس لو تأخرت موية البحيرة العطرة كم يوم، هل ننتظرها أكثر..




طب أنا عندي طلب منكم بشويتين الفلوس اللي أكلتوها علينا وسامحناكم فيها،


رجاااااااءً امسحوا وجه مدينتي..


امسحوه واتركوا وجوهكم كما هي..





فلا ماء بها.

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009

يقطينة

Pumkin by ~richmetro 11

في داخلي..

ينبت الخوف متسلقاً.. كيقطينة

يا أيها الفرح رويدك،

فأنت مسألةٌ عابرة..

والحبُ.. عبورٌ مسؤول..

هاهنا يتسول الزمن المسافر مع الريح

هاهنا يتوق لأبدية زائفة

وهناك ينفض عن ثوب البقاء زيفُ الأبدية..

وينتفض نقاءَ السيول..

***

أريد الرحيل..

حينا كما أتوقُ إليكْ..

وحيناً كما تتوقُ إليَّ..

أريد البقاء على شاطئيك

أريدك وطناً..

أريدك عمراً

وحلما شهيّا..

دروبي قصيرة

ووقتي نوافذُ للمستحيل..

وعيناي بعضي الذي تمتلك..

أغنيكَ أمضي..

تمضي.. أغني

أود الرحيلَ..

وأشدوكَ لحناً شجياً..

شجيَّا


السبت، 17 أكتوبر 2009

الرجال الجوف




Mistah Kurtz—he dead.
A penny for the Old Guy



I
نحن الرجال الجوف
نحن الرجال المحشووون
نتمايلُ معاً
كرؤوسٍ محشوةٍ بالقشْ..
واحسرتاه!
أصواتنا الجافة عندما نهمس لبعضنا
جذباءَ وبلا معنى
مثل ريحٍ تهبّ على عشب يابسْ
أو أرجل جرذانٍ تمشي على زجاجٍ مكسورْ
في قبونا اليابسْ

شكلٌ بلا هيئة،

 ظلٌ بلا لونْ
قوةٌ مشلولةْ،

 إيماءةٌ بلا حراكْ

أولئك الذين عبروا بنظراتٍ ثاقبةْ
صوب مملكة الموت الأخرى
يَذْكُروننا –إن فعلوا أبداً-
ليس كأرواحٍ تائهة متوحشة،
إنما فقط
كرجالٍ جوف ..
رجال محشووون



II

الأعين التي لا أجرؤ على مواجهتها حتى في الأحلام
في مملكة أحلام الموت
هي ذاتها لا تظهرْ:
هناك،
العيونُ شعاعُ شمس ساقط ٍعلى عمودٍ مكسورْ
هناكَ، شجرةٌ تتأرجحْ
و الأصواتُ في أغاني الريح
أبعدُ وأكثرُ هيبة
من نجمٍ يأفلْ .

دعني لا أكون أقرب
في مملكة حلم الموت
دعني أيضا أرتدي
هذه الأزياء التنكرية المحددة:
معطف فأر، جلد غراب، وعصي فزاعات مصلوبةٍ في الحقول
تتحركُ كيفما تتحركُ الريح
ولا تقتربُ أكثر

وليس ذلك باللقاء الأخير
في مملكة شفق الموت الأحمر




III


هذه هي الأرض الموات
هذه هي أرض الصبار
هنا ترتقي أشكال الحجارة،
هنا، تتلقى تضرعات كفيّ رجلٍ ميت
تحت التماعات نجم يأفل

هل هكذا هو الأمر
في مملكة الموت الأخرى،

حين نستيقظ وحيدِين
في تلك الساعة
ونحن نرتعش رقّة
و ذات الشفاه التي  تُقَبِّل،
تصيغ الصلوات لحجر مهشّم.




IV

تلك العيون ليست هنا
ليس ثمة عيون هنا
في وادي النجوم الهالكة هذا
في هذا الوادي الأجوف
هذا الفك المهشم لممالكنا الضائعة

في هذا المكان الأخير للقاء،
نتلمّسُ طريقنا معاً
ونتجنب الحديث
ونحن مجتمعون على شاطئ هذا النهر المتورم

عميٌ، مالم تعد الأعين لتظهر

كالنجم الأبديّ
 الوردةُ المتعددة البتلات
لمملكة شفق الموت الأحمرْ

ذلك
أمل الرجال الفارغين فقط


V

هانحن ندور حول التينة
التينة الشوكية.. التينة الشوكية
هانحن ندور حولها
في تمام الساعة الخامسة فجراً.








مابين الفكرة والحقيقة
بين الحركة والفعل
يسقط الظل


لــك الـمــلـك



مابين التصور والخلق
بين الشعور وردة الفعل
يسقط الظل


الحياة طويلة جداً








مابين الرغبة والتشنج
بين القدرة والوجود
وبين الأصل والسلالة
يسقط الظل


لــك المــلـك






ولملكوتك..
الحياة تكون..
ولملكوتك
الـ ...


بهذه الطريقة ينتهي العالم
بهذه الطريقة ينتهي العالم
بهذه الطريقة ينتهي العالم






ليس بصيحة مدويّة
وإنما بأنّة *








* الترجمة جهد شخصي ولايسمح بنقله دون الإشارة إلى المصدر




مراجع ثانوية: ترجمة د. شريف بقنة الشهراني  وتراجم أخرى

الجمعة، 16 أكتوبر 2009

Wild Dreams

Swirl By~ BloodPromiser

I had a dream that skillfully crossed the boundaries of words and languages..
A dream that surpassed all childhood dreams and naiveties.. a dream that was simply colored with the pure whiteness of innocence, and guided by the caring hand of love and the awful blindness of undeserved trust.
My dream eliminated the word “fear” from my heart and mind. At night, I no longer slept hiding from that unknown, waiting for what is rather known! The charming voice which I literally used to put to sleep, put my own heart to rest.
Unknowingly, I was becoming more and more attached to (my dream), the most innocent dream I might ever had before.

Once you combine your most innocent naiveties with confidence and good intentions, your dream is probably doomed. Perhaps I knew this all the time, its just that I really wanted to live that dream to its last drop!
.
I had a dream that I no longer possess anymore.
And I forgot!
What did I forget, is something that I forgot too.
Is it a partial loss of memory then? Is it some sort of selective unconscious? And where do dreams go once they die, once they become some sort of history, saved as data in the memory of your memory?! Once they are right at the threshold of memory -not to enter but to say their farewells and final prayers!

To find yourself all a sudden living for your dream is a strange feeling. Its more like the birth of a real smile.. a smile that lasts for quite a long time which leaves you dazzled at how endless it might seem sometimes, that you’d think you had spent all your life smiling the same way, for the same reason, for that same dream!

And when a dream becomes overwhelmingly present and personified in your life, you –at times- become unaware of its existence, of how precious and how inspiring it is, perhaps for your own good, not to suffer too much when you realize that your dream has just evaporated for no good reason, though you might have done for its sake what had always been so impossible for you to do..

I had a dream which I used to trust more than my own soul, a dream that chose to walk me on the isle of fantasy but let go when I was about to reach what I thought was extreme and ultimate happiness. I’ve always heard and understood that dreams never come true. Why and forever has is it been called ‘a dream’ then? Simply once a dream becomes true, it loses its magical power and charm and the word is definitely to lose its significance and its true meaning. It just declines to the level of the real world’s fading attributes. That was nothing new to me. What was really new was that Dreams can murder their dreamers. They can slaughter them, cut them to pieces, stab them on the back and then lean on a wall, draw a yellowish smile and watch the real nightmare
take place!
and Ouch!
I still dream..
I still Dream!

الاثنين، 5 أكتوبر 2009

وللذاكرة وجه أيضاً!

Behind Closed Doors by~ *Pixellabor


بلا حدود
تحتشد الوجوه القديمة
وجع ينتشر كالوباء،
لم يعد يهم من أين أتى
المهم أنه هنا
هنا ..
ينتشر ويتمدد
ويسبح نحوي كفقاعة وقحة


وأخشاها كثيراً
تلك الوجوه القديمة أقصد،
تلك الملامح التي كدت أنسى..
تلك التحايا المنافقة,,
ورقم سنتبادله على قارعة مكتب بارد
(تحية يتحتم عليك إلقاءها كل يوم بعد الآن)
(قبل باردة رغم سخونة الجو)
(وتلويحة ثقيلة كثقل كتفيك)
وكل ماتفعله رغما عنك،
تحتسي الشاي الذي لم يقدم لك أبداً
تضع إمضاءك على الورقة التي لم ترَ تماماً
تتلقى الاطراء كما تتلقى طعنة في ظهرك
وتضحك من شر مايُضحك
ثم تخرج الى دخولٍ آخر ..
فهل من مفر؟


تلك الوجوه القديمة أقصد
تلك الـ تلاحقك بعد سنوات طوال
تقتص من ذاكرتك
وتطرح أمامك إشكالية الأزمنة
وتضاريس وقت بائد
ووجه مصمت لآخرَ يتناسل أمامك
ومكعب زمني تمسكه بيديك دون حل!
ثم تدخل في ذهولٍ آخر
ولا مفر..

تختزل ملامحك وذاكرتك في قطعة إلكترونية تعلقها حول عنقك
وتحاول الهرب!
ياللسخرية!
كيف لا تحملها نقشاً في عينيك
حين تحاصرها الوجوه القديمة
تلك التي استدارت امتلاءاً
والأخرى التي يسكنها رضى من نوع آخر..
الأخرى التي أصبح لها رائحة شخصٍ آخر
بينما أنت لازلت تحمل ذاكرتك
ورائحتك (فقط)!


رائحتك..
التي مافتئتَ تخبئ عنهم،
تسحب كرسياً من على طاولة صباحية
وتحتسي الرطوبة المضمخة بهم دون أن تعلم
فتأتي الرائحة الغريبة لتجلس جانبك
وتشاركك كتاباً أردته لذاكرتك فقط!
فتغص بحروفٍ تحملها أسماءهم
و ت ص م ت..
شششــ..

وحين ينسلون منك طفلا كنتَه
تراودك الكوابيس عن نفسك
وتستبقا منافذ عدة..
ترتطم بكهولة سبقتك نحو الباب
وتتعثر بقلبك قد قُدّ من كل الجهات!
أي باب ترى يوصلك

كل الأبواب تؤدي إلى حيث لا تحب
كل النوافذ موصدة
كل الوجوهِ،
جديدها وقديمها،
كلها ..
.
.
كلها..
.
مغلقة!


وسادة


أخبرتني الوسادة أنها لا تمانع بكائي الليلي، ولا البلل الغارق في برودته، ولا الشتائم المسائية التي تتوالى على مسامعها،
ولا الضربات ولا حتى الركلات،

لا موجات الحب، ولا ارتدادات العنف حتى..

.

.



ولم أعتذر لها!

الأربعاء، 30 سبتمبر 2009

Uncle Remus



Once upon time, there was Br’er Rabbit, Br’er Fox, Brer Bear, and a Tar-baby doll. Brer Rabit was a cute lil fellow who tried to avoid Brer Fox twel he could no longer avoid him anymore. Brer Fox was foxy and always wanted to set a trap for Brer Rabit with the help of Brer Bear. So, Brer Fox had to invent the tar baby to make sure he gets Brer Rabbit in the grips of ‘is hands. Brer Fox puts the tar baby in Brer Rabbit’s way, so when Rabbit comes he, out of naivety, thinks that tar doll is a living being and that its avoiding him while he being a “respectubble folk” should not be avoided and should be respected. So, Brer Rabbit starts hitting and punching the tar doll to show her a lesson. Brer Fox rolls on the ground and burst in laughter till his tears fall

Harris’ tales from Uncle Remus, on the surface, are truly very adorable and cute stories narrated in the most sweet and spontaneous manner. Nevertheless, the tales are claimed by many critics to be more profound and deliberate as they discuss issues of slavery and the superiority of the whites in the post American Civil War. The animals are believed to be representatives of the whites and the blacks, implying the possibility of the rise of the weaker over the stronger. The weaker by nature, Brer Rabbit obtains triumph by his mental abilities and outsmarts the stronger Brer Fox. I’m not quite sure whether Harris intended this meaning or not but literary texts can bear astonishing interpretations, that the author himself would be at wonder that how did people come up with such ideas! Regardless of whether Harris meant to tell us such and such, the stories are great and most entertaining. Even Walt Disney based one of his very first cartoons on the tales of uncle Remus and the other characters. And most of all, Harris did leave us a message for all the people of all racial backgrounds; a moral lesson in social order, human respect, self-trust and faith.
Harris’s use of the language and dialects of the “old south” negro slaves in his tales rendered them more credibility and the essence of those crucial times. The atmosphere is very warm and intimate as we imagine the little boy listening to uncle Remus narrating those unbelievably astonishing stories about animals that are personified in a beautiful and humorous manner.
The use of animalistic characters is something known, though quite uncommon in literature. I assume that such literatures are not widespread and used much because they are simply not very easy to acquire. Fables require great, vast and creative imagination on the part of the author, otherwise the work would turn out very weak and fragile. Fables are usually funny and imply a moral behind the story they depict. Kalila and Demna is a very famous work written originally in Persian (to what I know) and translated into Arabic soon after, became a very prominent work among the literary fields. Also Ben Johnson’s play, “Volpone”, uses animal characteristics and names on human characters in order to expose the traits of his characters. And again, the tone of the whole play throughout is sarcastic and humorous. Thus, personifying animals in literature proves to be a very powerful and possessing genre. Another shockingly powerful example, is Edgar Allan Poe’s “The Raven”. as the role which the raven plays in this astonishing poem is very significant as a title and also an essential element throughout. The raven actually does not appear from the beginning of the poem. He appears near the middle. However, Poe’s utilization of the raven and making him an annoyingly speaking raven, lends the poem a literal power beyond description. In fact, mentioning the name of the raven alone, would create a gloomy and creepy setting to the whole poem.

But did Haris imply social or political issues behind his representation of Brer Fox and Brer Rabbit, Specially that the major character, Uncle Remus is a black man? Being a man of a very shy nature, this might be true as he would feel more safe to hide behind his humorous fictive characters, and making them ‘animalistic’ would further distance him from rumors that he intended such and such and would better hide him behind an apparently innocent representation. Nothing would be definite for critics or readers! But a social reading would most probably consider Brer Fox as a symbol to the greediness of the white man, while Brer Rabbit represents the innocence of the black people, against whom racial discrimination was at peak and on the surface.

Though Harris might have written these tales or fables for mere entertainment, still being a journalist and a member of his society, he could not escape the problems around him. Such racial, social or political interpretations can prove right to Harris’s representation while taking in consideration that such underlying agenda have only occurred through the processes of his subconscious.

الجمعة، 18 سبتمبر 2009

يوم في الأندلسية (2)





كان من المفترض أن يصل المخترع الشاب مهند أبو دية إلى أندلسية عقب صلاة المغرب كي يبدأ محاضرة كان الجميع متلهف بشدة لسماعها . إلا أن التعابير على وجوه المسؤولات لم تكن تنبئ بخير.. بعد بعض الوقت تقدمت احداهن بالاعتذار عن التأخير لاسباب سيشرحها مهند بنفسه حال حضوره، راجية من جميع الحاضرات أن يؤجلن وقت انصرافهن كي لا تفوتهن الفائدة..
لم يخطر ببالي أن لا أنتظر مع ان التأخير كان سيستغرق اكثر من ساعة ونصف. فقد كان من المفترض أن يبدأ الساعة الثامنة وكان أن حضر في الساعة التاسعة والنصف ولكن لا بأس فقد كنت أشعر بأن هناك مايستحق البقاء لأجله، وأنا أعرف مسبقا عن هذا الشخص ما لا يترك لي مجالا للشك أنه لن يؤخره الى سبب قاهر.

مهند أبو دية لمن لا يعرفه هو مخترع شاب يعيش على التحديات ويتقوى بها. حكايته يطول شرحها وموجزها أنه استيقظ ذات فاجعة ليجد نفسه كفيفاً ودون رجله اليمنى بعد حادث أليم لم يعد يذكر منه الا القليل، وكان له اما ان يستسلم لقدره ويعيش مصنفا في قائمة المعاقين أو أن يتحدى واقعه كما اعتاد أن يتحدى كل معوق في طريقه. كان مهند يتحدى طبيبه الذي يصر على انه اصبح معاقا فيقوم على قدم واحده ليسقط على وجهه فيقوم مرة أخرى ويسقط ويصر على أنه سيمشي رغم كل شيء.. لم يستغرقه الامر كثيراً حتى كان يمشي على رجل صناعية ويمارس قدره الاجمل (الاختراع)..
نعود لموضوعنا وهو تأخر مهند عن حضور الاجتماع..

انتظر الجميع وكان أن حضر مهند حوالي الساعة التاسعة والنصف مبادراً بشكر الحضور بحرارة كون انتظارهم أعطاه دفعة أمل و خفف عنه حجم المرارة والاحباط الذي احسها منذ ساعات..

أما عن سبب التأخير،فشكراً للخطوط الجوية السعودية على خدماتها "الممتاااازة" كما قال! فقد أرسلت معه من يرافقه الى الطائرة كونه كفيف ولكن الشخص المخول بهذه المهمة ترك مهند في عربته جانبا وذهب الى مكان ما حيث انشغل بالثرثرة مع بعض الاصدقاء حتى بعد اقلاع الطائرة!


أما مهند فقد خنقته العبرة وهو يسمع النداء الأخير للرحلة ويجول بكرسيه دون هدى عله يصطدم بقدر يوصله إلى حيث ينبغي أن يكون!


عزيزتي الخطوط الجوية السعودية،


ليس الأمر جديداً عليكِ ولست ضمن جملة خيارات واسعة كي ننتقي..

لذا، سأكتفي بهذا القدر وأصمت احتراماً لضيق الحيلة وقهر الرجال!




يوم في الأندلسية (1)




كان يوم الأحد الموافق الرابع والعشرين من رمضان يوما مختلفا بالنسبة لي فقد كنت مدعوة الى حفل افطار للشابات نظمته الندوة العالمية لرعاية الشباب في مقهى أندلسية وبالتعاون مع ركاز. ترددت بدءاً بالذهاب لكني تغلبت على كسلي واصطحبت معي رفقة طيبة ولحسن حظي انني فعلت، فقد كان يوماً ماتعاً ومليئا بالفائدة.

كان الشيخ إبراهيم أيوب صاحب الصوت الشجي متواجدا قبيل المغرب وقام بإلقاء كلمة مؤثرة وجميلة ابتعد فيها عن أسلوب الوعظ المباشر والتخويف فالشيخ معروف بالرقة واللين وبولعه بأسماء الله الحسنى وتفاسيرها

وأجمل ما أورده في مقاله كانت قصة لطفل صغير كان يداوم على الصلاة خلفه في احدى السنوات في شهر رمضان وحدث أن تأثر الشيخ في إحدى الليالي خلال الصلاة فما كان من الطفل أن سأله بعدها عن سبب بكاءه وعندما لم يقنعه الجواب رد الطفل "انتا بتخاف من ربنا ليه؟ دا ربنا مابيخوفش.. اللي بيخوف هوه مقام ربنا!" وتلا الطفل الآية (فأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى..)


توقفت هنا كثيراً، فكثيراً مايسقطنا الخوف الأعمى في ضلالات بعيدة فلا نهتدي الى الله كما ينبغي! فإن كان حب الرسول صلى الله عليه وسلم واجباً فكيف بحب الله تعالى وأي مطلق هذا الذي ينبغي ان نصل إليه في حب الله؟
أولا يكون خوفنا حينها خوف أن نغضب من نحبه اعلى درجات الحب؟ ربما نحتاج فعلا لأن نفهم أسماء الله الحسنى فهما بعيدا عن التخويف والوعيد، فهما يليق برحمة الله، عندها فقط قد نستعشر الخوف من الله بمعناه الايجابي، الخوف الذي لا يتأتى الا عن حب عظيم واجلال وإكبار للرب جل وعلا، الخوف الذي يعني اننا نحب الرب ولذا نخشى غضبه وعقابه..
وكيف يكون الله الرحمن الرحيم الرؤوف الودود ويكون في الوقت ذاته العظيم الجبار المتكبر المهيمن! وكيف يخبرنا تعالى عن نفسه فيقول (الرحمن على العرش استوى) وكأن رحمة الله تعالى هي أعظم صفاته وبها يكون الملك وبها يكون استواءه على العرش! أيضا من أجمل وأرق ماسمعت من أحدهم عن تفسير اسم الله (الجبار) انه غير صفة الجبروت فهو أيضا الذي يجبر قلوب عباده ويجبر كسرهم..





الأربعاء، 9 سبتمبر 2009

سيدة المطر

The Rain - By OjosVerde



أخبرتني سيدة المطر أن لا مطر يكفي لإروائي,

ولا تراب قد يعدل كفتيّ ميزاني!

أنا تلك الجاحدة..

التي كانت تلعق قطرات المطر الناتئة عن مسامات جنونك..

كي تغسل بها أوجه مساءاتها المستنسخة!


الخميس، 3 سبتمبر 2009

هستيريا!





أنا الباقية الوحيدة..
(لم أتعر من ورق التوت تماما..)


وهم الآيبون..


أكلوا من ضحكي حتى شبعوا،


فتعالت صيحاتهم المتوحشة!

الخميس، 27 أغسطس 2009

تماماً كجدتي..

لم تكن تربطني بها أي صلة قرابة، ولم أكن أعرفها طيلة حياتي بل منذ أقل من سنتين! ورغم ذلك أحببتها كثيراً، تماماً كما أحب جدتي..

لكني لم أر امرأةً مثلها تتقد حباً وحضوراً وتشحن من حولها بطاقة إيجابية لا تضاهى وحب تستشعره كهالة تحيط بالجميع حولها..

نعم أحببتها وودت لو أني أستطعت رؤيتها أكثر مما فعلت،
مؤخراً كانت بي رغبة لا تقاوم لتقبيل يدها ، تماماً كما أحب أن أفعل مع جدتي، وأن أمكث زمناً هناك عند ذلك الدفء الذي لا ينبض إلا في كفّ من يحترف الأمومة ومن يستطيع أن يجعل من الجميع حوله صغاراً ومحبين.

في زفاف أحب حفيداتها إليها، كانت هناك مع المستقبلات تحيطها هالة من نور، حقاً لا أبالغ! كان النور ذاته يصاحبها أينما ذهبت وكنت أرقبها بابتسامة وبتلك الرغبة الجامحة بأن أقبل يدها..
كانت سعيدة جداً، لكنها فقط لم تكن بنشاطها المعتاد!

كان أسبوعاً ربما، أكثر قليلا أو ربما أقل، حتى تناهت إلى مسامعنا أخبار دخولها في غيبوبة!
تساءلتُ "كيف؟!".. كانت بصحة جيدة وليست طاعنة في السن،
"كيف؟؟؟!!"، صرختُ بداخلي. "لازلت أود أن أقبل يدها، يا الله أعطها الصحة والعافية يارب"
يا الله، قبل رمضان تماماً! أكيد كانت تود أن تشهد مطلع الشهر وأن تصوم، أكيد أنهم يفتقدونها عند الافطار!
كنتُ أتابع أخبارها وكلي أمل ودعواتي تسبقني لها..

اليوم فقط..

اليوم، صعدت روحها إلى بارئها.. إلى من هو أرحم بها، وإلى من يحبها أكثر مني
كدت أصرخ، "لماذا ياربي، دعوتك كثيراً أن تبقها، لي عندها حاجة بعد لم أقضها.. أنا التي لم ألثم يدها بعد يا الله، ولم أخبرها كم أحبها!"
كدت أصرخ لكني تداركت نفسي واستغفرت ربي ..

إلهي يارحمن، ياربي وربها ورب كل شيء جميل خلقته مثلها،
ارحمها واغفرلها وتجاوز عنها، وكما جعلت لها القبول في الأرض، اجعلها من المقبولين عندك،
اللهم ثبتها عند السؤال، واجعل قبرها جنان وارفة كروحها، وادخلها الجنة بغير حساب، اللهم آنس وحشتها وسخر لها من يدعو لها ممن عرفها أو لم يعرفها، اللهم اكتب لها الاجر على كل قلب محب عرفها، وعلى كل ابتسامة رسمتها وعلى كل خطوة خطتها، اللهم إنك أعلم بها منا وأرحم بها منا فاجعل الموت راحة لها من كل شر..
اللهم اربط على قلوب أهلها وصبرهم وأجرهم في مصيبتهم واجبر كسرهم.. اللهم اجبر كسرهم.. اللهم اجبر كسرهم

اللهم هذا قضاءك ولا اعتراض.. لا اعتراض.. لا اعتراض..
نسألك الرضى والصبر والثبات..

الثلاثاء، 25 أغسطس 2009

ثقوب في جدار الذات





تركن كل مايخصها جانبا لبعض الوقت، وتنفرد زمناً بأشياء غريبة:
بالدبق المصاحب للرطوبة في الهواء مثلا، بالصمت الذي يتخلل الجلبة والصراخ حولها.. بالدماء التي تستشعر حتى انزلاقها البارد في عروقها.. بالقهوة التي احتستها آخر مرةٍ منذ عام.. بالحرباء مقطوعة الذيل التي رأتها في فناء منزلهم بالأمس، وبالألم الذي يطرق معصمها والخوف الذي يتسلل وقحاً الى قلبها الليلة كمن يطلب الحقلَ الإذن بالمضي قُدماً في الإعصار!
كل الصور تتابع..
كلها..
تلك السخيفة، وتلك التي لم تعد تتذكرها أيضاً..

تظن بأن الوقت لم يعد يراها، يمشي بمحاذاتها تماماً ويحرك مروره شعراتها المتطايرة دون أن ينتبه لوجودها أو بأنها واقفة ترقب الساعة المعلقة على جدارٍ كان أبداً هناك!

كل ما تبقى منها هو تعرجات وجهها العابسة وكأنما تقلص شخصها كله في حاجبين مقرونين وتجهم أنهكها حقاً وقلب أضناه الغضب!


تود لو أنها فقط تصرخ ملء رئتيها الذابلتين، " دعوني فقط أتنفس، اتركوا لي أصغر قيمة ممكنة من الهواء وسأكون ممنونة لكم.. سأقبّل دبيب أقدامكم حتى، ولن أقاسمكم ذرة أوكسجينٍ واحدة!. أقسم!"



لكنّ أحداً لم يعد يستطيع سماع شيء منها سوى ضوضاء تصدر عن صدرها وطرق شديدٌ يتواصل هناك وكأنما ماردٌ يصارع جحيماً بالداخل!



تتنبه إلى أن الغثيان قد بدأ التسلل إلى قلبها الان، يراودها القيء عن نفسهِ لكنّها لم تعد تستطيع، إذ لم يعد من الممكن إخراجهم من هناك..

لم يعد ممكناً أبداً!




الثلاثاء، 11 أغسطس 2009

بكائية الأعراس



"أنا أيضاً أحبكِ يا أمي- كثيراً-
لكنني لستُ هوَ!
لا أملك قلبه الأبيض ولا ابتسامته الناصعة..
لا غضبه الطائش ولا نقاءه الجميل.."*



"أحبك أمي.."


كانت تلك الرسالة التي انبثقت فجأة على شاشة هاتفها النقال كفيلة بأن تنكأ جرحها، ذاك الذي كانت جاهدة تسعى لنسيانه طوال تلك الليلة..

هي كانت تمارس الفرح علناً كما يود أن يراه الآخرون..
أما هو فكان يقبع في الحجرة المعتمة ريثما ينتهي عرض الأضواء المصاحب لزفة عروسه..

كل شيء كان رائعاً حتى..
حتى ولادة تلك الرسالة على شاشة هاتفها..

فجأة اصبحت في مركز المشهد تماماً وكل شيء قد توقف حولها خلا صوته وهو يردد "أحبكِ أمي.. أحببببك".. كل شيء ثابت حولها،

كل شيء تجمد فجأة كصورة ثابته،
الصخب والموسيقى، والرقص والراقصات، كل شيء عدا الأرض التي كانت تدور بينما لازالت تحتفظ الخلفية برونقها الذهبي ووهجها اللامبالي..

كل شيء عدا وجهها المبلول دمعاً،

وصورة ذاك الصغير الذي كبر فجأة وطار..







الاثنين، 6 يوليو 2009

بروفروك


برفروك أيها التعيس،
قلم أظافر الغياب هيا، واستنشق الإيثر القاتل من بين كلمات القصيدة
فرائحتها مدوية، ووجعك ساحر!
برفروك أيها المتعوس، سر نحو الضوء برهة واستحضر تفاصيل العتمة على وهج السواعد الداكنة،
وظل الوبر على جدران ينقشع عنها اللون إلا قليلاً.. قليلا..

كنتَ تطفو عملاقا فوق سطح البحر في منظر الغروب ذاك، وكانت رائحة الإيثر تزكم أنوف النوارسِ بينما كنتَ غارقا في الغيبوبةِ..
وكانت عيناك تحدقان نحو الأعلى،
تقرأ أسفار الحياة في صفحات السماء السابعة..
على غير وعي.

بروفروك،
مالذي فعلته بي قبل أن ترحل في قلب القصيدة!
مالذي فعلتَه بك فأصبحتَ "الأرض الخرابَ.. البوار" !

آه أيها المتعوس،
أمازلت تقيس أيامك بملاعق السكر وتغسل ماعلق على معطفك من وحل الأيام القادمة بموجة عابرة؟
أخبرني، كيف تشعر تماما حين تصبح موضوعا تافهاً في قصيدة عظيمة، وكيف تطفئ السواعد العارية في قلبك ألف فتيل لرجل لم تكنه أبدا؟
بروفروك أيها التعيس تعاسةً لا تضاهيها سوى تعاستي أحيانا،
لمَ يشبه الرجال بعضهم أخبرني؟ ولمَ تشبههم أنت أيضاً، تماما كما يشبههم إليوت.. وتماماً كما يشبههم الموتُ أحياناِ!
ولماذا عندما أقرر أخيراً أن أنظر إليك، تشيح بنظرتك الباهتة عني إلى حيث تسكن العتمة.. في حين لم تعد القصائد تطفىء توهجي الجامح ذاك.

بروفروك، ها أنا الآن، أمر عليك كل يوم مرة وأرمي في صندوق رزقك بضع كلمات وأرحل..
أهذا هو المصير الذي كنت تتمنى؟!


لست أدري،

فقط ..
Let us go then,You and I,
When the evening is spread out against the sky
Like a patient etherised upon a table;
T. S. Eliot


الجمعة، 5 يونيو 2009

في خاطري..لغة

في خاطري لغةٌ لم تكتب بعد،
أخبئها لخيباتٍ كبرى
تتحايل على سويعات القلق في حجر السيدة قـضـية..
تلك التي ألفتني عند بابها ذات فتنة..
ذات دهشة..
وذات ت م ز ق
تلك التي لم يصبأ بنصر القسَم لديها حين ودعتُها باتهام
ودموع
وانكسارات ثقيلة..
في خاطري لغة لم تولد بعد،
تتململ في رحم الأوطان الموبوئة صمتاً لا يشي بالمطر
تلكز خصور لغات تحترف الخرسَ
وتجيد الرقص على أشلاء البؤس
وتحيك مواضيع عتيقة..
في خاطري
وج عٌ
لم يسفر بعد
عن نصٍ أو حتى عن..
رُبعِ قصيدة..

الأحد، 3 مايو 2009


Into the death by ~your-rain


يحيق بي الموت ,ويقذفني من كل جانب..
لم أعد أستطيع العيش (تماماً).. أحيانا أشبه الموتى كثيراً، فقط أتحرك أكثر منهم.. فقط أتحدث أكثر منهم..
يحدث أن أصادقُ الموتى أيضاً، فهديل أصبحت صديقتي فقط بعد موتها!
ياللموت الذي يحومُ حولي، أشم رائحته في كل مكانٍ ولا أجزع منه، إنما من تلك الرسائل التي يرسلها إلى جسدي مراراً، كأنما يتلذذ بتعذيبي..

لم لا تأتي على حين غرة هكذ ا لتبتلعني إلى رحم العدم دونما مقدمات، دون أن تكلفني عناء التفكير بك وبوعثاء السفر في طريق محفوفٍ بآلام لاتشبه إلا رسائلك أنت؟ تلك القاتمة المختومة بشمع لا لون له..
أنا فقط أكره أن أشعر بك تجلس بجانبي تشاركني حتى وجباتي، وكتبي التي تفسد عليّ متعة قراءتها بمداخلاتك السمجة.. أنا فقط أكره أني لم أعد أستطيع الابتسام كثيراً مؤخراً دون أن أضع يدي اليمنى على جانبي الأيسر.. ودون أن أعلم أن ليلة من الألم تنتظرني ربما .
أنا فقط كرهت أنني لم أعد أنا..
كرهت رائحة المنثول في الأدوية الموضعية، كرهت وخزاتك المتلاعبة، كرهت أن أستيقظ صباحاً لأجد الدوار في انتظاري، ولأجدك تستيقظ في جوفي..


دعني أرجوك..

دعني أكون "أنا" التي أحب، و"أنا" التي أود، و"أنا" التي تحيا بحب

الاثنين، 23 مارس 2009

صباحات السواد

"يتناولني الوجع كقطعة كعك شديدة الملوحة، لم أعد أقتضم وجعي بنفسي، لم تعد الأرض تتلقفني.. كل شيء لم يزل هنا يستوطن كينونة النفس الموبوءة بالنغز القاتل، بألم أبديٍٍ ينهش من جسد زمن لم يأخذ حقه تماماً في العيش. "
الساعة الرابعة فجراً..

زكامٌ ملعون يتثاءب في وجهها، يعلن عن نفسه ببكائية (جارية)، يرسل كتائب إلى ظهرها -يستند على ليلة قاسية.. لم تعد تستطيع النوم فقزمٌ ما يلتصق بجانبها الأيمن!
فقط تحمد الله أن أيسرها لازال نائما (حتى الان)..

الساعة الواخزة والخمسون بعد الألم..

تقتسم الإفطار مع الوجع على سريرها، يدير كل منهما ظهره للآخر وينتظر وليمة الوجع القادمة على مائدة تتكرر كل قليل إلا كثير!
تتململ على حافة الحلم وتنفضه عنها بابتسامة مقلوبة رأساً، تلقي نظرة على قميص أسودٍ ينتظرها على طرف الأريكة منذ الليل.. هو الوقت ليلاً مذ عرفته عيناها، هو الوقت حزينا كما الليل مذ بدأ الجميع يصرخ بها أن تكبر، مذ بدأت أعينهم تطلق شرراً وتحرق ملامح طفولة لم يزل وجهها يحملها حتى حلم أخير..
.
.
.
في صباحات معتمة إلا من ضوء ينفخ أحمره خلال ستائر غربتها، تلتقط بقايا الضوء المعتم وتكنس الأرض بحثاً عن أحرفها، عن كلمات.. فلا تلتقط سوى شظايا الصمت وزجاج نومٍ محطم على أرضية ليلة فائتة..
تضع يدها حيث الألم..
لم تعد يداها تكفيان، تحتاج لأذرع جديدة، فقط ودّت لو أنها ميدوزا.. تزدري حنقها وتواصل ..
تضع يدها حيث الألم حاضراً بشدة، تنبش بإصبعها كومة الغبار بحثا عن لغة ما.. تستحضر كلمات بصعوبة، "ساعدني يا الله، لم يعد هناك مالم أقله إلهي، لم يعد..!"
تزيح غبار وجعها جانباً، تتكوم على نفسها وتستسقي سعادة لم تعد تذكر طعمها .
فجأة تمتد يدها اليمنى لتخترق صدرها وتستخرج شيئا ما يقطر دماً، تصخ السمع إلى تكتكة واهية، تهزه بعنف، بعنف، بعنف..
يتوقف قليلا ثم يواصل أزيزاً كحشرجة ساعة إلكترونية!

على كفٍ واحدة تحمله -كما كل يوم- تفتح صنبور المياه، تلقيه تحت الماء الجاري قليلا.. ثم تتوقف أمام المرآة، تشق صدرها وتمركز الشيء اليقطر ماء هناك، فقط تحرص أن تضعه مقلوباً هذه المرة..

ترتدي قميصها الأسود، ترسم ابتسامة سوداء وتمضي..

في دربها آثار قطة، وعلى جانب ظهرها الأيمن ثقب ينز دماً!

الجمعة، 20 مارس 2009

يا رسول الله



اللهم صلي وسلم على نبينا محمد =(

الاثنين، 16 مارس 2009

تشبه الغاردينيا


أتعلم؟ كم تشبهني ذات طفولة! أتبسم لحرفك كما كنتُ أتبتل أمام الحرف يوما، أنقشه نقشاً وأنحت في سنين أيامي العجاف القادمة سبعاً سرعان ما استنفدتها في شهقة واحدة!
أولو كنت أعلم أن الحياة مريرة هكذا، سارقة، موجعه وتحب أن تجعل منا (ك ب ا ر اً) وغاضبين، أو لو كنت أعلم كل ذلك، أما كنت قد خنقت شهقتي تلك، وتنفست من ثقب إبرةٍ ربما، كي ما تضيع الأنفاس سدى، كيما يتسلل ذلك الغاز إلى اوردتي، خلاياي، قلبي ، عقلي ، و وجعي، فيكبر فيني كل شيء!

كل شيء..

إلا الحب .. (الحب) سيدي...يولد كبييييييييييراً، كبيرا جداً.. ثم يصغر بداخلنا حتى يعود إلى رحم العدم

أيجوز هذا؟

"لا".. "لا".. "لا يجوز أبداً"!
ماذا إذن؟

لست أدري، المهم أنه يولد بحرفين وينتهي بالكثير من الدموع كما كل شيء آخر. وأنت سيدي، كم تشبهني ذات طفولة، حينما كنت أكتب بقلم أسود مائل الريشة، أختال بخطٍ قد بدأ يشبه نقش الكبار وأرسم بجانب كل سطر وردة أو أضع بضع نقاط.. تماما كهذه..

هكذا تماما نكون صغاراً محبين نحتفي بكل شيء جديد، بكل شيء يكبر، بكل ما تأتينا به الحياة غير مدركين بأننا نكبر أيضا و نقتل في داخلنا الحلم ونجفف الحب اليقطر جمالاً تحت شموس اللاإنسانية..

فعندما كنا صغاراً كنا نحلم، وكنا ننتظر الأحلام كي تتحقق.. ولما كبرنا بدأنا نظن بأننا أحلامنا تتجسد أمامنا

نراها على مرمى ذراع منا لكنا إن مددناها لا نصل! لا نصل

لانصل تماماً

لأن الحلم لا يعود حلما إذاما تحقق

هكذا إذا تموت الأحلام ويولد الحزن ونكفر بالحب بعدما آمنا به عمراً بأكمله

ولست أذكر، إلا أنني أظن بأني أسميت نفسي (جاردينيا) في منتصف حلمي
(جاردينيا).. تماما حين كان ألمي يتمخض عن بضع قصائد وقصة قصيرة.. وزهرة بيضاء لا أحب رائحتها تماما ولا شكلها كثيراً ولا تشبهني حتما

إنما أحببتها لأنها تشبه انبعاث الأحلام من أديم الأرض.. تولد فتموت فتولد وهكذا هي، لا تنتظر سوى انبعاثها ولا تؤمن لا بالحلم ولا بالحب

أحب اسمها أيضاً، فحين ترهقني أنوثتها، فقط اختصر اسمها فيظنني أحدهُم (أحدَهم)..

هي فقط هكذا، بيضاء محايدة فلا هي بيضاء تماما ولا هي صفراء.. ليست جميلة تماما وليست قبيحة حتما
هي فقط هناك، يحيطها الحلم والربيع والصيف والشتاء دون أن تؤمن بشيء منه بالضرورة

تشبهني سيدي ذات طفولة، وذات حروف بريئة صادقة
وذات جمال لم أعد أجده كثيراً

أما كلماتك فتشبه الحلم وتثير فيّ شهية الكلام

الأحد، 15 مارس 2009


الخميس، 26 فبراير 2009

الرسم بالرمل

الرسم بالرمل مألوف بالنسبة لي لكن لم يسبق لي مشاهدة أنيميشن عن طريق الرسم بالرمل. بالفعل فن راقي ورائع جداً.. ويحتاج لمهارة عالية وموهبة بالطبع :)

الأربعاء، 25 فبراير 2009

المرأة الحجازية..

هذا مقال مثير للاهتمام أحببت أن أضيفه في مدونتي لثراءه ولكونه يطرح اشكاليات كثيرة حول الطبيعة الاجتماعية للحجاز ومدى صحة ماينسب إلى الحجاز من انفتاح منذ القدم. زينب حفني هي فقط إحدى الأصوات التي تنادي بتحرير المرأة من عباءة الوهابية بناء على روايات موثقة أو غير موثقة للحالة الإجتماعية للحجاز في فترة حكم الأشراف وقبل الدولة السعودية. وربما كانت أبرز وأقوى هذه الحملات المنادية بتحرير الحجاز إجتماعيا وثقافياً من الهيمنة (الدخيلة) هي محاولة مي يماني في كتابها "مهد الإسلام" Cradle of Islam
التي من خلالها أبرزت "الخصوصية الحجازية" وماتعرضت له من (قمع) إبان الحكم السعودي وسيادة الفكر السلفي..
إليكم المقال..
المرأة الحجازية وتحديات اليوم

16-2-2009
بقلم
أحمد عبد العزيز القايدي
"...إن المرأة الحجازية تعيش أمام تحدي كبير يتجاوز مسألة تغييرها وحدها بل يسعى إلى أن يجعلها تقود التغيير في شتى مناطق المملكة لذا فالواجب عليها أكبر من غيرها فهي حقل التجربة لأولئك الأشخاص..."
ألقت المدام زينب أحمد حفني في قاعة نادي الخريجين بالبحرين السبت 14 فبراير 2009م محاضرة بعنوان (المرأة الحجازية ما بين الأمس واليوم)وهذه مناقشة لبعض الأفكار الواردة في المحاضرة يكتبها شخص عمر عائلته في الحجاز أكثر من ألف عام بعيداً عن محاضرتها المليئة بالعنصرية والتقسيم الاستعلائي للمجتمع الحجازي نفسه فضلاً عن غيره ، وبعد كل ما في المحاضرة من عصبية عنصرية عادت في أخره وسطحت عقل الحضور وقالت إنها لا تدعوا لتفكك أو عنصرية ، قد أتفهم اهتمامها بالتراث الحجازي ولكن أن تعرض هذا التراث في مقابل تنافسية وتحزب مناطقي وديني هذا ما لا يمكن فهمه أو قبوله.
راهنت المدام زينب على المرأة الحجازية في التغيير لأنها نشئت في بيئة منفتحة على الشعوب والثقافات الإسلامية القادمة للحج و أنا لا أدري هل هذه الشعوب كانت تأتي نسائها إليه حاسرة عن شعر رأسها ، مختلطة بالرجال ، تقود السفن المتجهة لميناء جدة ، وتقود حنطور الحمالين ، تلقي الشعر والنثر في محاضر الرجال ، تعمل سكرتيره لدى تجار الحجاج ، تعمل دلالة في سوق السمك ، تشارك في سباق الهجن والخيول ، تعرض فنها التشكيلي وتصاميم الأزياء على المارة في شوارع جدة ، تزور الشريف في قصره وتحصل على صوره معه وتحثه على تنوير المرأة الحجازية و إفساح المجال أمامها ، هل كانت هذه هي صورة المرأة التي تأتي من بلاد المسلمين للحج ؟؟ ومن ثم تأثرت المرأة الحجازية بهم ؟؟ إلا إن كانت تقصد المدام الشعوب التي كانت تأتي للعمل في السفارات الأجنبية فهذا ممكن ولكن لم يكن المجتمع الحجازي منفتح عليها بل جاء في التاريخ أنه تم الاعتداء على بعض تلك الوفود من قبل سادات الحجاز .... كما في واقعة إحدى السفن التجارية بجدة التي رفضت رفع العلم العثماني ورفعت العلم البريطاني التي راح ضحيتها السفيران البريطاني والهولندي وزوجة الهولندي وقصفت جدة على إثرها أياماً من قبل البوارج البريطانية وبغض النظر عن شريعة هكذا عمل فإنه وقع من قبل شخصيات حجازية ومن الواضح أنها لم تكن منفتحة على نماذج غربية سعت في تغيير علم فكيف بنماذج حالية تضغط بقوة لتغيير ثقافة وهوية الحجاز هل يعقل أن يكون الحجازيين منفتحين على ذلك ؟؟.
كثيراً ما تسدل المدام و غيرها من المدامات والآنسات الحجازيات على انفتاح الحجاز وتنوره بمدينتين حجازيتين فقط لا ثالثة لهما مدينتي جدة ومكة فلا تجد في خطابهم مثلاً حديثاً عن ينبع الميناء الأقدم من ميناء جدة أو حتى عن المدينة النبوية أخر محطة للحجاج وغالباً ما يكون مقامهم فيها طويلاً بمعنى أنها مكان تكون فيه الخلطة أكثر من غيره و لا يتحدثون عن رابغ أو أملج أو القنفذة وغيرها من المدن الساحلية أو الداخلية التي كانت تستقبل الحجاج أو يعبر ويقيم الحجاج فيها أثناء تنقلهم بين الحرمين ، فلعلهم يرون أن هذه المدن لا تنتمي جغرافيا للحجاز.
وترى المدام أن الثقافة الوهابية هي أكبر تحدي يواجه المرأة الحجازية وفي الحقيقة المشكلة ليست مع التشريع الوهابي - على فرض وجود هذا الوهم الكبير – و إنما مشكلة المدامات و الآنسات مع الخطاب الإسلامي عموماً سواء كان قادم من نجد أو من لاس فيغاس فالفصل بين الجنسين وغطاء الوجه واليدين وغيرهما من الحقائق الشرعية التي ترفضها المدام ليست خاصة بالنجديين ففي قلب أمريكية القاهرة هناك منقبات وفي حمراء بيروت وحدائق تونس و ميامي الإسكندرية كذلك بل في أوربا وأمريكا أيضا.
عرضت على جدتي ذات70 عاما الناشئة في جدة صورة إحدى المثقفات الحجازيات وهي مدام كثيراً ما تفخر بأن حجابها التي ترتديه هو حجاب المرأة الجداوية في السابق سألت جدتي هل كنت تشاهدين نساء في جدة يرتدين هذا الزي ؟؟ أنكرت ذلك واستعاذت بالله ، الدكتور الفاضل سعود مختار الهاشمي ذكر في إحدى المناسبات أن والدته أخبرته أن المرأة الحجازية كانت ترتدي أكثر من غطاء على وجهها هذه الثقافة والهوية هي هوية المرأة الحجازية الحقيقية.
إن الشخصيات التي تدَّعي أن ثقافة الانفتاح والتنوير التي تحملها هي ثقافة الحجاز هي تغالط نفسها فهي ليست إلا شخصيات ثرية استطاعت أن تنشئ علاقات تجارية أو سياسية خارج حدود الحجاز فتأثرت بتلك العلاقات تأثراً بالغاً انعكس على سلوكها وهويتها ثم جاء أبناؤها من بعدها وتجاوزوها في تلك العلاقات فنشئوا وتعلموا هناك حتى أصبحوا جزءاً من ثقافة خارجية لا تنتمي للحجاز ولا للعرب ولا للإسلام ، هذه الطبقة من النادر أن تجد من بينها أسرة لم تعرف الخارج ودخلها متوسط أو أسرة نشئت في أحد أحياء جدة ومكة الشعبية ، والكليات الأهلية بجدة مرتفعة الاشتراك والتي يلتحق بها أبناء هذه الطبقة الغنية هي سفير البلد في الخارج و المبتعثين الغربيين السياسيين و الأكاديميين كثيراً ما يزورونها ويأخذون فكرة عن المجتمع السعودي من خلالها ، وطلابها أمل المستقبل والحاضر لمشاريع التغريب التي تقوم في المملكة ، ثم هناك الطلاب المبتعثين إلى الخارج الذين قبل أن ينهوا دراستهم هناك أصبحوا يمطروا البلد عبر وسائل إعلامية سعودية بأفكار وقيم غربية لم يعرفها الحجاز لا بالأمس ولااليوم .
وهناك مدامات وآنسات من نجد والجنوب والشمال لم يعرفن الانفتاح والاختلاط بالشعوب الذي تراه المدام سبباً للتغيير تجاوزن الحجازيات في ثقافة الاندماج والانفتاح والتغيير كل ذلك بسبب المال وبلاد بره.
إن المرأة الحجازية تعيش أمام تحدي كبير يتجاوز مسألة تغييرها وحدها بل يسعى إلى أن يجعلها تقود التغيير في شتى مناطق المملكة لذا فالواجب عليها أكبر من غيرها فهي حقل التجربة لأولئك الأشخاص أيما مشروع نجح عليها مرر من خلالها إلى شتى مناطق المملكة و أيما مشروع فشل يتم ترحيله إلى زمن يعود فيه المبتعثين أو يتقبله أشخاص أخرين أكثر تأثراً بالمشروع الغربي.
عجيب أمر مدامنا المثقفة حكايات وروايات النساء على الروشان والغناء باللهجة الحجازية والكتابة عن الآثار والشواهد وكشف الوجه هي قيم ثقافية حجازية لابد من حمايتها حتى يقدمها الحجازيين للعالم إنه اختزال فظيع و إهانة لمجتمع استطاع أن يحمل رسالة السماء إلى كل الدنيا ومات الأجداد ودفنوا خارج بلدانهم وضحوا بكل شيء من أجل نشر الوحيين الكتاب والسنة في الشام والعراق ومصر ثم نهمش دورهم هذا كله ، ونركض خلف بعض التفاهات التي لا ترقى حتى لمزاحمة الشعوب المجاورة فضلاً عن كل العالم إن الحجاز بحق بحاجة لحماية تراثه من العبث والتطاول عليه وتحريفه وخطفه باتجاه رؤى عاش الحجاز ونشء على رفضها ومحاربتها.
تمنيت الحجاز أعيش فيه**** فأعطى الله قلبي ما تنمى
سقى الله الحجاز وساكنيه**** وأمطر كل ساقية ومغنى
أخي إن زرت بيت الله تبغي**** رضا أو تشتكي هما وحزنا
ففي تلك الرحاب عظيم أنس**** لناء إن دعاه الشوق حنا
بلادي كل أرض ضج فيها**** نداء الحق صداحا مغنى
ودوى ثم بالسبع المثاني**** شباب كان للإسلام حصنا
لطيبة يأرز الإيمان حبا**** ويشتاق لها القلب المعنى
بلاد زانها رب البرايا**** وباركها وفضلها وأغنى
المصدر: شبكة القلم الفكرية

الاثنين، 23 فبراير 2009

موسم الهجرة إلى الشمال



قرأتها مرة واحدة وتنقلت بجنون مابين الرواية الأصلية باللغة العربية والترجمة الإنجليزية لها والتي أظن بأن المترجم (دينس جونسون ديفيز) قد نجح إلى حد كبير في الحفاظ على هوية الكاتب الأصلية واللغة الأدبية للنص بها..

عشت أحداث الرواية إلى حد كبير وكانت حقاً تجربة مختلفة تماما عن أي نص آخر قرأته حتى الان.. هي مجنونة وعجيبة ومضحكة أحيانا ولست أذكر إذا كنت قد بكيت كما أفعل عادة إذا تمكن مني نصٌ ^_^ ولكن أستطيع القول بأنني لم أتعاطف تماما مع شخصية (مصطفى سعيد) ذلك الشهواني المجنون الذي ربما لفرط جنونه لكأنما هو محض اسطورة، أي شيء إلا ان يكون حقيقة أولم يتساءل ما إذا كان مصطفى سعيد حقيقة أو مجرد وهم أو سراب؟ رواية مختلقة؟ أو أكذوبه أوثلّو آخر؟

غريب هذا التوحد بين الراوي والبطل، تتداخل القصتان معاً وتتشابه وتصل بك إلى حد الذعر؟ هل سينتهي الأمر بالراوي لأن يصبح مصطفى سعيد آخر او ينال نفس النهاية؟
أو هل مصطفى سعيد هو النسخة المشوهة من شخصية الراوي المتوازنة إلى حد كبير..

مصطفى سعيد ذلك الشهواني المجنون الخارق الذكاء الفائق الدهاء، تغلبه امرأة؟!! يسقط في نفس اللعبة التي يجيدها؟ وينسج حبائلها؟ ويسقط مغشياً عليه أخيراً .. أولا يشبه مصطفى سعيد زوربا إلى حد كبير؟ ذلك المهووس بالحياة والنساء.. لكن زوربا كان يحفل بأدق التفاصيل في الحياة بينما مصطفى سعيد لم يكن يسعده شيء سوى انتصاراته وفتوحاته الخاص.. أهو ماصنعه الاستعمار بالعقول العربية؟ أهذه طريقة الطيب صالح في إسقاط ورقة التوت الوحيدة المتبقية على جسد الاستعمار السافر؟ نتاج مشوه تماما برغم الذكاء الذي يحمله ذلك الرأس الافريقي الحائر بين ملامح عربية وشعر يموج بطفولة شريرة؟
الافريقي .. الافريقي؟ هل يأتي الجنون المتطرف من الارض البدائية المجبولة على حب الطين والماء
أولا أرى أمامي خالد بن طوبال؟ بطل أحلام مستغانمي في ثلاثيتها، ذلك الرسام العجيب الذي يرسم بذراع واحده ويعشق النساء أيضا بذراع واحدة ويمارس الحب بذراع واحدة؟ يعيش باسماء وهمية ويموت باسم وهمي ويعشق امرأة اماتته فرط ما أحيته وفرط ما أحبها واشتهاها؟


الى أي مدى نجح الطيب صالح في نقل صورة الريف السوداني البسيط؟ وماقصة الشرب والعربدة و بنت مجذوب وتعليقاتها الجريئة وكل هذا الهوس بالجنس تصريحا لا مواربة،
أكان الطيب صالح هو الاخر سعيد مصطفى، حول في المهجر كل حنينه إلى وطنه الى كلمات مبدعة حقاً ولكن الى أي مدى ينبغي لنا الاعتماد على الرواية في نقل الحقيقة
ربما كان هناك من يجادل بأن الطيب في اخر الامر قدم لنا رواية رائعة إلا انها روايه انجليزية مسودنة أو سودانية انجليكية؟ أولا تعكس مكتبة مصطفى سعيد في غرفته السرية مكتبة الطيب صالح ربما؟

عندما فرغت من قراءة الرواية وكنت أقلب الأمور في رأسي تنبهت فجأة إلى أن المتحدث في الرواية أو الراوي هو مجهول الاسم! هل كان حقاً مجهول الاسم في الرواية؟ أم شخصية مصطفى سعيد طغت على شخصية الراوي حتى أصبحا واحداً لا يتجزأ؟ أو حتى أصبح الراوي هو مجرد صدى لصوت مصطفى سعيد؟
هنا فقط أحسست بأن الراوي هو ليس إلا الطيب صالح ذاته!

على العموم، وإن كانت "موسم الهجرة إلى الشمال" قد فتحت باب التابوو في أدب الرواية العربية، فإنني لازلت أرى بأن رواية الطيب صالح بكل تفاصيلها هي جزء لا يتجزأ وهي حتماً قد خدمت النص وأضفت عليه ضرباً من الفكاهة.. لكن لا أرى ذلك مخولاً لأجيال من الرواية العربية التي تبني حبكتها على الجنس أو التابوو كوسيلة لحصد الشهرة الأدبية في مجتمع لازالت تسود به القيم العربية والإسلامية المحافظة..

وهذه الروايات العربية المشهورة التي تتناول الجنس بجرأة لا نظير لها تحصد إما النجاح أو الشهرة أو كلاهما معاً، ولا أنكر هنا كون بعض هذه الرويات جديرة بالقراءة إلا أن بعضها قد يكون اقل مايقال عنها هو انها ركيكة بناء وحبكة ولغةً وإذ أنها إن لم تحصد النجاح التام فإنها على الأقل تمنح كاتبها شهرة لا نظير لها في مجتمعه وعالمياً أيضاً كون الغرب لازال يجد متعة في الإشارة والإشادة بمثل هذه الأعمال التي تتحدى مجتمعات يسود بها التطرف الإسلامي المعادي لهم كما يرون.
أظن بأن الكاتب العربي وصل إلى درجة من الوعي بهذه الحقيقة تجعله يجازف باسمه في سبيل الشهرة،
فمثلا لاأستطيع أن أتذكرأي عمل أدبي ناجح او مشهور في الثلاثين عاما الماضية ليس بهذه الصورة .. فهل النجاح العالمي مرهون بالجرأة في تناول الجنس والفسوق و إبراز صورة البطل الشهواني القوي المتحدي المراهن المقامر العربيد وما إلى ذلك من الصفات التي تصنف هذا البطل في مصاف الملحدين ؟ وكيف أصبحت هذه الشخصية (استريوتايب) جديد في الرواية العربية، ومثال ذلك رواية الطيب صالح، ثلاثية أحلام مستغانمي، ووليمة حيدر حيدر ، والعديد من روايات عبده خال وغيرهم وغيرهم؟

الجمعة، 20 فبراير 2009

الطيب صالح



عندما قرأت رائعة الطيب صالح، "موسم الهجرة إلى الشمال" منذ سنوات،أسرتني هذه الرواية بأجواءها وشخوصها، وتحديدا شخصية مصطفى سعيد المثيرة للجدل. إلا أن أجمل وأعمق مافي الرواية هي تناولها لمسألة الصراع العرقي وسيكولوجية المُستَعمر والعلاقة مابين الشمال والجنوب بصورة عميقة وذكية،
وسيبقى الطيب صالح حاضراً دائما في سيرته الطيبه وتحفته الأدبية التي رفعت من شأن الأدب العربي الحديث ولازالت تدرس في جامعات العالم وتتعدى في طرحها حقبة الاستعمار ومابعد الاستعمار الى المشاكل التي لازالت تواجهنا في الوقت الراهن.
رحم الله ذلك الطيب وجعل فيما ترك خيراً له.
ولي وقفات أخرى عند "موسم الهجرة الى الشمال" في تدوينات لاحقة ان شاء المولى.

الاثنين، 2 فبراير 2009

الدم العربي المتغرب



هذا مقال جميل جاءني عن طريق الايميل فأحببته أن أدرجه هنا، مع عدم اتفاقي مع الكاتب فيما وضعته بين القوسين في اول المقال..




إن من أصعب ما يمر على الحر- خاصة وإن كان عربيا-ً أن يعجز قلمه عن مديح بني قومه فيلجأ مرغماً ليمدح قوماً (من المفترض أنه أرفع منهم ديناً ونسباً )
وهذا المدح ليس طمعاً في نوالهم ولكن لأن بني قومه لا يوجد فيهم من يستحق معشار المدح بل لا يستحقونه البتة
قد يستغرب البعض من الهوان الذي وصل إليه قادة العرب والصمت الرهيب الذي جعلهم مهزوزي الهيبة أمام شعوبهم التي طالما ضحكت عليها المناهج الدراسية

والتاريخ المزور في تطريز سجل الإنجازات الحافلة لحكام المنطقة الذين فعلوا وفعلوا وفعلوا ثم يفاجأ الشعب أن هذه الديباجة حبر على ورق

إلا أن الأغرب أن تنبعث الحمية العربية وتتوقد الغيرة الشرقية ولكن ليس في قلوب حماة الحمى العرب! بل في قلوب غربيين من أمريكان أو أوروبيين! من قلوب أناس لم يدّعوا حكم الشريعة ولم يطالبوا بالأخلاق الإسلامية والعربية ولم يدرسوا المناهج "الهزيلة" التي ندرسها ولم يرطنوا باللغة الفصحى ولم يذوقوا العزة والأنفة التي ورثناها من أباءنا الأُوَل..
إن بطولة شافيز حسب ما يمليه ضميره على الأقل قد سجلها التاريخ متزامنة مع الوقت الذي سجل به ذلة العروبة والمنتسبين إلى الإسلام عندما استظلوا بظل أمريكا وإخواننا في غزة تظلهم القاذفات..
وفي الوقت الذي يخرج أردوغان من الاجتماع وإثر مشادة مع بيريز نرى أمين جامعة الدول العربية ممثلاً العرب يجلس بحبور مستمرءاً المنظر وربما راق له
.. وباسم العرب لم يتحرك أحد بعد ذلك ليعود أردوغان إلى تركيا يستقبله الشعب استقبال الأبطال بالأهازيج والحفاوة

ولعلنا نتساءل

لم يضع شافيز نفسه هو وأوردغان بمثل هذه المواقف الصعبة؟
وقبل الإجابة علينا أن لا ننسى أن النتيجة الأولى

هي حب الشعب وازدياد الولاء لهم فهما بعرف ذلك الشعب أبطال بل نحن كعرب أصبحنا نعجب غاية الإعجاب بما فعلوا

فمعذرة أبناء العروبة وأبنائي بشكل خاص إن طلبتم مني سرد تاريخنا المجيد فوجدتموه مفعماً بأسماء أجنبية فالغرب هو مستعمرنا والغرب هو ناصرنا
في الصناعة لا حضور لنا، في التجارة لا حضور، في التقني، في الطب، في السياسة، حتى في الكرة
ثم ينصرنا الغرب كذلك وكأن جهات الأرض كلها للغرب فإن لاح لنا بارق من أبنائنا إما نقتله، أو نعتقله
ولا تدخل الجنة إلا نفس مؤمنة
كتبه مروانيز زحيفان < محاولة لانتهاج نهج شافيز وأردوغان

الجمعة، 30 يناير 2009

ثرثرةٌ على شرف الغيم


تحاملت الغيمة على نفسها ذات ولادة وتمخضت السماءهي الاخرى عن استسقاء يشبه الولادة بعض الشيء ..
لم يكن بوسع الغيم سوى الهطول أخيراً في انسكاب لايشبه شيئاً أبداً.. هو منظر الخراب الجميل ووهج الألم الذي يعجب أكثر مما يدمي القلوب.
هطل المطر أخيراً فأينعت الأرض وكشفت عن رمادها وقالت هيتَ لك!

في ذات الوقت، كنت أرقب السماء من الجهة الأخرى للكرة، الجهة المظلمة، وأرى ألعاب أعياد الميلاد النارية من خلال شاشة بلازمية حيناً، وحيناً من نافذة خلفية للمنزل.. نعم، كنت أشاهدها، كالأدمع هي الأخرى، تهطل فتمحو الذاكرة من على وجه المكان.. تماماً كما كنت صبيحة ذلك اليوم أشاهد من ذات النافذة كماشةً تشبه مخلب وحش مفترس أو هي مثل يد الشيطان تماما، لست أدري، المهم أني شاهدتها تمتد من السماء لتلامس الأرض كما تلمس ساحرةً المكون الرئيسي لتعويذة أخيرة. في لمساتها الجهنمية تلك شهوة الدم وإيقاع مجنون.

كل ذلك بينما كنت أهذي و (أهلوس) على وقع الطرب ودخان الحشيش المتصاعد في انسجام مع حركة ضيوف الشرف وتمايلهم مع الألحان الجنائزية تلك، أولئك من كانوا ينظرون معي من نوافذ قصورهم الفخمة وسياراتهم الفارهة، أولئك من كانوا يطلون علينا من نوافذ أخرى ويقولون لنا "غداً تمطر، غداً يظهر قوسَ(فشل)"!
وفشلت أنا الأخرى في أن أهطل واستسقيت سدىً أدمع من زجاج وورق، لم يعد يهم، المهم أني بقيت حاضرة كجزء من تلك الشاشة البلازمية، كمنظر غير متحول من تلك النافذة، مع تغيير وضعية الجلوس أحياناً.
أخبرتها أن تكف النظر إلي وأنا في تلك الوضعية الحرجة من الحزن، لكنها أصرت أن تشهد انبثاقي في كأس الوجع وانكماشي وانبعاجي وانكفائي على وجه العجز مع مستهل كل نشرة جوية! أبحث عن كلمات أقص بها ألمي وأهش على وجعي كي تذروه رياح الجهات الأربع كلها حاملة معها غسيل الجيران المنشور على حدود الأرض ورائحة طبيخهم (البائت)!

أمد كلّي لغيمة لا وجهة لها، مشبوهة هذه المرة، لأنها تمر مرور الكرام وتفعل أفعال اللئام وأبحث عن كلمات، كلمات فقط ..
كلمات..

الاثنين، 5 يناير 2009




خسئ المنافقون وعباد المناصب والعملاء والخائنون
خسئ عبد السلطة ومن باع ضميره ومنطقه وقلبه للشيطان

خسئ المتاخذلون وليرحم الله هذا الشعب المعذب المحاصر ويكفيهم الله ويعزهم


الهذا الحد رخص الدم الفلسطيني في عرف هؤلاء؟

سبحان الله॥ أمرنا ديننا أن ننصر من استنصرنا مظلوما وان كان من غير ديننا॥ أفنعجز اليوم عن نصرة من هم من ديننا وبني جلدتنا بل ويصل بنا الأمر أن نغلق عليهم سبل النجاة كي نحبسهم في قمقم النار؟


الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا

عجبي من أناس شغلتهم (هفوات) الوطن عن (مجازر) اليهود و (دماء) اخوتهم في فلسطين

ليس ثمة مؤشر بأن جرح ينزف هناك

وآخر ينزف هنا


وا عجبى وكفى!

الأحد، 4 يناير 2009

الى متى؟


أما من شيء مفرحٍ هنا أقتات به وأسد به رمق حزني؟ أما من أنباء تحمل لنا بعض التفاؤل في هذا الصباح المر؟ غير أن أخبار الصباح تحمل لنا بعض البشرى على استحياء، فإسرائيل تكثف حملاتها الجوية لتغطي فشلها في الهجوم البري.. ما المفرح في ذالك؟ المفرح أن هناك مقاومة باسلة لم تفلح إسرائيل في زعزعة كيانها رغم القصف الذي استمر على مدى أيام. عدا ذلك فالحزن مقيم.. والقصف يقتل ويسفك ومابيدنا شيء..