الاثنين، 27 ديسمبر 2010

Mending Wall

وأخيراً الترجمة المعدلة لرائعة فروست "Mending Wall". وكنت قد أحدثت بعض التعديلات على الترجمة الأولى الحافلة بالكثير من الأخطاء. ولأني لازلت أطمح في الأفضل، لصالح القصيدة أولا وأخيراً، طرحت القصيدة في الجسد وكان لي الشرف ببعض الاقتراحات التي تصب في صالح الترجمة. كل الشكر لـ علي المجنوني وجَين آير على ملاحظاتهم ..

هنا سأضع الترجمة الحالية والتغييرات التي قد تطرأ عليها في الأيام القادمة ستكون بهيئة تعديل على الترجمة المعروضه هنا. وأتمنى أن أوفق في وضع ترجمة لائقة ومرضية هذه المرة.


ترميم الجدار

شيءٌ هنالك لا يحب الـجدار
يبعث الهزةَ المتجمدة من تحته،
لـيسكب الصخور التي تكدست أعلاهُ 
تحت الشمس،
ويصنع فيه فجوات
يمرُّ من خلالها حتى اثنانِ يمشيان جنباً إلى جنب.

أما فِعلُ الصيادينَ، فتلك قصة أخرى:
جئت من بعدهم ورممت وراءهم،
هنالك حيث لم يتركوا حجراً على حجر،
لكن بوسعهم أن يخرجوا الأرنب من جحره
ليرضوا الكلاب النابحة.
تلك الفجوات أقصد،
التي لم يرهم أو يسمعهم أحد وهم يصنعون،
لكننا في وقت الترميم ربيعاً نَجِدُها هناك،
فأطلع جاري على ما وراء التل،
وفي يوم آخر نلتقي لنمشي على خط الجدار،
ونقيمه بيننا مرة أخرى.
نبقي الجدار بيننا فيما نمضي،
ولكلٍ منا الصخرات الساقطة في ناحيته.
كالأرغفةِ بعضها، وبعضها الآخر كالكرة تقريبا
كان يتلزم علينا أن نتمتم  بتعويذةٍ لنبقيها متزنة :
"ابقي مكانك حتى ندير ظهورنا!"

اخشوشنت أصابعنا فرط تناولها.
اوه! هي مجرد لعبة أخرى نلعبها خارج المنزل.
واحد في كل جانب وقليلٌ من شيء آخر،
هناك حيث يكون، لا نحتاج الجدار.
هو لديه أشجار الصنوبر، أما أنا فبستان التفاح.
لن تقطع أشجار التفاح خاصتي الطريق إلى أرضه أبداً
لتأكل الأكواز الساقطة تحت صنوبراته!
أخبره بذلك،
لكنه فقط يقول:  
"الأسوار الجيدة تصنع جيرانا جيدين"!

الربيع يثير الشقاوة بداخلي -
وأتساءل إن كان بإمكاني زرع فكرة ما داخل رأسه:
"لماذا تصنع جيراناً جيدين؟
أليست فقط حيث ترعى البقر؟ لكن لا يوجد أي بقرٍ هنا!"
وقبل أن أبني حائطاً كان يتعين عليّ أن أسأل،
مالذي أحوّطه بالداخل أو أحيطه خارجاً،
ولمن كنت سأتسبب بالأذى ؟


شيء هنالك لا يحب الجدار
شيءٌ يوَدُ تحطيمه.
بإمكاني إخباره أنهم "الجان"،
لكن ذلك الشيء ليس بالجنّ تماماً،
وكنت أفضّل لو أنه عرَفَهُ بنفسه.


أراه هناك قادماً، وفي كلتي يديه يحمل حجرا ً
يمسكه بشدةٍ من أعلاه
كمسلح متوحش من العصر الحجري

 تلوح حركته في عتمةٍ
كما يبدو لي ليست بفعلِ الغابة وحدها وظلال الأشجار.
فـجاري لن يذهب بعيدا عن مقولة أبيه،
وهو كما لو فكر فيها ملياً،
يقولها مرة أخرى:
"الأسوار الجيدة تصنع جيراناً جيدين"


-روبرت فروست-




الخميس، 23 ديسمبر 2010

نملةٌ عاشقة

- كم كم كنت غبيةً وحمقاء ومكابرة حين قررت أن أطعن الغياب، فقتلتني الذاكرة.

ولأنني كنت كل ذلك، هاهي ذي الأصوات، الروائح، الثياب، الجدران، والمسافات، كلها، تقتلني في يوم كهذا..

هاهي الوسائد تصرخ بي، تقرص وجهي، يحرقها دم يتدفق من عيني. هانحن جميعا نعلن حداداً مجنونا على هذا الفراش اللعين، نحترق فيه، يحترق بنا، ننتفض، ننسكب كبركان، نتسرب من فتحة الباب، ننسكب على الناصية، نعبر الطرقات، نسقط الجسر، نحرق المدينة..

المدينة.. المدينة!

لم تعد هنا! لم يعد سوى ظلماتٍ وعينيكَ وفحيحٌ سرمديٌ، وأناااااا

وذاك الألم الذي يتلوى في بطني، أعلمُ أنه أنت وأنا وأشياء أخرى كثيرة.. أعلم يقيناً أن الطبيب لن يفعل شيئاً ، لأنه لا يستطيع أن يخرجنا. نحن- الأفعى الرابضة هنا.

ولم يعد ذلك قلبي، انما هو جوفي، مستودع الذكريات، ومصنع الآلام..

فلنذخر فيه معاً قوت شتاءنا القادم إذن!

نحن النملتان التائهتان في لاوطنٍ شاسع، نبحث عن رمقٍ نقتات به لصقيع أيامنا القادمة ،

الأيام التي سأكون فيها نملةً وحيدة،

وتكون فيها أنت (نمّول) عاشق


السبت، 11 ديسمبر 2010

علبة نكاشات!



-1-

النكاشة التي تستعملها لتريحك، تدمي فمك.
ينزّ الدم فـ تتجرع طعمه الصدئ رغماً عنك، رغم محاولتك تفاديه..
أنت أردتها عوناً لك، فاستبدت بك، فيك، و عليك..
تلك النكاشة الحقيرة ..
تخونك!
-2-
أنت لا تقطع الإصبع الذي يؤلمك كما تخلع ضرساً مؤذٍ..