الأحد، 28 ديسمبر 2008

غزة و فاجعة الصورة





"الصورة الفاجعة" هو مصطلح خرجت به علينا الكاتبة أحلام مستغانمي في روايتها "فوضى الحواس" ولم أجد بداً من استخدامه بالأمس حالما وقعت عيناي على مناظر قد تكون صفة الفاجعة أقل مايمكنني وصفها به..

هاهي غزة اليوم وبالأمس وعلى الأرجح غداً تحت النار॥ النار التي سقطت على الأسفل الطاهر وأسقطت من الغزاويين ما أسقطت..


تساقطت دمعات أمي الغالية ونحن نشاهد الأخبار ظهيرة الأمس وتعالت دعواتها بينما اخترقني صاروخ ما وأشعل فيّ الخواء. أي مشاعر قد تجتاحنا اليوم وقد أصبحنا شبه معتادين على الفواجع وعلى تلقي الضربات والإهانات الجماعية؟ أيُ تلك التي تعترينا وقد عززت السنوات الأخيرة مناعتنا ضد المناظر المؤلمة ورؤية الموتى والمعذبين على شاشات التلفاز كأي مشهد من مشاهد أفلام الأكشن والرعب والتراجيديا؟

بالأمس كان حصار غزة واليوم ضرب غزة وغداً هل ترانا نضرب جميعاً معا؟

ماحال هذه الأمة التي يتصارع رجالها على الكراسي الزائلة، وتلك غزة صورة مصغرة لواقعنا، صورة أكثر بؤساً وألماً..

فهناك حيث تلتقي الرعونة بالنفاق بالمصالح ليس ثمة مايقال، ليس ثمة مايُفعل حين يكون العدو أكثر دهاء ومكراً وحين يكون صياداً ماهراً جداً في الماء العكر، وحين يسيطر الجهل والخذلان على من بيده فعل شيء، أي شيء!

وهاهو أولمرت المشؤوم يعلن تواً بأن العمليات مستمرة فيما أقرأ في شريط الأخبار أن متظاهرين اقتحموا السفارة الإسرائيلية في لندن هذا وقد قامت مظاهرات كبيرة في مدن عالمية أخرى بينما نقبع نحن خلف الشاشات مستمتعين بمظاهرات الغرب و منتظرين مزيداً من الصور الفاجعة!

أما والعالم نائم، والأنظمة تمشي حياد الجدران القائمة على أطراف الأصابع، أما ونحن لانزال مسكونين بقنابل الخرس الغير موقوته، فلن نرى مايسر ولن نفعل غير مالا يسر وقد نكون يوماً في عداد ما لم يسر..

من الملام إذن؟

:
:
من؟
.
.
من؟


الاثنين، 8 ديسمبر 2008


عيد مبارك على الجميع وأعاده الله علينا باليمن والخير والبركات

كل عام وانا بخير

كل عام والجميع بخير



أما بعد :) عيدي اليوم كان (بلا طعمه).. يعني ماحسيت بالعيد ولا شفت الحج عالتلفزيون زي دايما
ولا سمعنا الخطبة وكمان ما أكلنا باتشي :(
لكن الحمدلله ألف حمد وشكر على كل نعمة وعلى كل فضل

لك الحمدُ ربي حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضى

السبت، 22 نوفمبر 2008

مطر..مطر



لليوم الثالث على التوالي يسقط المطر هنا..

إلا أنني لا أشم رائحة المطر! لا أميز تلك الرائحة الأرضية السماويه المتعذرة على الشرح لا قبل المطر ولا بعده ولا حين نزوله..
هنا للمطر صوت ارتطامه بقرميد المنازل الريفية، وصدى تردده في فراغات الأسقف الجاهزة
هنا للمطر صوت النقر على نافذة ليلية ودقات قلبي المتسارعة خوفاً من أشياء لا أدركها!
اليوم السبت، اجازة آخر الأسبوع ومع اقتراب الكريسمس، يتوافد الناس على المراكز التجارية وتزيد الحركة في الشوارع نهاراً.. كنا في السيارة شاقين طريقنا نحو أحد المراكز، عندما بدأ الغيم المبشر منذ الصباح بتفريغ حمولته تدريجيا على المساحات الممتدة تحته.. (بالمناسبة، الغيم وتشكيلات السحب هنا حكااااااااااية ثانية قد أتحدث عنها (بعدين) ^_^..)
تجمعت قطرات المطر على زجاج السيارة كجزائر صغيرة، أو كقبب من البلور وبدا كل شيء أجمل من بين قطرات الماء لولا البخار الذي بدأ يتكثف على زجاج النافذة الأمامية مانعاً الرؤية على والدي الضعيف النظر أساساً..
طبعاً وقتها كنت أعلم لم بدأت بالقلق .. غير (انو ربنا ستر) ومع تشغيل المراوح بدا الضباب ينحسر تدريجياً 
المهم.. اني حزنت لأني لم أحضر كاميرتي معي، ولأني حتى لو أحضرتها فالأرجح اني لن أحمل الصور على الجهاز لأني تعودت نقل الصور (بالبلوتوث) واللاب توب الجديد مافييييييييييه بلوتوث.. هممم (زعلانة)
تيب ماشي .. سأضع هذي التدوينه وقد أرفقها بصورة (من تصويري) لاحقاً

الخميس، 13 نوفمبر 2008

مدن ....




مدن الأمطار والتناقضات العجيبة

تغسل ذنوبها الليلية بابتسامة بريئة كل صباح

على أعتابها تتشابك أناي مع أناها

تتعارك مع أشيائها

ثم تغادر بابتسامة جانبية
* * *

مدن الصيف والليالي الساخنة

نتصبب حزناً في مساءاتها المتناسلة

تعبق الفضاءات بعفن الرطوبة الخانقة

تمسكني من أنفاسي

تركبني

وتبقى..

تبقى..

حتى شتاءات ب ع ي د ة..
****

مدن البحر وجنون العصريات

شمس وحوريات

وقصور من ورق أخضر تجتاح الشاطئ

تقتحم البحر

تتمتم بالسحر الأحمر ليلا وتغني في الصبحيات

"يا ورق الأصفر عم تذبل عم تذبل.."
****

قرى الأحزان، مدنٌ تتكاثر علناً

على أسطح الذاكرة..

تعتم في ظل القمر ووهج الشمس

سواء

عندها الحلم والأمل وقبس الظلام..

تتساقط في صباحتها الثلوج السوداء

ويندف في لياليها مطر أسود

وفي رحم الظلام

قد تنبت للفرح ملامح، ربما..

-أقول ربما- تشبه البياض..

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2008

أستراليا.. مجدداً!

بعد يومين من السفر الطويل، ها أنذا أخيراً في مدينة لم أحبها يوماً تماماً ولم أكرهها كذلك.. يومان إذن من الطيران الذي لا أحب، والطعام الغير مستساغ والمطبات الهوائية .. واللا نوم!
السفر الطويل، وأتذكر خالي.. ذلك الجميل الذي لا يخلو من طرافة لا يضاهيها سوى مزحه الثقيل.. كنا نعرج على منزله أحياناً عندما نضطر للتوقف يوما او بعض الوقت في مدينة الرياض (التي لا احب ايضا) وكان لا يتوانى في تلك السويعات القليلة عن بث روح القلق في أنفسنا المترقبة لشهور الغربة القارسة أصلاً.
"السفر قطعة من جهنم" يقولها ضاحكاً بينما ترتعد أمي خيفة في حين أردد في نفسي لعنات على مزحه (البايخ).
أعود بالذاكرة إلى الوراء كثيراً، إلى أول مرة تلقفتنا فيه أحضان الغربة الباردة..
مدينة بيرث الاسترالية إذن، والمكان تحديداً شقة صغيرة مكونة من مطبخ خدمة ودورة مياه وحجرة واحدة بسرير مفرد وحيد، برد قارس، واجهة زجاجية كبيرة، والكثير من الطرق على أبواب الرحمة! كان المكان مخصصا لطلبة الجامعة وكان والدي في أول خطواته لنيل شهادة الدكتوراة..
تعاقب بعد ذلك تنقلنا في اكثر من منزل مستقل، ربما اثنان او ثلاثة.. لم أعد أذكر تماماً.. المهم أننا بدأنا نستقر تدريجياً وأصبحت الغربة أقل وحشة والوطن أكثر بعداً..
كانت المدينة فارغة تماما من رائحة الوطن، ليس هناك سوى الدكتور سعد، وهو طبيب من منطقة القصيم على وشك الانتهاء من دراسته وغادر هو وعائلته بعد شهور قليلة من وصولنا..
أحست ماما بغصة شديدة لدى مغادرة الدكتورة مها، زوجة سعد وربما بكت أيضاً لأنها فهمت أن عليها أن تقاسي غربتها النسائية وحيدة حتى من الاحساس بالمشاركة..
لمَ كانت الغربة تبدو كوحش كبير يبتلعنا في جوفه بينما لا نملك سوى الدعاء بأن تنقضي السنوات الطويلة سريعا؟
مضت السنوات زاحفة بنا وأصبح الوحش صغيراً ومستأنساً إلى حد بعيد خصوصا بعدما غادرنا تلك القارة النائية الصغيرة، وبعدما كان صدر الوطن منتهى حلمنا كيف تقنا اليوم للخروج من كنفه جاحدين، أم أننا كنا ذات يوم ساذجين وبسطاء؟!

لم أعد أشعر بتلك الغربة اليوم، إلا أن بعضا من غربة لازال يسكنني، وأتذكر أن شيئا من الغربة قد يفيد أيضاً، فأنا أحتاج لتجديد مفهوم الحياة بالنسبة لي، وأنا أحتاج لتجديد الهواء أيضا..
في الآونة الأخيرة لم يعد بمقدوري حتى الكتابة، ذلك المتنفس الوحيد الذي كنت أتنشق أوكسجيني من خلاله.. أتلمس الحرف كمن يلمسه لأول مرة، لا أدري من أين أكتبه وكيف أعيد تلاوته!
ها أنذا أخيراً في بيرث، مرة أخرى.. زائرة عابرة هذي المرة لا مقيمة.. أتلمس وجه المكان بحياد بالغ.. وأتوق لبيتي كما لو أني مكثت هنا دهراً..

ربما أبكرت في العودة .. ربما..

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2008

سفر أيوب*


لك الحمد مهما استطال البلاء
ومهما استبدّ الألم
لك الحمد، إن الرزايا عطاء
وإن المصيبات بعض الكرم
ألم تُعطني أنت هذا الظلام
وأعطيتني أنت هذا السّحر؟
فهل تشكر الأرض قطر المطر
وتغضب إن لم يجدها الغمام؟
*****
شهور طوال وهذي الجراح
تمزّق جنبي مثل المدى
ولا يهدأ الداء عند الصباح
ولا يمسح اللّيل أوجاعه بالردى
ولكنّ أيّوب إن صاح صاح:
لك الحمد، إن الرزايا ندى
وإنّ الجراح هدايا الحبيب
أضمّ إلى الصّدر باقاتها
هداياك في خافقي لا تغيب
هداياك مقبولة. هاتها
*****
أشد جراحي وأهتف
بالعائدين:
ألا فانظروا واحسدوني
فهذى هدايا حبيبي
جميل هو السّهدُ أرعى سماك
بعينيّ حتى تغيب النجوم
ويلمس شبّاك داري سناك
جميل هو الليل أصداء بوم
وأبواق سيارة من بعيد
وآهاتُ مرضى، وأم تُعيد
أساطير آبائها للوليد
وغابات ليل السُّهاد الغيوم
تحجّبُ وجه السماء
وتجلوه تحت القمر
وإن صاح أيوب كان النداء:
لك الحمد يا رامياً بالقدر
ويا كاتباً، بعد ذاك، الشّفاء

*بدر شاكر السياب

الأحد، 12 أكتوبر 2008

حظي!


أََحَظي..

كم ضحكتُ عليكَ

حد الموت

حتى الدمعِ..

حدّي..

وكم كلفتني بعض الدوار

وزرتَ في الحياةِ ضريحَ قبري..

وألـّبت الحشود عليَ يوماً ..

وقرَّبتَ الذي من غير ثوبي!

وألزمتَ القبيل ببعضِ إفكٍ

وأسكنتَ القساوةَ قلب أمي

أحظي هل صنيعك من فراغٍ

وهل ساومتَ بعضي بعضَ حبي

ءأشكو دمعي الحائرُ يأبى

هطولاً أو نزولاً فوق أرضي

أحظي عاثرٌ مثل الصحارى

وهل أشكو لأحد غير ربّي!

الأربعاء، 8 أكتوبر 2008

بكائية الحياة ..


بكائية الصمت:

ماذا يفعل من اعتداد اللاكينونة كي يرضي الآخرين وكي يكون مثلهم؟ يتحول الى ظل يتحرك بخيوطهم تحيك ذراته تجاويف الفراغ الممتدة في فضاءهم الفارغ.
............
على قيد الصمت..

يصعب عليها العودة إلى ماكانت عليه ذات جنون .. صعب عليها الإقرار بأنها كانت أذكى
و أقوى وأشرس حين كانت طفلة بالمعنى البيولوجي للكلمة ..
مالذي تفعله إذن حين تستيقظ فجأة لتجد عالمها قد سبقها إلى النصف الآخر من الجنون اللاأرضي
هناك حيث يلزمها عمراً بأكمله كي تصل
هناك حيث لا يكفيها تنشق مابقي لها من أنفاس كي تختصر الشهقات بين أبجدية وأخرى
لم تعد تحفل ذاكرتها بالكثير لترويه..لم يعد قلبها مخزناً لأي (داتا) .. هو فقط صندوق آخر من صناديقهاعبء آخر من أعباءها.. وتذكار لها بين حين وآخر بأنها لازالت على قيد الوجود..


..........يتبع.........




محراب الصمت..يموت
صبراً!
علمتها الأيام أن للصبر قيمة قليلة توازي قيمة الوقت المجترح في الغياب॥تحاكي المساحات اللامحدودة للأفكار المهدرة، والعد التنازلي للكينونة والصيرورة واللاوجود!
علمتها أن انتظار نضوج الخبز لا يعني بالضرورة أنه سيكون على مائدة الطعام، وأن بيع الحليب لا يعني بالضرورة شربه!

لم يكن بوسعها...
لم يكن بوسعها إذن الإمتلاء بمزيد من هواء الحياة الملوث، وبدخان الأنفس المملوءة بشيء ما لم تستطع إدراكه حتى حين
هكذا تذوقت مرارة الأشياء بطرف لسانها بدءاً من صرختها الأولى ذات يومٍ أسموه الميلاد، وأسمته هي "طعم المرارة"
ألهذا الحد يصعب العيش في هذا العالم الغريب؟ تساءلت هي وتساءلت معها مِراراً، فلابد للمرء أن يدرك أسباب تعاسته ويحاول لها بديلاً لا يشبه التجهم على الأقل!
"من أين تأتينا كل هذه الزخم الشجي وكل هذا الحزن القابع دهراً في زاوية غير قصية من تلك القلوب الرهيفة؟" لم أملك جواباً فأنا الأخرى سيدة الأحزان المستحدثة وملكة السلبية بلا منازع =) تقول لي: "شر البلية ما يُضحِك، أو ليس كذا؟"
"بلى"، أجيبها بثقة، فلم تكن تلك الابتسامات المرتسمة على جانب وجهي دوماً إلا من من وحي ذلك الذي يضحكنا من شرّه
تتقافر خراف النوم أمامي أخيراً
فلتــ ــحـ ــيا عهود الصمت على مذابح الكلام..

.... يتبع (ربما)..

السبت، 4 أكتوبر 2008

رماد



أتنشق غبار طلعهم وأنمو زهرة رمادية
تماما كما لاتنبت الزهور
ظلالي من تلاوين شفيفة
قامتي ظلٌ، رمادٌ، عتمةٌ، أوفسحة من بياض ..
أو مضغةٌ من عدم!
قللي بربك، أي لون للخيالات العتيقة؟
أي صوتٍ للأراجيح وماء النبع والعنقاء؟
ساحتي ظلٌ، رماد
من تويجاتي سأمت ومن وريقاتي سقمت
ومن ظلال الكون متٌّ
ومن يبالي إن شرقتُ برمادي أو رفاتي
أو تنشقت الغبار المرَ واختنقت رئاتي؟
من يبالي
إن نَموْتُ رشيقة أو مستديرة
طالما أني بلا لون سوى لون الرماد!
طالما أني حصيلة خِطئهم
حين صبّوا الليل في قدح النهار!

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2008

و طـ ن !

على أمل العودة بما قد أقوله في هذا المقام، ركزت علمي هنا بالأمس ومضيت. الا أنني حتى الآن لم أجد ما أقوله تماماً!غير أني أتساءل اليوم، هل أفلحت كتب الوطنية لدينا في غرس حب الوطن في نفوسنا ونفوس الجيل الجديد من الصغار؟ سؤال يطرح نفسه حقيقة. وماهي الوطنية أساساً؟

ربما أصبح أول مايتبادر إلى الذهن حين يذكر اليوم الوطني هو مظاهر (الفرح) التي تجتاح بعض الشوارع الرئيسية في المدن الكبرى مثل جدة والرياض. ومظاهر الفرح هذه لا تختلف كثيراً عما هو الوضع حين يفوز المنتخب الوطني، سيارات كثيرة، أضواء، أبواق، أعلام خضراء، صخب مجنون، وفي مظهر من مظاهر (التحضر)، كما يحلو للبعض تسميته، أصبح للفتيات مشاركة فعالة في مثل هذه الفرص وأتخيل أن دورها هنا لا يعدو كونه مؤججا للموكب الصاخب أصلا! في حين أن الوضع هنا مختلف تماماً إذ أن نبرة المرارة صاحبت أغلب ما صادفته في الويب من مقالات منذ الأمس!
أهذه هي الوطنية من منظورنا؟ ولماذا حتى الآن لم يستطع الوطن أن يخلق جيلاً من الواعين لمدى أهمية هذه الأرض، مدى أهمية أي أرض للواقف عليها خارج نطاق الشعر الحماسي والكلمات الوطنية! وكيف يزرع جيل من الآباء والأمهات هذا الإحساس في نفوس أولادهم إن لم يدركوا أهميته بدءاً؟

وإن كان سوانا من الدول المتقدمة يحتفل باليوم الوطني لبلاده بمسيرات صاخبة رسمية وشعبية، فإن مايفعله هؤلاء لأوطانهم (حباً) و (إدراكاً) طوال العام يعطيهم الحق في الاستمتاع يوما أو يومين احتفاءاً بهذا الحب البنّاء।

هو إحساس يفتقده غالبيتنا، فلماذا؟ هل يجب أن نتغرب سنوات ليصلنا بعض الإحساس بالشوق إلى هذه الأرض، إلى أرضها الجافة، وتناقضاتها المبلولة لفرط تقلباتها؟ ربما علينا أن نعيد صياغة مفهوم الأوطان، والحب ومفاهيم كثيرة من حولنا। علينا أن نتعلم أبجدية الإدراك وأن نصنع من هذا المكان جنة لنا، فلا مكان لنا تماما في جنة (الآخرين)!

اممم.. المهم، جئت خالية الكلمات وهاهو الحديث يطول الآن، مؤلم ومحبط بقدر ما هو إلا أن الخوض فيه حتمي ولا مفر.

خلاصة الموضوع، ماذا نفعل في اليوم الوطني لبلادنا؟ نرتدي الأخضر في زهو؟ وماذا بعد؟ نعلق على صدور أولادنا (بروشات) تحمل شعار الوطن؟ ثم ماذا؟ نحفظ التلاميذ كلمات ليرددوها دون أن يدركوا معناها؟ ليس جديداً علينا। وماذا بعد الوطن؟ ماهو الوطن؟
أصاب من قال، "الوطن هو حيث يكون القلب"
ختاماً، أعترف بأني لم أستشعر دافعاً يسكبني كتابة عن (وطني)، يرغمني أن أكتبه شعراً أو أتغنى بأمومته، لم أستشعر شيء من ذلك. أدرك كم هو محبط ومخيب هذا الإحساس، لي ولغيري أيضاً.. ثم خطر لي هذا الصباح زيارة أرشيفي (المغبر) بحثاً عن دفتر الإنشاء للصف الثاني متوسط لأراجع نصاً كنت قد كتبته عن الوطن ذات طفولة،
لكني قررت أن لا أفعل،
ربما لأني خجلتُ من الوطن!
ربما..



الاثنين، 22 سبتمبر 2008

روبرت فروست والأسوار


ترميم الجدار

شيء ما لا يحب الجدار
يرسل هزة متجمدة من تحته
يسكب الصخور المتجمعة، في الشمس
ويصنع فيه فجوات،
يمر من خلالها حتى اثنان يمشيان جنباً إلى جنب.
أما عمل الصيادين فهو حكاية أخرى:
جئت من بعدهم ورممت وراءهم
هناك حيث لم يتركوا حجراً على حجر،
لكنهم أخرجوا الأرنب من جحره
ليرضواكلابهم النابحة،
تلك الفجوات أقصد،
التي لم يرهم أو يسمعهم أحد وهم يصنعونها،
لكننا نجدها هناك دائماً، في الربيع –فصل الترميم.
أدع جاري ليرى من خلف التل
وفي يوم آخر نجتمع لنمشي على خط الجدار
ونقيم الجدار بيننا مرة أخرى
نبقي الجدار بيننا هكذا بينما نمضي كل في ناحيته

وتلك الصخور التي وضعت فوق بعض
كان بعضها يبدو كالأرغفة، وبعضها الآخر مستدير مثل الكرة تقريبا
كان يلزمنا أن نمارس بعض السحر لنبقيها متزنة
"ابقي مكانك حتى ندير ظهورنا!"
اخشوشنت أصابعنا ونحن نتناولها
اوه، هي فقط لعبةأخرى نلعبها خارج المنزل.
واحد في كل جانب. وقليلٌ من شيء آخر:
هناك حيث يكون، لا نحتاج الجدار:
هو لديه أشجار الصنوبر، أما أنا فبستان التفاح.
لن تقطع أشجار التفاح خاصتي الطريق إلى حديقته
لتأكل أكواز الصنوبر الساقطة تحت أشجاره. أخبرته بذلك.
لكنه فقط يقول:
"الجدران الجيدة تصنع جيرانا طيبين"
الربيع يوازي الشقاوة والاثارة بداخلي،
وأتساءل إذا كان بإمكاني أن أزرع فكرة ما داخل رأسه:
"لماذا هم جيران جيدون؟ أهناك حيث يرعون البقر؟
ولا يوجد أي بقر هنا!؟
وقبل أن أبني حائطاً كان ينبغي أن أسأل
مالذي أحيطه بالداخل أو أحيطه خارجاً!
ولمن كنت سأسبب الأذية.
هناك شيء ما لا يحب الجدار
شي يريد تحطيمه.
أكاد أن أخبره انهم "الاقزام"،
لكن ذلك الشيء ليس "الاقزام" تماماً،
وكنت أفضل لو أنه قالها بنفسه.
أراه هناك قادماً وفي كلتا يديه يحمل حجرا
ً يمسكه بشدة من أعلاه
كمسلح متوحش من العصر الحجري يأتي
يبدو لي أنه ذلك الذي يمشي هناك في العتمة
لم يكن ذلك طيف الغابات فقط وظلال الاشجار.
وجاري لن يذهب بعيدا عن مقولة أبيه,
"الجدران الجيدة تصنع جيراناً طيبين"

روبرت فروست


قصيدة روبرت فروست الشهيرة، "ترميم الجدار" هي احدى قصائده الرائعة والعميقة ايضا بالرغم من بساطتها في الظاهر। قبل البدء بتحليل هذه القصيدة من منظوري الشخصي، شرعت في البحث عن معلومات حول هذه القصيدة والتي قد تكون مهمة لفهمها بطريقة أقرب لما أراده فروست منها।

تدور القصيدة حول جارين يصلحان باستمرار السور المبني بينهما –ويقال أن فروست كتب هذه القصيدة على خلفية قصته مع جاره الذي كان يردد بأن الجدران أو الأسوار الجيدة تصنع جيراناً جيدين!-
في مجملها، تعتبر هذه القصيدة من قصائد فروست اللاذعة والساخرة معاً، وفيها يسخر فروست من جاره المزارع العنيد و(التقليدي) جداً والذي يفعل الأشياء بطريقة معينة لا لأي سبب سوى أنه تلقاها بهذا الشكل، وهنا يبدو جلياً أن فروست في سخريته غير المباشرة من جاره هذا انما يسخر منا جميعاً لأننا نبني جدرانا سميكة حولنا دائماً نصنع من خلالها مسافات أكبر وأمنع على الاخرين بحيث لا يستطيعون اختراقها او تسلقها..
لكن اذا عدنا للقصيدة ذاتها، فهي تحمل في طياتها معاني وصور جميلة جداً، وقصة بناء السور هي قصة تتكرر في اي منزل وفي كل مكان، انما كان في مقدور روبرت فروست –كونه شاعراً- أن يتوقف عند هذا الحدث الغير مهم ليصنع منه قصيدة لا يمكن لدارسي الأدب أو محبيه اغفالها।
وربما من الصواب أو حتى من الأصح أن ننظر لقصيدة فروست السهلة الممتنعة بنظره أكثر عمقاً وبفلسفة تحليلية عوضاً عن أخذها على محمل القصة الواردة فقط। فالجدار الذي أراده فروست هو حتماً ليس مجرد ذلك الجدار المحسوس الذي نبنيه حول منازلنا ليحمينا من تطفل الاخرين وتحديداً جيراننا، ولكن الاسوار هي تلك الحوائط المنيعة التي نبنيها حول أنفسنا لنضع بها مسافات لا يستطيع الغير تجاوزها وبالتالي سبر أغوارنا الشعورية أو حتى تفكيرنا। ضرورية هذه الحوائط طبعاً بغض النظر عن أسلوب فروست التهكمي في اكثر من موضع في قصديته هذه، إلا أنه نفسه يشير بشكل أو بآخر أن (بناء) الاسوار أو حتى الجدران السميكة واصلاحها هي امر طبيعي وفطري ربما، على ما قد تبدوه في القصيدة من السوء والبدائية ربما، حيث يحاول جارين أن يعزلا ممتلكاتهما باستمرار لحد الهوس بكل صخرة قد تسقط من الجدار الفاصل بينهما! "
إلا أن هذا الجدار لطالما كان سبباً لعلاقة جيدة بينهما ولتعاون مستمر فكما يقول الجار دائماً "الاسوار الجيدة تصنع جيراناً طيبين"! وأظن أن سخرية فروست تأتي في سياق الوضع المتنافر كلياً بين نظرية العزل والفصل و ثقافة التواصل والاتصال!
."
أيضاً أدهشني كثيرا أن أجد مايشير إلى أن رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق اريل شارون، كان قد استشهد ببيت من "بناء السور" في كلمة ألقاها أمام الرئيس الامريكي في الولايات المتحدة وذلك في سياق تسويق وتبرير لستمرار اسرائيل في بناء الجدار الفاصل في فلسطين। عجيب جداً! لم أتخيل قبلا بأن الادب الجيد قد يستخدم لتبرير الجرائم التي قد يرتكبها أحدهم! من زاوية أخرى تحدثت بعض المواقع عن أن فروست كتب هذه القصيدة كرد فعل لبناء الجدار الفاصل في برلين। لكن يبدو أنني علي التأكد من تاريخ كلا الحدثين بما أنني لست على علاقة جيدة بالأرقام والتواريخ!

* ترجمة القصيدة إلى العربية هي جهد شخصي مني وببعض التصرف।

الجمعة، 19 سبتمبر 2008

بوح مرفوع عنه القلم!





اللحظة ماقبل الأخيرة للبكاء
عبثاً ألمّ زجاج صوتي
عبثا أرمم البلور!
لغتي ممدة تصارع موتها
والقرحة المجنونة تلتهمني
ترتدي جسدي وتخلع صمتها

وأنا؟
أتشظى حريقاً

أتبعثر شهقات من عدم
تضيع في زخات صمتك شهقاتي
فأبعث في كف الريحِ

أهزوجة..


....
يغلبني الدوار،

الدوااااااااااار..
الدوار الفارغ كمحارة مهجورة..
أو لستُ حقيقة مكسورة
وأنت ضحكةً مهدورة
في الفراغ؟
......
أموت شعوراً
وتبعث أجزائي ألماً
فأنا إرثٌ مقتسَم
بين الخطأ والصواب
وبعضي وقْف
وفي سبيل الأجر،
جعلوني (سـ ب ي ل)
لست أشعر
لست أشعر
من يحيل سكينتي
صخباً
فينقشع الغياب!

.....

يا أيها الغائب غب
واملأ غيابك من حضوري
وافرغ حضوري من غيابك
من فراغ الكون
منك ومن
سهامك
كم أعاني
كم أموت ولا أموت
وأمعن لأجل الناس، للأشياء، للشيطان،
أمعن في ا لغياب
فلا شعور هنا
ولا أنا عدتُ أنا..
أنا إرثهم
ملكٌ لهم
أنا بعض جرح يلتئم
أنا كل شيئ مقتحم
أنا في حقائبهم قلم
وفي دفاترهم رقم
وفي عيونك
ماسة براقةٌ
فالجم بريق الماس
من عينيك
واجعل وجودي
في محاجرهم ألم
وافرغ حضوري من غيابك
من فراغ الكون
منك ومن شعوري

كم أموت ولا أموت

الأحد، 14 سبتمبر 2008

على مائدة الوجع


تقاسمنا الأرغفة والأدوار..
وقررنا أن لم يعد لسوانا أي دور!
نملك كل أمرنا سوى الموت.
وحده الموت يتملكنا..
هل لنا من الأمر شيء؟
قتلنا مئة مرة ولم نمت
تشابِهُنا القطط الخاوية في الطرقات
نُشابِه خواء الأنفس المفرغة من الضحك..
وترتسم على هشاشتنا لصاقات الابتسامات المتصلبة
تتوهج في العتمة كأضواء النيون..
هل لنا من الأمر من شيء؟
قتلنا، ومن قال متنا كذب..
تقاسمنا المرارة ذات دور لعبناه..
وقررنا أخيراً أن لم يعد لنا أي دور!
نتقاسم الحزن على سرير الوداع ذات ليلة
تماماً كما تقاسمنا الحب كقطعة كعكٍ محلاّه
تماما كما أشركنا النوايا في سوء تعاطينا ذات وهج
تماما كما غزلتَ خيوط الإشراق فتيلاً يقدح شرراً
في سمائي..
(نجمة كنتُ.. وكنتُ قطةً..
أرقب الليل وأنشد بالمواء
يا إلهي كم حزنت وكم غضبت
وكم من الشكوى سئمتُ
وكم.. وكم..
وأنت؟..
مارد كنتَ.. وكنتَ رجلاً..
وما الذي ننتظر من "قهر الرجال"؟!)
أيها المقتسم أدوار البطولةِ، كاذبة..
كاذبٌ أنت..
وأغراك الغرور
كاذب زمن الخديعة والمرور
(يشبه الوهم الذي عاشوه يوما
حين أشرق في المدى حلم العبور..)
وتقاسمت اليوم حزني مع نفسي،
لم أعد أقتسم وجعي
لم أعد أرسم وجهي..
في أروقة المدن
أراك مرة أخرى
طيفاً أسوداً ويشرق قوس قزح
ثم يكسو الغيم أروقة المكان
لم أرَ الغيم قريبا مثل هذا اليوم يا قوس قزح!
مطرك، قوسك، وسهامك
كلها ..
تغتال في قلبي الفرح..

الخميس، 11 سبتمبر 2008

اللامنتمي!


يحدث أن أستيقظ من ذهولي فجأة وأضيق كثيراً بما يحدث حولي.
منذ متى أصبح مجتمعنا منقسما بهذا القدر من الوضوح؟ أم أن ظهور الأشلاء على السطح هو الذي كشف التشوهات الخلقية التي كانت أساسا موجودة، وأخفتها ربما المساحيق التي كانت خارطتنا السياسية تتقن وضعها!
لقد عزفت عن قراءة الصحف اليومية منذ فترة واتخذت موضع "اللامنتمي"، ليس تماما بحسب تعريف كولن ولسون، وإنما بحسب تصوري الخاطئ واللاإرادي حينها بأنه (كفاية وجع دماغ)، فليس أسوء من أن تختلف الأيدلوجيات حتى في الأسرة الواحدة بينما يصر كل فرد على أنه يلازم الصواب..
أين يسند المرء ظهره في مثل هذه الضوضاء والفوضى بين من يبالغ في التحريم والتشدد وبين من يبالغ في التحرر॥

لكن المشكلة ليست هنا فقط، وليست القضية هي قضية اختلاف في الآراء والأيدولوجيات، فالمشكلة تكمن في أن كلا الطرفين ينتقد ممارسات الآخرمستميتا ويترصد له، فيما يطمح أن يكون بقية المجتمع نسخ مكررة منه ومن (أيدولوجيته)- على افتراض أنه يجانب الصواب بل أن تصوره هو مطلق الحياة السليمة كما ينبغي أن تكون!
أولا يكون لي الحق إذن في أن (لا أنتمي) لو كان الإنتنماء يعني أن أكون في أقصى اليمين أو أقصى الشمال؟

حق لأدمغتنا أن تنفجر، فقد باتت الحياة لا تتطاق، ولا أرى العقدة إلا تزداد تعقدا يصعب معه فكها!


فبين المتدينين والليبراليين يسقط الوطن في فخ المهاترات المكشوفة، والتقاذف والتراشق بالبذاءة والحنق والغضب..

بين المتدينين والليبراليين تصبح الليبرالية قبراً، بينما يستحيل الدين عقبة كبيرة!


بين المتدينين والليبراليين يترفع اللامنتمون عن الخوض في مهاترات البينية فيما تصبح السلبية سمتهم الأقوى..

وبين هؤلاء وهؤلاء يتشتت الوطن وتصبح الوحدة مطلبا آخر يضاف إلى قائمة الأحلام المؤجلة।



إلى أين يقود الوطنَ هؤلاء وهؤلاء؟ ولم لا تكون حياتنا أكثر بساطة وأقل تعقيداً؟

لم لا يكون (متحررونا) أكثر تعقلا وأقل جنونا، و لم لا يصدق (متشددونا) بأن هناك بعض الهواء النقي الذي يصح لنا تنشقه، وبأن العفة والصلاح هي ليست فقط ثيابا ترتدى!

ولم قبل كل ذلك لا تتطهر أرواحنا من كل تلك الترسبات الباطلة! من كل تلك الأقنعة ومن كل هذا الزيف، ولنفسح لنقاء أنفسنا مساحات وارفة من التفاؤل والحياة।

الأحد، 13 يوليو 2008

بدون تعليق (حتى اشعار آخر) =)


مساء الغربة



مساء الصيف الساخن والأحلام الباردة واللحظات التي لا تنبئ بشيء
مساء الراحلين تسربلوا بي ومضوا
مساء القادمين، مجيئهم قاتم مظلمٌ
وبوحهم سكووووون
مساء الصيف و أتوق للشتاءات الباردة..
لمطارات الغربة،
لنار المدافئ و رائحة الذرة الساخنة..
لواجهات المقاهي المغسولة بالوحشة والصبح والمطر
و البحث عن قوس قزحٍ محتمل..
مساء الصيف والإنتظار الممل على الألحفة الباردة
مساء الممعنين في مضايقتي تحالفا مع أصيافهم الموسمية
مساؤهم، وأُ
فضّل برد الغربة القارس على صيفهم القارص
و رائحة الكستناء المشوية على دخان أعصابي المحترقة.
جاهزة حقائب الفراق، مملوءة بخطط الهرب وتذاكر العودة!
برائحتهم لازالت تعبق بها أشيائي
وبجرحي لم يزل ينزف بهم.
لاعودة لي بعد الآن، فبي توق إلى القمر
حيث لا صيف ولا شتاء ولا وجوه تبتسم لألمي
هناك، حيث الخوف والخوف فقط ولا انتظار
مساء القمر إذن
هو الآخر يشبههم!
يتصدع وجه الذكرى، تنبت للفرح مخالب وتنكأ الجراح
و أ هـ ذ ي من جديد
مساء الصيف الساخن..
والأحلام الباردة..
واللحظات التي لا تنبئ بشيء

الثلاثاء، 3 يونيو 2008

هلوسات الفجر

صباح الخير.. وأطرق أبواب الصباح أخيراً بعد يوم طويل.
قليلة هي الأيام الطويلة هذه (الأيام) ، وجميل أن أنتهي أخيراً (أتمنى) من بحث مضنٍ و طوييييييييييل، أطول من يومي بكثير.
حاولت أن أدلل نفسي قليلا الليلة، احتفالا بإنجازي الغير مكتمل، حتى الآن. جاءني صوت الأذان معلنا وقت صلاة الفجر وأدركت بأن إحساسي بالوقت بات اكثر (رهافة).
منذ بضع دقائق فقط فتحت درجي وأخرجت دفتر مذكراتي الذي لولا أن كان الدرج محكماً، لعلته طبقة سميكة من الغبار!
لم أكتب شيئاً. فتحت صفحة شبه بيضاء أردت أن أواصل شخبطة قديمة إلا أن القلم أيضاً لم يعد صالح للإستهلاك الورقي.
أعدت الدفتر إلى مكانه وأتيت إلى هنا، وخطوت خطوة إلى الظل مع أن ضوء الصباح لم يطلع بعد وكان من المفترض أن أخطو خطوة في الضوء، لكني سأتحرر من قوانين (المفروض) و (المفترض) وسأخطو إلى عمق الظل هذه المرة.
متعبة أنا، ولم أعد أتابع نشرات الإخبار كما كنت أفعل منذ فترة ليست بعيدة..
متعبة أنا، و أود لو أتنشق بعض الهواء النقي في هذا الزمن الرديء
جميل هو الصباح وأتوق لرائحة المطر عبقاً بأعشاب ندية .. مدهش هو الفجر فقط لو تواطأ معي أكثر ومد لي أنجمه البعيدة كي تحكي لي حكايا الليل التي لا أعرف..
ربما أتوب ذات يوم من سهري المزمن هذا.. أتوق أيضاً لصباحات مشرقة لم أعد أراها مذ آثرت السهر على أوراق قد تأتي أكلها أو لا تأتي. إلا أن الصباحات هنا ليست مبشرة تماماً..
ربما كان النوم أفضل.. ربما

الأربعاء، 21 مايو 2008

بداية حقيقية.. (ربما)

A replica of Van Gogh "Starry Night"
By "me"
مضى زمن طويل جداً مذ قررت أن أستكشف عالم التدوين. لطالما استهواني هذا الفضاء، لطالما رأيت لنفسي ملاذاً هنا، ولكن استغرق الأمر مني ما يزيد عن السنتين حتى اتخذت خطوة جدية فيما كنت أطمح إليه بهذا الخصوص.
أكان ذاك التباطؤ بسبب كسلي أم انشغالي أم الإثنين معاً؟ أم تراه كان بسبب سلبيتي التي لا أشك في وجودها إلا بقدر ما أشك الآن بأني هنا! ربما لم يعد ذلك بالمهم. فأنا هنا اليوم،أحاول رتق تلك الفجوة من الزمن التي لم أشحذ فيها جنوني كما أحب وكما كان ينبغي.
ربما كانت (شخابيطي) الانترنتيه على لوحات الرسم بعض ما سلبني متعة الكتابة والقراءة، لكني وجدت في الرسم متنفساً لي أيضاً.
لست رسامة محترفة ولا غير محترفة كذلك، غير أني وجدت في الألوان بوحاً من نوع آخر -حتى وإن كانت على برامج الرسم- ففيها هربت زمنا من ثورة المفردات المتشردة ولملمة الأفكار الشاردة. أما الرسم فقد كان بالنسبة لي بمثابة تحنيط مؤقت (للحكي) تأكيداً على جمالية الصمت أحياناً، وتواطؤاً على الاختباء تحت غلالة من الألوان أحياناً أخرى، وإن كان كل ذلك لا يصل إلى متعة الرسم على الكانفاس وفوضى التربنتين و بقع الألوان لكنه حتما استهلك مني ما يوازيه من الطاقة والجهد..ربما كان من غير الذكاء مني أن أواكب العالم الرقمي وأتوقف عن الرسم بطريقة (أسلافنا)!

على أية حال، جئت هنا أخيراً، لكن كعادتي احترت فيما كنت سأقف في الظل أم تحت الضوء، احترت كثيراً وقررت أني قد قد أقف على الحد الفاصل بينهما، هكذا وجدتني ودون قصدٍ ربما، أواجه تهمة التحالف مع شيطان أتعوذ منه صبح مساء بينما أزاحمه مكانا يحبه! " أي جنون هذا؟" تساءلتُ. ولم يكن بوسعي تجنب الشبهات هذه المرة..
أعلم أنني لم أتحدث عن نفسي (تماماً) فأنا لم أجد في حياتي هذا الفن ولا أشعر حتى بأن هناك مايتوجب علي ذكره غير ما كنت قد ذكرته مسبقا في وصف مدونتي البسيطة هذه.

هذا ملاذي إذن، ربما زاحمت شيطاناً ما عليه ولكني قررت أني سأكون هنا.. أنسكب جنوناً (ربما) .. أسطر كلماتي الأولى بتوجس عاشق و بشجاعة محارب..ورغم ذلك، أنا لست إلا (جاردينيا) استولدتها الأحرف ذات طفولة لازلت أتجرعها حتى الثمالة!
طفلةٌ أنا؟ فليكن إذن..وهل أجمل و أعذب من الطفولة نمارسها علناً، حيناً في الضوء، وحيناً في الظل، و أحياناً مابين النقيضين؟


دمتم بـ ـطـ ـفـ ـولـ ـة..

الأحد، 18 مايو 2008

((كومـا))

تشعر بأن هناك قوة تشدك نحو الأرض
هناك حيث أنت عابر مطارات وماكث ترانزيت
لم تعد خطوط الطول تعرف قياسك
لم تعد خطوط العرض تحتضنك
لا شيء يعرفك
لاشيء عتيق هنا.. لا شيء سبر غورك مسبقا
لازالت أغلفة النايلون تحيط بكل شيء
هنا حيث أنت عابر مطارات جديدة
تبحث عن نقطة بداية
تبحث عن نقطة جديرة بالانطلاق
حيث تتوه الذاكرة وتتخذ شكل صفحة بيضاء

الجمعة، 16 مايو 2008

كلمتين ع الماشي

لم أكن قد خططت لمدونتي هذه أن تكون سوداوية هكذا أو أن تكون دفتر مذكرات آخر

حزينة أنا .. تراه ذنبي أنني لم أعد سعيدة؟

هل الحب هو الفرح؟
أم أن الحزن هو مرادف لحالة (اللا حب) ؟!

الأربعاء، 14 مايو 2008

مشروع انتقام!

ورقة أولى وبعض جراءة،
وجدائل مقصوصة..
خصلةٌ معقوصةٌ..
وبعض رسائل..
أيها الشعرُ ما عدتُ أملك خيلك،
ماعادت الأقلام تصهر في المدى كلماتي
وتحيلها قصصاً وأنغاماً تزلزل داخلي
ماعادت الطفلة تبكي فرحاً
الفرح يأتي ثم يذهب مسرعاً.. مسرعاً..
كالريح، كالأنواءِ
كالشهب المسافرة البعيدة.
الفرح يشبه دمبيتي، ودماي صامتة الكلام
ودُماي تتحدى قوانين السلامْ
حربي الوحيدة داخلي، تقتات من وجهي الجميل
تقتات من عينيَ ، من بعضي القديم
وتحيلني قلماً ومحبرةً وهلوسةً
و مشــروع انتــقـــام !

السبت، 10 مايو 2008

أولى الكلمات.. في الضوء

....
لا أريد أن أفكر بأن المعجزات لم تعد تحدث أبداً
وأن الشجرة الضاربة بأعماقي قد لا تثمر أبداً
وأنني سأنتهي إلى حيث تنتهي الأخريات حتماً..
لا أريد أن تمارس الاشياء سلطتها علي هكذا
لأني حينها سأدرك بأنني لم أعد طفلة
وأن قاتلي الأحلام تمكنوا مني أخيراً..
سأرعى زهوري حينا في الضوء وحيناً في ظل أحلامي الصغيرة..
ومابين الضوء والظل سيترعرع شيطان الفراق قوياً كما كانت معجزاتنا ذات يوم..
.
.