السبت، 21 مايو 2011

في قلبِ نبتة بريّه كما في السماوات..



أنا لستُ حبيبتك.
نحنُ فقط صديقان، يلتقيان للمرة الأخيرة..
يتواعدان على أن لا تلتقي الأقدارَ
مسافة خنصرينْ..
 يتوادعانِ
بتعانق الاصبعينِ،
ونقزات نردٍ سقط من فمكَ سهواً وتوقف عند الرقم اثنين، تُموسق المشهد الباهت كفيلم من الستينات.

و لستُ أختك..
أنا نسمة الأمنيات الطيبة التي كانت في حياتك أبداً، حتى الآن
الشوكة الناتئة في ابهام الفراغ المتآكل يقيس مابين عقلينا وقلبينا معاً
أوَ نتفقُ صبارةً تزهر و نوّاراً يعد بالقطاف؟..
أنا القلب المتعثر، وأنت الآخر اليأنفُ العثرات
ومابين قلبينا يعمر الله الأرض والسماوات..

و لستُ امرأتك حتى،
أنا الروح الملتصقة بك حد الدوار
الـ تشبهك حد التوحد
أنا إغماءة القلب حين يغمض عينيه ملقياً بهشاشة جسده على كفٍ بضةٍ تنتظره في القاع
القاع الجميل
كموت أجمل
وكفٍ لم تكن..
أنا ضلعك الذي تهتَ عنه
تحصّلته في حياة أخرى،
 في موتٍ آخرَ
أنا صخب المسرات، وسكون الشهوات.
 الغواية البيضاء في الوجع الأسود
المقعد الثالث لاثنين أحدهما أنت.
أنا الوجه الذي لا تراني فيه..
الجسد المختلف، الملتف بالسرمد، تمرُّ خلاله وفيه ومنه..
أنا الكناية المربكة في العتمة النزقة/ التورية المبهمة في ملوحة الكلمات
أنا الصوت المرهَق المرهِق.
 انا الاستعارة الناقصة
ووجع الغوايات البريئة
 كبيضة دوريّ تكسوها ريشة قمرية عابرة.

و أنا لستُ ابنتك،
أنا ماء الدهشة التي صنعت..
 تعمّدُ به ذاكرتك الأولى يترقق قداسة أمام مرآك وتحار،
تريده جارٍ أمامك، تريده رقراقاً لا يأسن لآخر سواكَ
 تأخر عمراً بأكمله والماءُ مباركٌ كما كانَ.. مباركاً..
مباركْ.

لستُ أياً منهن،
انا ابنة المطر وريق الغيمات
افتح شهيقَك (للـهميِ) حين أخبو
وسأهطلُ
كنبوءةٍ
وأستعر كـ نارْ
وأنفلق كبذرةٍ
و أنغلق كـ قوقعةْ
سأنكمشُ وأتشرنق
وسأتضلعُ طوعاً
أتقمص الضلع المبتور لمحاربٍ قضى
السبابة المؤذّنة لرجلٍ يموتُ مبتسماً
الجنة الغافية في التماسة ابهامٍ وسبابةٍ تعقدان أمنيةً مضمرة
الدمعة المعتلية المتعالية على وجعٍ أحمق
استبسر كقذيفة تعِد بكارثة
وأتكور في الكفَ المغلقة لرضيع نائم / كما بين شفتين نهمتين
وأتزيا بكل مخلوقات الله
عداكَ.. عداني.. عدا الشيطان
سأتلبس أعضاءها أو رائحتها
وسأنمو كأغنية قديمة لا تذبل
وسأزهر كـ رمانةٍ.. كـ ليمونةٍ..  كحقلٍ.. كـ اخضرار دفلى..
وسأعشب كأرض قاحلة أصابها الحب في محياااا
سيخبو الصوتُ.. سيخبو ويُنسى
وسأضيء أنا لأن الله في قلبي
في قلب الشيء
ولأني أنا.
نور الله من روحه
وأنا من روح الله
ونور الله يشع هناك
في قلب نبتة برية
كما لو في السماوات..