أَعتِقُني من طين الأرضِ
وضَوعِ الماءِ
وهميِ الغيمِ إذا أمطر
أتحررُ من ظلي، لوني، رائحتي
من غصنِ الليمون بشعري
وحمائم فجر النافذةِ
ونقرِ عصى جدي الراحل
ونداءه من بُعدٍ يعلو: مَنْ.. مَنْ؟
يعرُفنا من ركض الأرجلْ،
وحفيف القدم الحافيةِ على السطحِ
ويسأل: مَنْ!
إني أتحرر،
من صوتِ الجارة،
من مبخرةِ الجمعة،
ومن غدرِ الفجأة إذ تأتي
وأنا أُنشدُ أغنيةً صفرا في عصرٍ أصفر..
أتحررُ من سيرة جدي العظمى،
ومن جدٍ آخر كالساحل،
وامرأةٍ من موجِ البحرِ
حملتني فوق حنايا القلبِ العاقرْ،
لم يُنجِبْ إلايَ
وكل صغار العائلة الكبرى
وصغار الحيِّ من الأصغرِ للأكبرْ
أتحرر من خوفي
من صوتِ الرعد
ومن ذاكرتي المزدحمةِ، من فوضايَ وأحذيتي،
من عين طبيبي النفسيِّ
وأدويةٍ لم تُصرَف يوماً..
لم تُصرَف.
أتحرر من غضبي
منك وأشرعتي
من ليلٍ هادئ يمتحنُ الصبرَ
ونجمٍ أرعن يرقبني
لا يُحدِثُ همساً أو يضجر..
أتحرر من خُطَبِ المنبر،
ومن كذبِ العشاقِ
بشهرِ العسلِ المرّ الأحمق
وفتات الخبزِ على مائدة الجوعِ الكافر
ومن شيخ التلفاز الباكي
ومن الغاضبِ
ومن الملحد
ومن الأجدب
أتحرر